إنتظر بفارغ الصبر اليوم الذي ينتهي فيه من دراسته الجامعية بعد رحلة كفاح شاقة له وأمه التي عكفت علي تربيته بعد وفاة والده وظن أن الدنيا ستفتح له ذراعيها خاصة انه تخرج في إحدي كليات القمة. صدمه الواقع الأليم عندما انضم لطابور العاطلين عاماً كاملاً ثم اضطر للعمل في محل تجاري ليخفف العبء عن أمه ولكن لم يرضه هذا الوضع وبدأ فكره يتجه إلي الهجرة خارج مصر ولأن الهجرة الشرعية ليست للبسطاء امثاله بدأ يسعي لغير الشرعية إلي إيطاليا حيث تعرف علي بعض الشباب المحبط الذي يحلم بالثراء السريع وتوصلوا لاحد المتخصصين في هذا النوع من الهجرة. باع كل منهم كل ما يملك بينما استدان أحمد محمد حسين من كل أقاربه ومعارفه لانه ليس عنده ما يبيعه ودبر كل منهم المبلغ الذي طلبه الوسيط ودعته الام بقلب باكي ودعوات حارة ان يعود لها سالما حتي لو لم يكن غانماً ومرت عليها ليال ثقيلة يجلس بجوار التليفزيون في انتظار خبر وصول ابنها. بعد اسبوع عاد إليها في حالة انهيار نفسي وجسدي والتزم الصمت أياما طويلة ثم روي لها باكيا بحرقة كيف واجه الموت ونطق بالشهادتين عشرات المرات عندما انقلب بهم المركب ولم ينج سواه واثنان اخران فقط. لم يخرجه من هذه الحالة سوي التقرب لله والعودة للعمل بالمحل الذي رحب به صاحبه لما وجد فيه من امانة وتفان في العمل وبعد شهور قليلة عرض عليه مشاركته في مشروع لإصلاح الأجهزة المنزلية فيساهم هو بالمال ويتكفل هو بالمجهود حيث تخصصه. حقق نجاحاً كبيراً وتمكن من سداد ديونه وتعويض أمه عن سنوات الشقاء والحرمان ثم تزوج وصار اباً لثلاثة أطفال حرص علي ان يروي لهم في كل مناسبة رحلة كفاحه مؤكداً لهم الارزاق علي الله لذا يجب ان يتوكل عليه الجميع في ثقة ورضا وصبر.