أشاد الخبراء بمشروع تنمية الساحل الشمالي مؤكدين أنه لو أحسن استغلال كافة مقومات وموارد المنطقة سيكون هذا المشروع هو مستقبل التنمية في مصر وسيعمل علي دفع عجلة الاقتصاد وإعادة التوازن السكاني بانشاء مدينة العلمين الجديدة علي مساحة 88 ألف فدان حتي تستوعب ما يقرب من 30 مليون نسمة خلال 40 عاماً بالاضافة لإقامة مشروعات سياحية وتجمعات عمرانية تقوم عليها والاعتماد علي مياه الأمطار في الزراعة والطاقة المتجددة في كافة مراحل المشروع. .. وأكد الخبراء ان المنطقة بها الكثير من الموارد الطبيعية التي سوف تسهم في خلق صناعات كثيرة ومتنوعة بما يساعد تقليل اعتمادنا علي الخارج في استيراد الغذاء. أوضح د. عادل عابدو حسين أستاذ الكهرباء والجهد العالي بكلية هندسة جامعة أسيوط أنه لابد من استخدام الطاقة المتجددة التي رزق الله بها مصر عن طريق الشمس والرياح فمصر هي أعلي منطقة سطوع للشمس ورغم التكلفة العالية فانتاج كيلوات من الطاقة الشمسية يكلف من 10 إلي 15 ألف جنيه وهو أعلي من استخراج الطاقة عن طريق الرياح. ** ولكن علي مصر التحول لاستخدام الطاقة الشمسية خصوصاً في المشاريع الكبري مثل تنمية الساحل الشمالي أو بناء مجتمعات عمرانية جديدة وذلك لتخفيف الحمل عن شبكة الكهرباء واستخدام الوقود.. خاصة أن انتاج محطة كهرباء تنتج 1500 ميجاوات تكلف الدولة 3 مليارات جنيه و4 سنوات للبناء ولكن محطة الطاقة الشمسية تنتج بعد 6 شهور من بدء الانشاء فهي مستقبل الطاقة في مصر واستخدامها في مشروع تنمية الساحل الشمالي يؤكد دخول مصر هذا المجال وبقوة ولابد من انشاء مصانع لإنتاج الخلايا الشمسية وهذا يقلل التكلفة إلي 35%. يضيف: بالنسبة لاستخدام الرياح فهي موجودة في مصر علي مدار 24 ساعة ومتوفرة بالساحل الشمالي ولكن لابد من تحديد المناطق التي تزيد بها سرعة الرياح وتسمح بتوليد الكهرباء بشكل إقتصادي لتسهم في عمليات التنمية بالمشروع في المجتمعات العمرانية الطموحة والتي ستقام بالمنطقة وأيضا للتجمعات الصناعية والزراعية عن طريق تحلية مياه البحر. مقومات التنمية ** يقول د. شهاب عبدالوهاب استاذ الموارد الطبيعية الافريقية بالمركز القومي للبحوث: ان منطقة الساحل الشمالي بها كل مقومات التنمية مثل الموارد الطبيعية التي لم تستخدم حتي الآن ولابد من استثماره حتي تساهم بشكل كبير في التنمية ودفع عجلة الاقتصاد. أوضح أن أساس أي تنمية وبناء مجتمعات عمرانية جديدة هي تواجد المياه وهناك بالصحراء الغربية يوجد الخزان الجوفي العظيم الذي تراكم علي ملايين السنين ولأن مياه النيل كانت تمر بهذه المنطقة ومن الممكن استخدامها بشكل رشيد في استصلاح الاراضي باستخدام اساليب الري الحديثة وعليها تقوم الصناعات الغذائية. وأيضا توجد مصادر طاقة طبيعية مثل منخفض القطارة وهو ينخفض عن مستوي مياه البحر المتوسط 100 متر تقريبا ومن الممكن توصيل مياه البحر إليه عن طريق انبوب أو قناة وتستخدم انحدار المياه الكبير في توليد الكهرباء عن طريق التوربينات والجزء المتبقي من البحر يكون بحيرة تقيم عليها مجتمعات سياحية. ويشير إلي أن المنطقة واعدة بالاكتشافات البترولية والمعدنية لان المتعارف عليه علميا أن المناطق المتاخمة للبحار تكثر بها الاكتشافات البترولية. وهناك أيضا نوعية الرمال غير المتوفرة في أماكن كثيرة من العالم والتي تصلح لأغراض صناعية متعددة. صناعات زراعية مكملة ** يقول د. محمد عبدالوهاب استاذ الأراضي بالمركز القومي للبحوث منطقة الساحل الشمالي والاراضي التي بها هي اراض جيرية في معظمها وهي عامل محدد في اختيار المحاصيل في الاراضي التي سيتم استصلاحها ضمن أهداف المشروع ومثل هذه الاراضي تجود بها زراعة القمح والشعير والبنجر ومحاصيل الأعلاف والذرة السكرية والبرسيم الحجازي ومحاصيل الزيوت السمسم وعباد الشمس ولابد ان يكون ضمن تخطيط المشروع إقامة صناعات زراعية مكملة مثل استخراج الزيوت لان عائدها الاقتصادي كبير ولأن مصر تعاني من نقص الزيوت النباتية باكثر من 90% من استهلاكها ومنطقة الساحل الشمالي وعمقها بشئ من التخطيط من الممكن توفير هذه الكمية بسهولة ولابد أن كل زراعة تقوم عليها صناعة. ** يضيف بالنسبة للأشجار فما يتناسب مع مناخ ونوعية التربة هو النخيل واشجار الزيتون والتين والرمان والجوافة مع مراعاة كميات الأمطار التي تسقط علي المنطقة وهي 150 مليمترا سنويا والقمح علي سبيل المثال يحتاج 200 مليتمرا حتي تزيد إنتاجية الفدان من 4 إلي 10 أرادب للفدان وهذا يأتي عن طريق الري التكميلي "الري بالرش" وهذا يؤدي لزيادة كبيرة في انتاج القمح حيث كانت المنطقة هي مخزن الغلال في العصر الروماني. ** يؤكد ان المنطقة واعدة زراعياً ولكن لابد من التخطيط الجيد وتحديد مساحات كل محصول علي أساس الاحتياجات الفعلية ودرجة أهميته لمصر وان يكون كل محصول في مساحة مستقلة لتسهيل الخدمة والحصاد. وأيضا مراعاة زراعة المحاصيل ذات الاستهلاك المائي القليل. أشار إلي أن مشكلة الألغام تبقي قائمة ولابد من ضرورة تطهير المنطقة حتي تستفيد مصر من خيراتها وتدخل ضمن مناطق التنمية. الصيف والشتاء ** يؤكد الهامي الزيات رئيس اتحاذ الغرف السياحية علي ضرورة ان تكون التنمية شاملة وبامتداد الساحل الشمالي حتي تستغل المنطقة سياحيا صيفاً وشتاءً عكس ما يحدث الأن فهي منتجع سياحي لمدة شهور الصيف فقط رغم ملايين الجنيهات التي تم صرفها عليها. يضيف: لابد من بناء بنية تحتية قوية لكافة المرافق والطرق وجذب سياحة المؤتمرات.. خاصة خلال فصل الشتاء واقامة مراكز تسوق وقاعات للمؤتمرات. يشير إلي أنه لابد من منظومة متكاملة بحيث تأتي الزراعة بالأيدي العاملة والمستثمرين لاقامة صناعات زراعية وايضا مجمعات صناعية وهذا يؤدي لمجتمعات عمرانية دائمة وحياة جديدة تجذب السياحة وتجعل المنشآت السياحية تعمل طيلة العام. أوضح أنه لابد من استغلال المنطقة وطبيعة المكان في عمل المنتجات السياحية وصناعات صغيرة للحرف المختلفة وتوفير كل المتطلبات من طرق وخدمات لمن يعمل بالمنطقة وهذا يؤدي في النهاية إلي الرواج السياحي واقامة مبان سياحية وقري جديدة لاستيعاب الاعداد المتزايدة. التخطيط الجيد ** أما د. بشاير السيد خيري أستاذ التخطيط العمراني بجامعة عين شمس فتري أنه لإنجاح أي مشروع لابد من مراعاة التخطيط الجيد له والاستفادة من مقومات المنطقة المقام بها. قالت إن تنمية الساحل الشمالي مشروع طموح لو نفذ بشكل صحيح سيكون ضمن أهم قاطرات التنمية في مصر لانه يشمل كثيرا من أوجه الأستثمار سواء السياحي أو الزراعي أو الصناعي واذا وفرنا بنية تحتية قوية مع التخطيط الجيد لنوعية المشاريع والصناعات نكون قد نجحنا في خلق مجتمع إنتاجي متكامل. تضيف أنه لابد من شبكة طرق قوية وتوفير كل عوامل النجاح للمشروع فهناك امكانية استصلاح لميون فدان من الاراضي القابلة للزراعة من خلال تحلية مياه البحر لتقوم عليها الكثير من الصناعات والخدمات. أشارت إلي أن خلق مجتمع عمراني كبير بالمنطقة لابد أن يقابله فرص عمل متوفرة ومقومات حياة تجذب المواطنين علي الاستقرار وربط المنطقة بمحافظات الصعيد وعمل شبكة جديدة من المحاور العرضية لسهولة تنقل المنتجات والافراد.