في حوار لاتنقصه الصراحة والمكاشفة. فتح د. حاتم صلاح الدين رئيس جامعة دمنهور قلبه ل "المساء" وتحدث لأول مرة عن مشكلات خطيرة تفوق قدراته وتعرقل العملية التعليمية بالجامعة الوليدة التي تولي مسئولية رئاستها منذ قرار انشائها عام 2010 كأول رئيس جامعة منتخب في نوفمبر .2011 قال صلاح الدين هذه الجامعة الوليدة حصلت هذا العام علي أكبر عدد من المنح الدراسية في مشروع ميديا ستار لتبادل الطلاب بين الجامعات المصرية والأوروبية. حيث حصلت الجامعة علي 10 منح وهذه أعلي نسبة في الجامعات المصرية. وهذه الجامعة الوليدة هي الوحيدة ايضا علي مستوي الجامعات التي تمتلك أحدث مطبعة ديجتال بتكلفة ستة ملاين جنيه ومن الآن فصاعدا سيتم طبع جميع الكتب للطلبة بمطبعة الجامعة. قال ان كلية الطب البيطري بالجامعة فازت بأحدث المشاريع التنافسية علي مستوي الجامعات المصرية بمبلغ 6.7 مليون جنيه. واصبحت الجامعة تمتلك أحدث مجمع معامل بتكلفة 35 مليون جنيه. اضاف د. صلاح الدين ان الجامعة تضم 10 كليات وهو عدد لايلبي تطلعات ابنناء المحافظة من التعليم الجامعي الذين لايزالون يحصلون علي تعليمهم في كليات غير موجودة بالجامعة بمحافظات اخري وهم بالالأف ومن هنا كان لزاما علينا ان نتوسع في بناء كليات ومعاهد جديدة تواكب احتياجات سوق العمل وتسد النقض في العمالة بالداخل. ويكفي ان نقول لكم ان هناك عجزا في اعضاء هيئة التمريض في مستشفيات الجمهورية بنسبة 40% وبالتالي فأن انشاء كلية للطب ومستشفي جامعي ومدرسة للتمريض سوف تساعد في خفض نسبة هذا العجز وتوفر العمالة اللازمة من التمريض بالمستشفيات. يلتقط رئيس الجامعة انفاسة ويقول: هل تعلم ان 65% من طلاب كلية التربية الرياضية بجامعة الاسكندرية هم من ابناء البحيرة والاولي بهم جامعة دمنهور وهناك كليات اخري مطلوب انشائها مثل الحقوق والحاسبات والمعلومات والمشكلة التي تضغط علينا هي عدم وجود اراضي فضاء لاقامة كليات ومعاهد جديدة عليها. استطرد رئيس الجامعة قائلا: حلا لكل ذلك بدأنا في الاتجاه نحو وهو استاد دمنهور الرياضي الجديد الذي بدأت المحافظة في تشيدة عام 2002 وتوقف العمل به في 2004 للعديد من المعوقات التي حالت دون استكماله واصبحت الاموال التي تم انفاقها عليه استثمارات معطلة وقررنا مخاطبة المحافظة لشراء الارض المقام عليها الاستاد ومساحة اخري مجاورة له تبلغ تسعة افدنة. خاصة وان هذهالمنطقة هي الامتداد الطبيعي لمجمع كليات الجامعة الجديد لامجاور لها وكان هدفنا هو حصول المحافظة علي ما انفقته من استثمارات معطلة وفي نفس الوقت نحل مشكلة اقامة الكليات الجديدة. يتوقف رئيس الجامعة عن الحديث لعدة ثوان وتخرج منه تنهيدة تملأها الحسرة ليقول هل تصدق ان المحافظة تعاملت معنا بأسلوب التاجر الجشع الذي يمتص دم البسطاء. للاسف هذه هي الحقيقة! المحافظة انفقت 25 مليون و345 ألف جنيه علي الاستاد بالاضافة إلي حوالي مليون جنيه للمكتب الهندسي. الان المحافظة بعثت لنا بخطاب تطالبنا بمبلغ 152 مليون و81 ألف ومئتان وثلاثة وخمسون جنيهاً. ولاندري لماذا تتعامل معنا المحافظة بهذا الشكل وهذه الارض ستؤول لجهة حكومية تخدم أهالي المحافظة فما بالكم لوان المحافظة تنازلت عن هذه الارض لأي شخص آخر. ويؤكد رئيس الجامعة ان ما طلبته المحافظة يفوق قدرات الجامعة والمؤسف ان الارض التي اقامت المحافظة عليها الاستاد حصلت عليها من هيئة الاوقاف مقابل سداد مبالغ زهيدة كتعويض للمستأجرين. إلا انها قدرات قيمة الأرض وحدها بمبلغ 116 مليون و5000 ألف جنيه. وبعد ان عجزنا في إيجاد حل مع المحافظة قمنا برفع الموضوع برمته لوزير التنمية المحلية لاتخاذ القرار المناسب وحتي الان لازلنا في انتظار القرار. يفجر رئيس الجامعة مأساة اخري عندما يقول هناك 88 مصنعا بمدينة النوبارية وهذه المصانع في أمس الحاجة إلي كوادر متخصصة وفي حال انشاء كلية تكنولوجية هناك سيقوم الطالب بالدراسة النظرية بها وسيحصل علي الدراسة العملية بالمصانع ومن ثم سيجد الوظيفة المناسبة في انتظاره عقب التخرج بهذه المصانع التي تدرب فيها ووجدنا معهدا ازهريا غير مستغلوحصلنا عليه بعد تنازل الازهر عنه للجامعة وقمنا بصيانته وتجهيز المعامل والمدرجات والقاعات الدراسية وكان مقررا ان تبدأ الدراسة بهذه الكلية التكنولوجية العام الدراسي 2014/2015. الا انه تم ايقاف العمل بالمبني لان المساحة المصرح بالبناء عليها 30% من إجمالي المساحة الكلية بينماالمبني الجديد الذي تقوم الجامعة بأقامته سيرفع النسبة إلي 6.30% وعليه قام رئيس جهاز مدينة النوبارية الجديدة التابع لهيئة المجتمعات العمرانية بوقف البناء لتجاوزنا النسبة المقررة بعد ان قامت الجامعة بطرح الاعمال التي تمت بالمبني في مناقصة عامة وانفقت عليها 4 ملايين جنيه. بالاضافة إلي انفاق الجامعة 4.3مليون جنيه لتأهيل المدرجات وامام هذا الوضع الكارثي خاطبنا وزير الاسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية للحصو علي موافقته بالتجاوز عن هذه النسبة البسيطة في البناء حتي نتمكن من فتح الكلية. خاصة وان التجاوز عن هذه النسبة سيكون لصالح منشأة تعليمة مملوكة للدولة وحتي الان لم نجد ردا! يواصل رئيس الجامعة حديثة والحزن يخيم علي وجه ويقول امام كل هذا ماذا افعل؟ وحل هذه المشاكل يفوق قدراتي!