ويري عدد آخر من الخبراء أن نقل أو إقامة عاصمة ادارية ليست بدعة وهناك دول أخري سبقتنا في هذا الاتجاه مثل البرازيل ونيجيريا منوهين إلي عبقرية اختيار المكان لأنه قريب من مشروع تنمية محور قناة السويس الذي تضع عليه الحكومة وأيضا الشعب "آمالاً" كبيرة للخروج بمصر من أزمتها الاقتصادية. أضافوا أن الأهم أن تكون هذه العاصمة الجديدة نموذجية متكاملة تبرز حضارة وتاريخ مصر .. مطالبين بوجود شبكة مواصلات كبيرة وعلي أعلي مستوي للتيسير علي المواطنين وأيضا الموظفين للذهاب والعودة من وإلي محل سكنهم وأيضا لابد من مد خط مترو الأنفاق إلي العاصمة الجديدة لانه الوسيلة الأفضل والأرخص والأسرع. يقول قدري أبو حسين محافظ حلوان السابق إن القاهرة تضخمت بطريقة غير منظمة وأصبحت أقرب للعشوائية وهذا أدي إلي تفاقم مشكلة المواصلات بسبب تضاعف عدد السيارات من جهة وسوء حالة الطرق من جهة أخري. أضاف أن مشكلة التكدس السكاني وعشوائيات البناء أدت إلي وجود عشرات المناطق العشوائية حول القاهرة الكبري .. منوهاً إلي أن كل هذه المشاكل أصبح من الصعوبة بمكان حلها بسهولة في وقت قريب وأيضا أدي ذلك إلي اختفاء قاهرة الخمسينات والأربعينات الخديوية التي كانت أجمل من باريس وروما . أشار أبو حسين إلي إقامة عاصمة ادارية علي طريق السويس طبقاً لقرار مجلس الوزراء إلي إنه قرار اضطراري ولم يعد من السهولة مواجهة عشوائيات القاهرة حتي تخفف العبء عن وسط العاصمة الذي يعاني الأمرين من شدة الزحام. طالب محافظ حلوان السابق باستغلال الفرصة كاملة عند إقامة العاصمة الادارية وذلك بتطبيق أحدث أساليب ونظم التخطيط العمراني في إقامة المباني مع التأكيد علي الاهتمام بعرض الشوارع في إقامته المباني في التأكيد علي الاهتمام بعرض الشوارع وإقامة جراحات تستوعب أي زيادة علي مر السنوات القادمة .. مشيراً إلي ضرورة مراعاة الشكل الجمالي في اقامة المباني كما كانت القاهرة في بداية القرن الماضي. التنسيق الحضاري يقول اللواء حمدي سالم مستشار محافظ القاهرة السابق للتنسيق الحضاري والتخطيط العمراني إن اقامة عاصمة ادارية جديدة له مزايا كثيرة وعيوب قليلة يمكن التغلب عليها. أضاف أهم هذه المزايا هو القضاء علي الاختناق الرهيب الموجود بوسط القاهرة الكبري وأيضا فتح محاور جديدة للتعمير وغزو الصحراء .. منوهاً إلي عبقرية الفكرة بشرط إعداد دراسة من المتخصصين لتلافي أي خطأ قد يقع في المستقبل مع الوضع في الاعتبار أن تكون مدينة متكاملة ونموذجية تظهر وجه مصر الحضاري والتاريخي. طالب اللواء حمدي بمد المدينة الجديدة بشبكة مواصلات كبيرة وأيضا خط مترو أنفاق للتسهيل علي المواطنين المتعاملين مع الوزارات وأيضا المواظفين حتي لايشعروا ببعد المسافة منوهاً إلي أهمية إقامة مطار صغير لخدمة رجال الأعمال والوزراء وضيوف مصر الأجانب. أضاف أنه لابد أن تظهر هذه المدينة عظمة مصر من خلال وضع قطع أثرية في الميادين مع الاهتمام بالحدائق والمساحات الخضراء والشكل الجمالي .. محذراً من التوسع في إقامة مساكن للمواطنين والموظفين في هذه المدينة لأن هذا معناه نقل الزحام من القاهرة إليها أو تكرار نموذج القاهرة مرة أخري لما يتتبعه من اقامة مدارس وجامعات ومستشفيات وغيرها. أما عن العيوب فيقول اللواء حمدي إنه يمكن التغلب عليها أهمها تكاليف إقامة المدينة فيمكن أن يكون عن طريق نظام حق الانتفاع "B.o.t" أو عن طريق الدعم من الدول المانحة .. مشيداً بمكان المدينة المزمع إنشاؤها حيث تقع بين القاهرةوالسويس بالتالي فهي قريبة جداً من محافظات القناة ومحافظاتسيناء وبالتالي مشروع محور تنمية قناة السويس الذي يعتبر مشروعاً يمكنه نقل مصر نقلة نوعية علي مستوي الاستثمار والتنمية. يقول اللواء محمد أمين عبدالتواب نائب محافظ القاهرة لغرب القاهرة إن القرار جاء لتخفيف الضغط علي القاهرة بعد أن ادت أعداد السكان بشكل يصعب التعامل معه وأيضا ضاقت الشوارع من كثرة السيارات والمواطنين المشاة. طالب اللواء أيمن بمراعاة الزيادات السكانية المتوقعة علي مدار السنوات القادمة عند إقامة العاصمة الإدارية الجديدة فلابد أن يراعي تضاعف عدد السكان بعمل طرق متسعة وجراجات ومساحات خضراء. أكد اللواء أيمن أن طريق السويس ليس ببعيد عن المواطنين لإنهاء خدماتهم والأهم أنه بعيد عن زحام وسط المدينة منوهاً أن العاصمة كانت من قبل قديماً في بني سويف وفي طيبة وبالتالي نقل العاصمة ليس بدعة جديدة. مصلحة البلاد يقول د. مجدي صلاح الدين استاذ الانشاءات والطرق بهندسة القاهرة إن القرار ايجابي ويصب في مصلحة البلاد لكن هناك شروط يجب تحققها أولاً ومتطلبات واجب توافرها . أضاف أهم هذه المتطلبات مد شبكة مواصلات جيدة تربط العاصمة الجديدة بوسط المدينة حتي نسهل علي المواطنين والموظفين الذهاب والعودة من وإلي العاصمة الجديدة خاصة ان المسافة لن تكون قصيرة .. منوهاً إلي أهمية وجود أماكن خدمية لصالح المترددين علي المدينة وأيضا لخدمة الموظفين المتواجدين خلال ساعات عملهم حتي لا تكون مجرد منفي يخشاه الناس. تخوف د. صلاح الدين من تكرار التجارب العالمية الفاشلة في هذه المجال مثل البرازيل التي نقلت العاصمة إلي مدينة برازيليا ومع ذلك مازالت العاصمة القديمة يودي جانيرو تتمتع بكل عوامل الجذب والاستثمارات .. مشيراً إلي أهمية مراعاة الجانب الاجتماعي والخاص بعمل الزوجين حتي لا نصعب الأمر علي الأسرة المصرية التي في كثير من الاحيان لا تملك إلا سيارة واحدة لتنقل افرادها. أضاف د. صلاح الدين انه كان يفضل تفتيت وتوزيع الوزارات والمصالح الحكومية علي كل المدن الجديدة جزء في اكتوبر وآخر العبور والعاشر من رمضان و الشروق لأن هذه المدن جاهزة بخدماتها عكس المدينة الجديدة التي ستكون فاتورة تكلفتها عالية جداً.