ما أصعب الإحساس بالغربة خاصة في بلدك. والأصعب منه الإحساس بالظلم. انها مأساة تعيشها 40 أسرة من عائلة الشربلي بقرية أولاد سالم قبلي مركز دار السلام أقصي جنوب محافظة سوهاج بعد أن أصدر أفراد من عائلة "سليم" بذات القرية قرارات بطردهم وتهجيرهم من القرية نهائيا علي خلفية خصومة ثأرية بين الطرفين وكأنه لا وجود لقانون أو أن "قانون الغابة" هو من يحكم!! ورغم المحاولات المضنية نفذ الطرف الأقوي مطلبه تحت تهديد السلاح وحرق المنازل. وأصر علي تهجير هؤلاء الأسر من منازلهم فلم يكن أمامهم إلا "الرحيل" وهم منكسرين حيث توجهوا إلي عدة أماكن منهم من توجه إلي الإسماعيلية ومنهم من توجه إلي بورسعييد وهناك من ذهب إلي البحيرة وعدد آخر منهم ذهب إلي قنا تاركين منازلهم وأرضهم التي استولت عليها عائلة سليم هذا علي حد قول أفراد عائلة الشربلي ل "المساء" فقد أتوا بآلامهم الموجوعة يستغيثون ويريدون العودة إلي بلدهم وقريتهم التي تم نفيهم منها. قال عبدالباسط محمد محمود أحد أفراد عائلة الشربلي المطرودة في يوم 17 من شهر سبتمبر من العام الماضي حدثت مشاجرة بين أفراد عائلتي "الشربلي" وعائلة "سليم" أبناء عمومتنا ونتج عن الواقعة مصرع طالب ينتمي لعائلة سلم. بعدها حدث ما لا يحمد عقباه فلقد حاصر منازلنا أكثر من 300 شخصا من أفراد تلك العائلة ممسكين في أيديهم جراكن البنزين وأشعلوا النيران في منازلنا ونحن بداخلها وتمكنا من النجاة بأرواحنا وتركنا خلفنا 23 منزلا تم نهب محتوياتها بالكامل وإشعال النيران فيها وإغلاقها بالجنازير وأصدر أقاربنا قرارا بطردنا خارج المحافظة وتقدمنا بشكاوي لجميع المسئولين بالدولة لكن لم يلتفت لشكوانا أحد وتركنا الجميع نعيش في غربة داخل وطننا. وأشار إلي أن جميع منازل العائلة محترقة تماما وتظهر اثار الحريق من الشبابيك وشرفات المنازل وعلي جميع الواجهات. أما الأبواب فقد تم وضع جنازير وأقفال عليها. مشيرا إلي أن هؤلاء الأسر المغلوب علي أمرها يريدون العودة والعيش في أمان وأن ينفذ القانون علي الجميع.