تساءل رئيس تحرير صحيفة "السياسة" الكويتية أحمد الجارالله، إلى أين تريد قطر الوصول بسياساتها، وهل تعتقد أنها يمكن أن تصبح قوة عظمى تجوب أساطيلها وحاملات طائراتها المحيطات؟، ألا تدرك أن أدوار الدول تحكمها قواعد عدة معروفة وأن في الاتحاد قوة، والمجموعة المتحدة هي التي تحمي أعضاءها الضعفاء، فإذا خرجت هي من جلدها الطبيعي فكيف تحمي نفسها؟. وقال الجارالله، في افتتاحية الصحيفة اليوم (السبت) تحت عنوان "هل تعلم قطر أن وحش الإرهاب يأكل أولًا من يرعاه"، إن هذه التساؤلات وغيرها الكثير يطرحها المواطن الخليجي منذ سلكت الدوحة طريقًا مغايرًا لعواصم الخليج، ويضيف إليها السؤال: هل الوقت للأحلام، والأوهام، أم لمواجهة الحقائق المؤلمة التي تسبب بها الأشقاء في قطر ل"مجلس التعاون"، والذين نتمنى أن يكونوا أدركوا المخاطر التي يأخذونه إليها؟. وأضاف الجار الله إنه يتمنى أن تكون الدبلوماسية السعودية التي نشطت في الأيام الماضية، ساعدت على حل بعض العقد في العلاقة الملتبسة بين قطر وبعض دول "مجلس التعاون"؛ لكن يبقى الرهان على الدوحة فلا تغلق الأبواب بين الأشقاء، ولا تدفع بسياستها الكيدية إلى تضييق الخيارات وحصرها بالإجراءات العقابية المريرة، وهو ما كانت تأباه دول المجلس طوال الأشهر الماضية. وتابع الجار الله قائلاً "للأسف، الإخوة في قطر استمروا على موقفهم بل ازدادوا تعنتًا في الآونة الأخيرة، متوهمين أن خلط الأوراق الذي تسبب به "داعش" وبعض الجماعات الإرهابية منحهم قوة الموقف، غير مدركين أن هذه الجماعات وفي مقدمها "الإخوان" هى الوحش الذي يأكل أول ما يأكل من رباه ورعاه". واختتم الجارالله بالقول "الأجوبة عن كل هذه التساؤلات وإثبات حسن النوايا والرشد السياسي، ينتظر الخليجيون كافة أن تأتي من جدة التي تتجه الأنظار إليها اليوم حيث يمكن للدوحة أن تضع حدًّا للعبة الابن الضال المشاغب، وتعود إلى كنف المجلس الذي لا ملجأ لها غيره، لأن العلاج بالكي يقضي على المرض، لكنه يصبح مصدر ألم دائم، ويترك آثاره على الجسد إلى الأبد".