على مدى الأيام القليلة الماضية، تناقلت الروايات الصعيدية أسبابا مختلفة على الحرائق المتتالية التي شهدتها قرية «الترامسة»، وأدت لتهشم 18 منزلا بفعل ألسنة اللهب، والتي لم يعرف لها مصدر حتى الآن، فمن اتهامات للعالم السفلى «الجن» بالوقوف خلف الوقائع السابقة، لأحاديث مختلفة عن تعاويذ لاستخراج قطع أثرية مدفونة، تبقى الحقيقة تائهة. «فيتو» تجولت بين منازل القرية المنكوبة، والتي تبعد نحو 15 كيلومترا عن مدينة قنا، حيث تم استطلاع آراء المواطنين. قال حسنى حامد «وكيل مدرسة بالقرية»، إن النيران تبدأ بشكل بسيط ثم تتسع تدريجيا إلى أن تطفأ بدون تدخل خارجى، موضحا أن الوضع السابق استمر 4 أيام خلال الأيام الماضية. وتابع وبعد فترة من الهدوء تعود النيران مجددًا لتلتهم أثاثات المنازل بالكامل، لتنتقل النيران إلى المنازل المجاورة، وحتى اليوم لم يتضح السبب الحقيقي وراء تلك الحرائق. ونوه إلى استعانتهم بعدد من الشيوخ والقساوسة لمعرفة الأسباب الحقيقية وراء الأمر، بعد تردد معلومات بين أبناء القرية أن وراء الحرائق " جن سفلى " لكن دون جدوى حتى الآن. وأوضح أن الحرائق توقفت لمدة يومين، لكنها عاودت في الاشتعال مرة أخرى لتقضى حتى الآن على نحو 18 منزلا لأسر فقيرة لا تملك غير منزلها، مشيرا إلى أن بعض هذه المنازل اشتعلت بها النيران أكثر من مرة. انتقام العالم السفلى فيما أرجع منصور محمد، أحد أبناء القرية، أن السبب في تلك الحرائق هو انتقام «العفاريت»، حيث قام أحد أبناء القرية بحسب روايته بتحضير جن من أجل استخرج قطع أثرية من منزله، وهو ما أكده أحد المشايخ الذين جاءوا لمعرفة أسباب اشتعال تلك النيران. وأرجع محمود محمد "موظف" أن البحث والتنقيب عن الآثار وراء تلك الحوادث، قائلا معظم الحرائق تمت أثناء انقطاع التيار الكهربائى، كما أن معظم منازل القرية التي تعرضت للاحتراق لا تحتوى على مخلفات زراعية. وتابع: النيران قضت على شقتى بالدور الثالث في دقائق معدودة حتى الحوائط الخرسانية دمرتها النيران القوية واتخذت منها ألوان متعددة منها: « الأصفر والأحمر والأبيض والأخضر». انتشار العقارب وأكد أحد شباب القرية عن ظهور عقارب غريبة كبيرة الحجم، وانتشارها بين المنازل التي تعرضت للاحتراق، وذلك لمنعهم من إطفاء النيران، وهو الأمر الذي تم التغلب عليه بمساعدة عدد من الشيوخ والقساوسة. وأوضح وجود ظاهرة غريبة منها ظهور دخان من المواسير وأسفل البلاط دون اشتعال نيران، وهو ما جعل الكثير من الأهالي يغادرون منازلهم والمبيت في الشوارع خوفًا من النيران أو انتقام العفاريت بحسب روايتهم. محضر شرطى وقال سعيد دياب، إنهم قاموا بتحرير محضر برقم 3375 إدارى قنا لسنة 2014 يتضررون فيه من الحرائق المستمرة بالقرية والتي لم يعرف لها سبب حقيقى، وأدت لتدمير منازل الكثير من أهالي القرية الذين لا يملكون مأوى آخر لهم.