افتتاحية رائعة كتبها الزميل الأستاذ أحمد الجار الله رئيس تحرير جريدة السياسة الكويتية أمس الأول.. وتكمن روعتها في اضلعها الثلاثة : العنوان. والفكرة. والمضمون. * شدني عنوان الافتتاحية "هل تعلم قطر أن وحش الإرهاب يأكل أولاً من يرعاه؟".. عنوان جامع وشامل.. فيه تجارب السنين والأجيال.. يقطر حكمة ونصيحة وتأنيباً واستنكاراً وتذكرة بدروس الماضي البعيد والقريب علي السواء.. فما من دولة رعت الإرهاب إلا وكانت أول من اكتوت واحترقت بنيرانه. * وفكرة الافتتاحية كاشفة وفاضحة لما يجري علي الساحة الآن من إرهاب إخواني وداعشي مقصود وممنهج ميدانياً وخططياً وتمويلياً ومن وراء كل ذلك.. مع التركيز وهذا هو الأهم علي دور قطر ورضائها بأن تكون بنكاً سفيهاً يدعم ويمول الإرهاب لقتل ابناء جلدتها تحت أوهام غير منطقية أو معقولة بالمرة ومستحيل تحقيقها ولو كانت تملك خاتم سليمان أو مصباح علاء الدين. * أما المضمون فقد برع فيه الجار الله كعادته.. وتعالوا نقرأ بعض اسئلته المحبوكة والعقلانية باعتبارها تساؤلات يرددها المواطن الخليجي منذ سلكت الدوحة طريقاً مغايراً لعواصم الخليج.. وهي ذات التساؤلات التي يطرحها المواطن العربي عامة وليس الخليجي فقط. يتساءل الجار الله : إلي أين تريد قطر الوصول بسياستها؟؟.. هل تعتقد أنها يمكن أن تصبح قوة عظمي تجوب اساطيلها وحاملات طائراتها المحيطات؟؟.. ألا تدرك أن أدوار الدول تحكمها قواعد معروفة؟؟.. هل تعلم قطر أن وحش الإرهاب يأكل أولاً من يرعاه؟؟.. هل الوقت للاحلام والأوهام أم لمواجهة الحقائق المؤلمة التي تسبب فيها الأشقاء في قطر لمجلس التعاون..؟؟ ثم يأتي لتساؤل مفصلي : هل اصيبت القيادة القطرية بحول في الرؤية حتي تعتقد أن السعودية "القوية" ليست مصدر قوة لها وان قطر "المستقرة المزدهرة" هي مصدر استقرار وازدهار للسعودية والكويت والإمارات والبحرين وعمان؟؟.. وهل يمكن لجماعة مثل الإخوان عاثت في الأرض إرهاباً وفساداً ورأينا ماذا فعلت في مصر المحروسة خلال عام من الحكم أن تكون مصدر قوة لقطر؟؟.. أليست في هذا التحالف المخالف للمنطق تسعي بإرادتها إلي الانتحار السياسي والاقتصادي؟؟.. ألم يؤد بها موقفها الداعم للإخوان وداعش إلي توجيه اصابع الاتهام اليها بتغذية الإرهاب..؟؟ صديقي العزيز.. ان حكام قطر جمعوا كل النقائص دفعة واحدة : حَوَل الرؤية والغباء السياسي وسفاهة الانفاق واحلام اليقظة المدمرة والتفاهة المركبة والحقد والغل والحسد.. وأولاً وأخيراً الخيانة الفطرية التي تسري مسري الدم في عروقهم وارجع بالذاكرة إلي الكيفية التي تولي بها الشيخ حمد الحكم ومن بعده تميم لتتأكد أنهم انقلابيون. يا صديقي.. اعتقد أن قطر ليس أمامها سوي استكمال مشوار الخيانة والغدر والوهم الفارغ ودعم الإرهاب بكل صوره واشكاله من الإخوان إلي داعش وما يستجد من اسماء هي صناعة أمريكية خالصة.. وتأكد أنه في النهاية سوف ينقلب السحر علي الساحر وتضيع قطر وتذوب وتتبخر وتتلاشي مثلما حدث لغيرهم من الأغبياء. نعم.. وحش الإرهاب يأكل أولاً من يرعاه.. تعال "نُكبّر عليهم أربعاً" من الآن.