"قولوا يا رب".. هذه المرة دعونا نقولها بالفم المليان.. دعوها تعبر حدود لقاء منتخبنا الوطني مع جنوب أفريقيا الذي يشهده استاد الكلية الحربية في الثامنة والنصف مساء لحدود المواجهات الأخري التي تشهدها مجموعة مصر ضمن تصفيات التأهيل لنهائيات الأمم الأفريقية. فما يدعو للأسف أننا وصلنا لحسبة معقدة في هذا التوقيت المبكر من مشوار التصفيات.. فلم يذكر التاريخ يوماً ان منتخب مصر كان مهدداً بالغياب عن بطولة أمم أفريقيا بعد ثلاث جولات وهناك ثلاث جولات أخري. لم يذكر التاريخ أننا لكي نصل لبطولة الأمم نحتاج للفوز في المباريات الثلاث المتبقية.. وان يخسرباقي المتنافسين تباعاً في الجولات القادمة!! فلم يصدق أحد أن منتخب مصر العظيم الملقب بالفراعنة بطل أفريقيا وقاهر الكبار تصبح آماله في بلوغ نهائيات الأمم معلقة بأقدام لاعبي النيجر وسيراليون.. لا يصدق أحد أن مصر لديها نقطة واحدة ولسيراليون نقطتان وللنيجر 6 نقاط وجنوب أفريقيا 7 نقاط.. من غير المعقول ان تتعادل مصر علي ملعبها مع سيراليون وتخسر من النيجر ثم جنوب أفريقيا أضعف فرق القارة في الوقت الحالي. ولكن دعونا نعيش الواقع.. والواقع يقول إننا لكي نبلغ أمم أفريقيا لدينا أربعة آمال.. وفقنا الله في الأولي بفوز سيراليون علي النيجر أمس.. والثانية بإذن الله ستكون بفوز مصر علي جنوب أفريقيا اليوم بفارق هدفين نظيفين. والأمنيتان الثالثة والرابعة ستكون بفوز مصر علي سيراليون في سيراليون وفوز النيجر في ملعبها علي جنوب أفريقيا.. وهذه الأمنيات الأربع ستصل بنا الي المنطقة الآمنة حتي يصبح فوزنا علي النيجر في القاهرة في الجولة الأخيرة هو طريقنا للنهائيات التي تشهدها غينيا الاستوائية والجابون وليس في ذلك صعوبة. هذه النتائج ستدفعنا لقمة المجموعة والتأهل مباشرة حتي لو تساوينا مع جنوب أفريقيا في رصيد النقاط الذي سيصبح عشر نقاط.. وسيكون الفاصل هو نتيجة مباراتينا معاً.. فسيكون قد خسرنا بهدف وحققنا الفوز بهدفين. لذلك نقول لكم ان الدعاء لم يعد يكفي لفوز مصر ولكن لأن نتائج الفرق الأخري في صالحنا. وبعد ان تحققت الأمنية الأولي بخسارة النيجر.. فلنذهب معاً الي ستاد القاهرة بروح الشباب حيث الأمنية الثانية ولقاء مصر وجنوب أفريقيا.. ولنسأل: هل من الصعب ان يفوز منتخبنا علي الأولاد بهدفين؟!.. وأقولها بصراحة بل نملك القدرة علي الفوز بأكثر من هدفين.. فمنتخب جنوب أفريقيا هو الأقل والأضعف وقد تابعنا معاً مباريات الجولات الثلاث الأولي وخاصة لقاء الذهاب بين جنوب أفريقيا ومصر.. وكيف فرط منتخبنا في الفوز بسهولة غريبة ليستمر منتخبنا في تراجعه الذي بدأ بانطلاق مشوار التصفيات ولا اعتقد انه سيستمر في التراجع لهذه الأسباب. الآن لاعبينا في فورمة عالية بدنية وفنية.. ويعلمون أن أي نتيجة بخلاف الفوز بهدفين تعني نهايتهم الدولية.. وأنهم الآن.. والآن فقط يملكون مفتاح السعادة الوحيد لشعب مصر الذي يعيش لحظات عصيبة.. وبرغم انني كنت رافضاً من قبل هذا الشعار.. إلا أنني الآن علي يقين من أن الفوز بات ضرورياً في هذا التوقيت الحرج. نعم هناك طموح كبير لدي منتخب الأولاد.. ولكن إذا لم تكن الامكانات متاحة فالطموح لا يكفي.. أما في منتخب مصر فطموحنا يعادل امكاناتنا.. وان بقيت نقطة هامة وواحدة وهي أن يحسن حسن شحاتة اختيار التشكيل الذي سيخوض به اللقاء.. فالكل مؤهل للفوز.. اللاعبون والجماهير والأرض.. ويبقي فقط حسن اختيار التشكيل.. ومن خلال مشوار مباريات الدوري هذا الموسم أو علي الأقل في الدور الثاني تؤكد ان تشكيل منتخب مصر لن يخرج عن الآتي: عصام الحضري في حراسة المرمي.. وأمامه رباعي الدفاع أحمد المحمدي ووائل جمعة ومحمود فتح الله وسيد معوض ثم حسام غالي ليبرو متقدم. وفي الوسط أحمد فتحي وحسني عبد ربه ثم ثلاثي الهجوم شيكابالا وزيدان وأحمد علي أو دودي الجباس. ونحن لا نفرض علي المعلم أي اختيارات.. ولكنها مجرد رؤية ومعه حق ان يختار ما يشاء.. المهم ان تكون الاختيارات موفقة ومريحة لنا وللاعبين في الملعب. ولكن الاختيار الذي وصلنا اليه يحقق الهدف المنشود.. فسيكون لدينا من الخبرات الدفاعية ما يحول دون هز الشباك وهم عصام الحضري وجمعة وفتح الله وغالي ثم المحمدي ومعوض في الجانبين كأفضل من يجيد الانطلاق.. وفي الهجوم أصحاب المهارات العالية والمميزة التي تستطيع هز الشباك في أي وقت من أوقات المباراة وهم شيكابالا وزيدان وأحمد علي. وبعيداً عن حسن شحاتة.. فهناك مهمة ثقيلة علي جماهير مصر تبدأ قبل وأثناء اللقاء.. ثم بعد المباراة.. ننتظر تشجيعاً فاهماً وواعياً وصبراً طويلاً حتي نهاية اللقاء.. فإذا تحقق الفوز حمدنا الله.. وإذا غاب لا قدر الله فيجب ألا نحزن بالشكل الذي يدفعنا لسلوك مرفوض.. وهذا السلوك المرفوض قد تكون سلبياته أكبر بكثير من مجرد فشل منتخبنا في بلوغ نهائيات الأمم الأفريقية. وعلينا ان نتذكر دوماً ان مصر تعيش حالة ثورة عظيمة يجب ألا يساهم الشعب الطيب النقي الذي لعب دوراً كبيراً في نجاحها يتراجع ويكون سبباً في تدميرها.. لا تسمحوا بصوت تخريبي ولا سلوك تدميري.. أحموا منتخبكم وبلدكم.