الخطبة التي ألقاها أمس الأول د.عدنان الخطيري الداعية السعودي في مسجد الجمعية الشرعية بإمبابة هي في حقيقتها ترويج للفكر الوهابي بهدف إحداث فوضي وفتنة وانقلاب في مصر. وتعالوا نحلل هذه الخطبة أو الدعوة التحريضية الفوضوية من كافة الوجوه لتعرفوا كم السموم التي تحويها. * * * ان هذا الداعية وهابي المذهب.. وهو مذهب لا وجود له في مصر الا بين قليل من اتباعه واشباهه.. في حين أن الغالبية العظمي من أهل مصر يتبعون "احناف". والشيخ الخطيري لم يشأ أن يجعل دعوته سرية أو مستترة كما كان الوهابيون يفعلون في السابق.. بل جهر بها في حماية السلفية المنتشرين في إمبابة ومستغلاً الفهم الخاطيء للحرية بعد الثورة والبسطاء الذين يخطب فيهم ويدغدغ مشاعرهم بعبارات رنانة مثل ضرورة أن يعطي الأغنياء الزكاة للفقراء. وانه لايمكن اقامة دولة إسلامية في مصر أو في أي دولة طالما يوجد بها ناس يرقصون ويغنون.. وهو يعلم جيداً أن هؤلاء البسطاء لن يحللوا باقي كلامه تحليلاً علمياً. إن ما قاله الشيخ آنفاً يندرج تحت باب "كلمة حق يراد بها باطل".. والباطل هنا ليس في الزكاة فهي تدفع. ولا الراقصين ولا المغنين.. ولكن في التحريض علي الاغنياء وعلي الفنانين عامة.. والأهم في الصواريخ الموجهة التي تلت ذلك. * * * لقد حدد الشيخ الخطيري هدفين رئيسيين أراد الحث عليهما وتحقيقهما: الأول إعلانه أن التعامل مع أسهم البنوك محرم شرعاً وهو هنا يقصد "الفوائد" وكأن مصر ليس بها دار افتاء ليأتي "سعودي" ويفتينا في أمور حياتنا. والثاني امنيته الا تكون في مصر احزاب ولا جماعة إسلامية بل أن تكون أمة موحدة تحت اسم "هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر"!!!!! هذا هو بيت القصيد.. السعي لهدم البنوك أحد مواردنا الاقتصادية. وحل الأحزاب. وانشاء هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر علي النمط السعودي!! ببساطة شديدة.. يريد خراب البلد. والعودة بالديمقراطية إلي المربع "صفر". وطرد الأقباط ما دامت الدولة ستكون دينية. ونشر أفراد يرتدون الجلاليب والعقال ويحملون في أيديهم العصي يضربون بها الزوج أمام زوجته وأهل بيته ويقولون له: "غطي وش الحُرمة"!! ثم.. اين يقول هذا الكلام ومتي؟.. في إمبابة. وبعد أحداث طائفية مازالت النار تحت رمادها..!! فوضي. وفتنة. وانقلاب في أجلي الصور. * * * إن السعودية بلد شقيق وعزيز علي قلوبنا جميعاً.. نحترمه ونحب شعبه.. ولكن للأسف فإن بعض الأشقاء هناك يسيئون لبلادهم قبل أن يسيئوا الينا. يا أخ خطيري.. بالله عليك.. هل تسمح السعودية أن يقف أحد ائمة الشيعة مثلاً ليخطب في الناس ويدعو للمذهب الشيعي؟.. ماذا سيحدث؟ أجبني. يا شيخ.. قل ما تشاء في السعودية.. لا دخل لنا به فهذا شأن داخلي.. وبنفس المنطق أقول لك: لا دخل لك بمصر وأهلها. أنت ضيفنا علي عينا وراسنا.. لكن لا تتجاوز الخطوط الحمراء المتعارف عليها.. وتذكر جيداً.. أن من اخترق.. احترق. ولله الأمر من قبل ومن بعد.