اشتعلت المظاهرات في أمريكا بعد مقتل شاب ذي بشرة سمراء علي يد شرطي أمريكي في إحدي الولايات.. الشرطة الأمريكية تعاملت بعنف مع المتظاهرين وهو ما يتناقض مع ما تطالب به أمريكا غيرها من الدول بضرورة احترام الحقوق والحريات وعلي رأسها حق التظاهر السلمي والتعبير عن الرأي. "المساء" استطلعت آراء بعض خبراء حقوق الإنسان في المشهد الأمريكي والعنف في قمع المتظاهرين وازدواجية معايير أمريكا في التعامل مع المظاهرات بينما تطالب غيرها باحترام حقوق المتظاهرين وحريات الرأي والتعبير.. وهل ما يحدث هناك هو عودة للعنصرية البغيضة؟! يقول محمد زارع محام ورئيس المنظمة العربية للإصلاح الجنائي: لابد من احترام أي مظاهرة سلمية تحدث في أي دولة في العالم وهذا مبدأ لا يحتاج لمراجعة ولا يجوز الانتقاص منه طبقاً للمعايير الدولية التي تم وضعها بعدم استخدام العنف ضد المتظاهرين. أضاف زارع أن قمع المتظاهرين في أمريكا مرفوض والإدارة الأمريكية مدانة بشكل كبير ولا يجوز الاستناد علي ما يحدث في أمريكا لتبرير أي قمع للمتظاهرين في أي دولة أخري في العالم وأن بعض الحكومات قد تستند إلي ذلك لتبرير قمعها للمتظاهرين. أما صلاح سليمان حقوقي محام بالنقض فأكد أن التظاهر السلمي والتعبير عن الرأي أمر قانوني وحق مسلم به دولياً وما تقوم به أمريكا الآن من قمع للمتظاهرين ينطوي علي تناقض كبير فكيف تنادي بالديمقراطية وهي تمنع المواطنين من ممارسة حق التظاهر وكيف أعطت لنفسها الحق في الاعتراض علي ما يحدث في مصر وتدعي أن هناك قمعاً للمتظاهرين وهي تعاملت بنفس الطريقة التي ترفضها مع رافضي العنصرية الأمريكية. أشار إلي أن فكرة دولة القانون لابد من تطبيقها بصورة جادة وعندما يكون هناك حق ضائع تكون هناك جهة قانونية يلجأ إليها المواطن مباشرة وهو علي علم تام بأن القانون سوف يطبق. أوضح عادل مكي المدير التنفيذي للمنظمة العربية للإصلاح الجنائي أن سياسة أمريكا تجاه الأمريكان شيء والشرق الأوسط شيء آخر فهي تتعامل بمعايير مزدوجة وكل الأحداث المتتابعة والمتلاحقة من تخريب سواء في مصر أو دول عربية أخري دائماً وراءها الحكومة الأمريكية. أضاف أن المظاهرات التي حدثت في مصر في الفترة الأخيرة كانت للتخريب وتفجير منشآت وتعطيل مصالح حكومية ولا توجد سلطة في أي دولة في العالم تقف مكتوفة الأيدي مع هذه المظاهرات لأنها إرهابية.. أما المظاهرات في أمريكا فهي ضد العنصرية وهذا حقهم القانوني والإنساني في الاعتراض ومظاهرات سلمية أيضاً فهذه رسالة فاضحة لأمريكا في تعاملها مع مواطنيها. تساءل مكي: كيف تنادي أمريكا بالديمقراطية وهي لا تتعامل بها مع شعبها فهي دولة مزدوجة المعايير. يقول جمال عيد مدير الشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان: بالفعل هناك مظاهرات عنيفة في أمريكا ضد العنصرية ولكن لا يوجد حتي الآن قتيل واحد نتيجة فض هذه المظاهرات وما يحدث هو القبض عليهم وتطبيق القانون.. المظاهرات خرجت في أمريكا نتيجة قتل مواطن أمريكي أسود علي يد شرطي وتم القبض عليه وهناك تحقيقات تتم مع هذا الشرطي. أضاف ان التعامل مع المتظاهرين يجب أن يتم بطريقة سلمية طبقاً للقوانين والمعايير الدولية وهناك فارق كبير بين مصر وأمريكا في طريقة التعامل مع المتظاهرين.. ففي مصر لا يتم تطبيق القانون أو محاسبة أي شرطي يقتل مواطنا ولكن في أمريكا هناك شرطي مقبوض عليه وتحقيقات تتم في هذه القضية وسوف يحاسب عنها.. ولابد من تطبيق القانون في كل الأوقات وعلي جميع فئات المجتمع بلا تمييز.