ألا يستطيع العرب وحدهم محاربة داعش؟ هل العرب في حاجة لتحالف دولي مكون من أربعين دولة لمطاردة هذه العصابة؟ هل أمريكا بالفعل قلقة لما يحدث في المنطقة؟ أسئلة كثيرة صاحبت زيارة جون كيري وزير الخارجية الأمريكية إلي المنطقة وهو ينتقل من عاصمة لأخري ويجري مباحثات ويعمل علي توحيد الصفوف من أجل القضاء علي داعش! وبالرغم أن المؤمن لا يلدغ من جحر مرتين. إلا أننا العرب علي استعداد أن نلدغ مرتين وثلاثا وربما بسبب غياب الإيمان أو بسبب قدرة الولاياتالمتحدةالأمريكية الفائقة علي استخدام التنويم المغناطيسي وإقناع العرب بأن أمريكا هي الخل الوفي الذي يطير النوم من عيونه بسبب المخاطر التي تهدد المنطقة العربية. العرب وحدهم قادرون علي دحر داعش والقضاء عليها وليسوا في حاجة لمثل هذا التحالف الدولي والذي يهدف في المقام الأول إلي استنفاد الفائض المالي العربي بعدما كادت أن تسدد أقساط حرب الخليج الأولي والثانية التي بلغت فاتورة حسابها مائة وخمسة مليارات دولار.. داعش باتفاق الكل والكل هنا تعني بعض دوائر اتخاذ القرار الأمريكي صناعة مخابراتية كان الغرض منها في البداية إسقاط نظام بشار الأسد في سوريا. وعندما فشلت داعش في هذه المهمة تم تكليفها بمهمة أخري وهي التحرك تجاه العراق والخليج لإثارة الذعر والبحث عن سبيل جديد لامتصاص أموال النفط الخليجية. ألاعيب المخابرات الأمريكية مكشوفة في كل تحركات داعش والأوامر التي تصدر إليها والمعلومات التي تنشر عنها. لقد تحركت داعش إلي محافظة الموصل في العراق وانسحب أمامها فرقتان عسكريتان عراقيتان مكونتان من أربعين ألف فرد علي الأقل وتركوا أسلحتهم لهذه العصابة والكل يعلم أن الجيش العراقي الذي تم تشكيله في ظل الاحتلال الأمريكي لا يأخذ أوامره من بغداد. بل تصله الأوامر مباشرة من واشنطن ووكالة المخابرات المركزية التي اختارت قياداته وعناصره بدقة شديدة. والغريب أن العرب علي استعداد أن يلدغوا من نفس الجحر مرات عديدة خاصة أن التحالف الذي تبحث عنه أمريكا لشن هجمات علي داعش لم يحدد سقفاً زمنياً لإنهاء المهمة. بل سيستمر الضرب بالطيران وسيستمر الدفع بالدولار إلي ما لا نهاية. لقد ذكر الأمريكيون في البداية أن قوة داعش لا تتعدي عشرة آلاف مقاتل وقبل وصول جون كيري إلي المنطقة قالوا إن عددهم يبلغ الثلاثين ألفاً في محاولة لإيهام العرب بأن المهمة صعبة وتحتاج إلي تحالف دولي وعدة مليارات من الدولارات. مرة أخري الدول العربية قادرة وحدها علي دحض داعش وكل دولة علي حدة قادرة علي حماية حدودها دون الحاجة إلي تحالف دولي وقد تحتاج بعض المعلومات الاستخباراتية وإذا كانت أمريكا هي الخل الوفي للعرب فعليها تزويدهم فقط بالمعلومات مقابل أجر معلوم دون الدخول في معارك قد تضيف المزيد من المتاعب للعرب. فالعرب في أشد الحاجة إلي تحالف عربي حقيقي.