دعوة الرئيس السيسي لطلبة المدارس بزيارة مواقع العمل في قناة السويس الجديدة كما ذكرنا سيكون له أبلغ الأثر في نفوس الطلبة. فالزيارة والمشاهدة المباشرة سترسخ في أذهانهم مقدار الجهد والعمل المبذول لتنفيذ هذا المشروع الضخم. كما انها ستظل عالقة في أذهانهم وقد تربطهم بالمكان حتي بعد تخرجهم من الجامعات وقد يبحثون عن فرص عمل في الموقع الذي زاروه وهم صغار وهنا يحضرني شيء مماثل في سبعينيات القرن الماضي وتحديداً في منتصفه كنت أعمل مدرساً في جهينة بمحافظة سوهاج وكنت متخرجاً حديثاً من الجامعة وكان تنظيم الرحلات المدرسية إحدي الوسائل التعليمية التي كانوا يدرسونها لنا في الكلية وسألت عن الأماكن القريبة من جهينة التي من الممكن أن انظم لها رحلة مدرسية علي أن يكون الهدف منها ربط التلاميذ بمعالم محافظتهم ومواقع العمل بها والمشروعات الكبري بها كانت هناك بعض المصانع فلم يكن قطار الخصخصة قد ظهر بعد. أخبروني أن في المحافظة. في العاصمة بندر سوهاج مصنعاً للبصل المجفف والمسلي الصناعي بدأت الإعداد للرحلة والبحث عن أتوبيس لنقل الطلبة والبحث عن معلومات وافية عن المصنع الذي إنشئ عام 1960 علي مساحة 17 أفداناً وكان المصنع تابعاً لشركة النصر لتخفيف المنتجات الزراعية. ووصلنا إلي المصنع مع مجموعة من التلاميذ تخرج لأول مرة من جهينة إلي سوهاج كانت فرحة الطلبة بالمصنع لا توصف رغم رائحة البصل النفاذة في كل مكان وظل التلاميذ يتحدثون عن هذه الرحلة لمدة عام علي الأقل وتمر الأيام واقابل واحداً من الطلبة أسأله عن حاله وأهل البلد وعن الكلية التي تخرج منها وأين يعمل الآن؟ كانت إجابته مدهشة بالنسبة لي فقد أعادني إلي الوراء سنوات وسنوات وحدثني عن رحلة مصنع البصل وزادت دهشتي عندما اخبرني بأنه يعمل مهندساً في هذا المصنع الذي زاره وهو تلميذ وكيف ظلت الرحلة عالقة بذهنه طوال هذه السنوات وللأسف هذا المصنع دهسه قطار الخصخصة وتم بيعه بتسعة ملايين جنيه بينما قيمة الأرض وحدها بلغت مليار جنيه. زيارة الطلبة المباشرة إلي مواقع العمل في قناة السويس ستظل عالقة في أذهانهم وربما يعمل المئات منهم مستقبلاً في هذا المشروع والذي بفضل الله لا نخشي عليه من خصخصة أو سرقة وللحديث بقية