يبدو أن السيناريو واحد وهو الهاء الشعوب التي تحاول أن تستعيد مكانتها بخلق بؤر توتر فيها وحروب داخلية لتعوق مجرد التفكير في التقدم إلي الأمام. السيناريو واحد وأن اختلفت الأساليب وسنضرب مثلاً بروسيا خاصة بعد ظهور فلاديمير بوتين ورغبته في استعادة دور روسيا القديم كقوي عظمي. بوتين منذ ظهوره وهو يريد أن يكون لروسيا خط سياسي متوازن مع الولاياتالمتحدةالأمريكية. وألا يكون تابعاً لاملاءات الغرب عليه. فإذا كان الاتحاد السوفيتي قد انهار إلا أن روسيا مكونه الرئيسي مازالت متماسكة وتستطيع أن تستعيد أمجاد روسيا القديمة. سواء روسيا القيصرية أو روسيا الشيوعية برموزها وبشخصياتها التي حركت الأحداث في العالم أجمع ووقفت مع حركات التحرر في أفريقيا وفي آسيا. وبدأ فلاديمير بوتين يحرك المشاعر القديمة ويمسك بمكونات الدولة الروسية ويعمل علي تنميتها والدفع بها إلي الأمام إلا أن هناك قوميات أخري تقع بجوار روسيا.. هذه القوميات تتطلع بعد انهيار الاتحاد السوفيتي واستقلال بعض دولها إلي اللحاق بقطار الغرب السريع وعملت الولاياتالمتحدةالأمريكية علي تزكية هذه الرغبة وتقوية الصراعات واللعب بالمشاعر والأوهام وأن انفصال هذه الجمهوريات المستقلة ليس نهاية المطاف. بل علي هذه الدول الانضمام إلي حلف الأطلنطي لتصبح شوكة في جوانب روسيا من الشرق والغرب. حاولت الولاياتالمتحدة استمالة جورجياوأوكرانيا ودول البلطيق بالانضمام إلي حلف الأطلنطي لتلسع أنفاس هذه الدول الوليدة ظهر روسيا التي تحاول النهوض واستعادة أمجادها القديمة ونجحت في ضم بعض الدول إلي حلف الأطلنطي. إلا أن روسيا كانت حريصة علي عدم تضييق الحلقة حولها وكان فلاديمير بوتين الذي جاء من مؤسسة روسية عريقة يعلم المخاطر وكانت هناك شخصيات في دول الجمهوريات المستقلة تعلم أيضاً هذه المخاوف ومنهم علي سبيل المثال ادوارد شيفرنادزه وزير خارجية الاتحاد السوفيتي قديماً والذي أصبح فيما بعد رئيساً لجمهورية جورجيا حيث رفض انضمام جورجيا إلي حلف الأطلنطي وتملص طوال فترة حكمه في أن يخطو أي خطوة في هذا الاتجاه. والآن تلعب الولاياتالمتحدةالأمريكية والاتحاد الأوروبي مع أوكرانيا الجارة اللصيقة لروسيا. تؤجج الأحداث هناك وتشتعل الحرب بين الأوكرانيين الراغبين في الاستمرار في حضن روسيا والآخرين المطالبين بالانضمام إلي حلف الأطلنطي. السيناريو واحد ويتم تنفيذه في عدة مناطق والغرض أيضاً واحد وهو إعاقة سبل التنمية.