مأساة حقيقية تشهدها قرية الترامسة بمركز قنا حيث هجرت أكثر من 22 أسرة منازلهم وأصبحوا يبيتون في الشارع خوفا من الحرائق الغامضة والمفاجئة التي تشتعل في منازلهم.. الغريب أن الحرائق تشتعل في وضح النهار وتتوقف بعد صلاة العشاء. الأهالي يتهمون الجن بإشعال الحرائق انتقاما ممن ينقبون عن الآثار والشرطة تسجل محاضرها إما ماس كهربائي أو مصدر حراري مشتعل عشرات من المشايخ والقساوسة زاروا القرية والحرائق لا تتوقف والأهالي يصرخون أحضروا لنا علماء الجامعة أو علماء الأزهر والأوقاف لمساعدتنا في إطفاء الحرائق وعودتنا لمنازلنا. "المساء" زارت القرية ورصدت الحرائق بالصور واستمعت للأهالي في البداية أكد حسني حامد وكيل مدرسة الترامسة الابتدائية ان الحرائق مستمرة منذ أكثر من أسبوعين لا نكاد نطفئ حريقا في أحد المنازل حتي نشاهد النيران في منزل آخر لتتحول حياتنا إلي جحيم لا يطاق. وقال إن الحرائق في بدايتها كانت تشتعل في الستائر ونسمع صرخات السيدات وعندما نذهب لإطفائها لا نجد شيئا ولا نعثر علي أي آثار للحريق وكنا نعتبرها أوهام للسيدات رغم مشاهدتنا للنيران المشتعلة قبل دخولنا المنازل واستمر الحال ثلاثة أيام لتبدأ بعدها الحرائق تشتعل بكثافة وتتسبب في تلف الأجهزة الكهربائية والأثاثات. أضاف عارف مصطفي مبيض محارة ان بداية الاشتعال الفعلي للنيران كانت في منزلي حيث فوجئت بزوجتي تصرخ ووجدت النيران مشتعلة في الطابق الثاني رغم عدم وجود أحد به نظرا لانقطاع التيار الكهربائي وانتقلت النيران سريعا لسطح المنزل وكان لون النار غريبا وقريباً من اللون الأخضر. كما شاهدنا عقارب كبيرة وغريبة الشكل تخرج أثناء محاولتنا إطفاء النيران ولم تهدأ النيران إلا بعد أن أتت علي المنزل بالكامل وعندها بدأنا نشك في وجود جان أو عفريت وراء اشتعال النيران وانتشرت الشائعات في كل أرجاء القرية. تابع عمر الصافي عامل لم أصدق علي الإطلاق إشعال الجن النيران إلا عندما فوجئت بالنيران تشتعل في دولاب الملابس رغم عدم وجود أحد بالغرفة أو أي مصدر حراري وتمكنت مع الجيران من إطفاء النيران والمفاجأة اشتعالها مرة أخري في اليوم التالي مباشرة في نفس الدولاب والغريب ان تقرير الشرطة قال إنه ماس كهربائي وتساءلت كيف يصل الماس إلي دولاب الملابس رغم عدم وجود أي أسلاك قريبة منه. أشار جمال أحمد تاجر لجأنا إلي المشايخ والقساوسة بحثا عن حل لهذه المشكلة ومعرفة أسباب الحرائق ونجح أحد المشايخ في إيقاف النيران لمدة 3 أيام ثم عادت مرة أخري وأخبرنا ان هذا الجن من النوع المجوسي الذي يحتاج لعدد من كبار المشايخ للسيطرة عليه ولا ندري ماذا نفعل بعد زيادة المنازل المحترقة يوميا وبلغت 22 منزلا. أكد إسماعيل الفولي أن أحد القساوسة أكد له ان السبب يعود لمحاولة البعض التنقيب عن الآثار في هذه المنطقة وهو ما يسمي بلعنة الفراعنة وصدقناه لقربنا من معبد دندرة وعلمنا بوجود عدد من الأهالي الذين يحاولون استحضار الجن للتنقيب عن الآثار والعثور علي كنوز الفراعنة وأكد لنا ان الحرائق ستتوقف بمجرد توقف هؤلاء الأشخاص عن أفعالهم ولذلك قمنا بتحرير محضر بمركز شرطة قنا ضد بعض الأشخاص المعروف عنهم التنقيب عن الآثار. أكد خير محمود نجار أصبحنا نعيش خارج منازلنا خوفا علي أبنائنا من الاشتعال المفاجئ للنيران ونقوم يوميا بملء عدد من البراميل والجراكن استعدادا لإطفاء النيران. كما قمنا بنقل ما تبقي من ممتلكاتنا عند أقاربنا في مناطق أخري والغريب هو تجاهل المسئولين لمشكلتنا رغم أن القرية لا تبعد عن ديوان عام المحافظة سوي 3 كيلو مترات. قال جاب الله سعيد موظف بمجلس المدينة الشائعات والخرافات انتشرت في القرية والحرائق مازالت مستمرة وطالب بحضور لجنة علمية من أساتذة جامعة جنوب الوادي وأخري من مشايخ الأزهر والأوقاف لمعرفة أسباب الحرائق وإيقافها حتي يعود الأهالي لمنازلهم والقضاء علي الشائعات. من جانبه قال الدكتور أحمد الكلحي رئيس لجنة المصالحات بالمحافظة وإمام المسجد العتيق بنجع حمادي ان وجود الجن بيننا شيء مؤكد ولا يمكن إنكاره مثله مثل وجود الإنس والملائكة ولكن الناس كثيرا ما تتخذ منه وسيلة لتبرير أشياء يعجزون عن تفسيرها وقد حدث منذ عامين ان شهدت عدد من القري في مركزي أبوتشت وفرشوط حالات حرائق بالمنازل وانتشرت الشائعات بوجود الجن إلا أننا طالبنا بلجنة علمية من الجامعة لمعرفتنا بأن الجن كيده ضعيف والاستعاذة بالله منه وقراءة القرآن الكريم كفيلة بوقف كل أفعاله وبالفعل بعد تشكيل اللجنة العلمية اكتشفنا ان السبب انتشار مخلفات القصب في الشوارع وعلي أسطح المنازل وإشتعالها ذاتيا بالفعل ارتفاع درجة الحرارة. قال أيمن هندي الخبير الأثري ومدير معبد دندره انه لا وجود لما يسمي بلعنة الفراعنة أو ما ينتشر من شائعات بوجود حراس من الجن علي كنوز الفراعنة ولو كان هذا الأمر صحيحا لأصابت اللعنة الآلاف من الباحثين والمنقبين عن الاثار.