من يصدق أن الإسماعيلية الهادئة الجميلة. التي كانت مضربا للمثل في النظافة والطبيعة الساحرة أصبحت مقبلة لا محالة علي كارثة بيئية!! المدينة كانت مقصدا للسياحة الداخلية من سائر المحافظات وخاصة المجاورة لها. لما تتمتع به من شواطيء ممتدة علي ضفاف القناة وبحيرة التمساح. والتي خصص لتطهيرها ملايين الجنيهات وعاد إليها التلوث من جديد من مياه جراء مياه الصرف وخلافه. وتأثرت الثروة السمكية بأنواعها النادرة التي كانت تشتهر بها الإسماعيلية. الصورة المشرقة لمدينة الجمال "سابقا" تبدلت كثيرا بعد أن امتدت إليها أيادي الإهمال. الشوارع الرئيسية تزخر بأكوام القمامة. ومن الطبيعي أن تصدمك بحيرات مياه المجاري القبيحة الي طفحت ترحيبا بالزائرين في منطقة الموقف الجديد. وزاد الطين بلة وأضاف للكارثة بعدا مأسويا مقلب الزبالة الكبير في شمال المدينة في المنطقة الممتدة خلف مستشفي الجامعة وحتي منطقة أرض فيديكو في مشهد يدعو للعجب. فتستطيع أن تري كل ما تعافه الأنفس وتقشعر منه الأبدان من كافة أنواع التلوث البصري والهوائي والأبخرة والغازات السامة والحيوانات النافقة وتلال القمامة والخضراوات التالفة ومخلفات البناء علي جانبي الطريق المتفرع من الطريق الدائري وحتي الكيلو "7". أين دور الأجهزة المحلية من هذه الكارثة البيئية. ولا أعتقد أن هذه المشاهد ببعيدة عن السيد محافظ الاسماعيلية اللواء أحمد القصاص. ولا عن إدارة البيئة بالمحافظة. والتي لاتبتعد كثيرا عن الموقع. ولماذا لا يتم رفع هذا المقلب ومراعاة الاشتراطات البيئية واتجاه الرياح ووسائل الدفن الصحي والترميد الآمن؟ المثير للسخرية والاستهجان أن هذه الأرض خصصتها المحافظة من قبل لإقامة مدينة سكنية أطلق عليها "مايوركا الاسماعيلية" علي غرار المدينة الأسبانية الشهيرة بالفن والجمال. ولم يعد مقبولا في هذه المرحلة السكوت علي مثل هذه التجاوزات. خاصة أنها تقع علي بعد عدة أمتار من مشروع النفق الجديد والمشروع القومي لتنمية محور قناة السويس. للأسف.. هناك من يتعمدون تشويه كل انجاز والعودة بنا إلي الوراء. ولا تزال قضايا البيئة قضايا ذات بعد رسمي. لم ننجح حتي الآن في تحويلها إلي قضايا شعبية يهتم بها الرأي العام والمسئولون.. ويبقي السؤال هل تعود الصورة الحضارية للإسماعيلية من جديد؟