القرار الوزاري الخاص بتخصيص ألفي فدان شرق القاهرة لنقل الوزارات إليها فتح مجدداً ملف تفريغ العاصمة من الوزارات الذي يعتبر صداعاً في رأس الحكومات المتتالية بعدما أصبحت القاهرة غير قادرة علي استيعاب الزحام الذي يزيد يوماً بعد الآخر بسبب ملايين المواطنين والسيارات الوافدة إليها لكن المشكلة الحقيقية هي فشل كل المشروعات والمقترحات السابقة الخاصة بنقل الوزارات. - بدأت أولي المقترحات بنقل الوزارات في عهد المهندس حسب الله الكفراوي وزير الإسكان الأسبق الذي اقترح نقل الوزارات لمدينة السادات وبالفعل تم بناء مقرات خاصة لكل وزارة لكن المشروع توقف لتصبح مدينة السادات مباني خالية حتي أطلق عليها مدينة "الأشباح". - ثم جاء الاقتراح الثاني خلال السنوات القليلة الماضية الذي تم بناء عليه انشاء مقر لوزارة الإسكان بمدينة العبور ولم يتم النقل كما اقترح محافظ القاهرة نقل جامعة عين شمس ومجمع التحرير ومجمع ماسبيرو ولتفريغ المنشآت الكبري تدريجياً. يري خبراء الاقتصاد والتخطيط أن نقل الوزارات ضروري بعد أن شاخت مباني القاهرة القديمة والجديدة علي حد سواء وعجزت شوارعها عن تحمل ملايين المواطنين والسيارات لوجود الحكومة بكل أجهزتها فيها.. مشيرين إلي ارتفاع الكثافة السكانية داخل القاهرة مما نتج عنه مشكلات المرور والقصور في الخدمات والمرافق والتلوث الشديد في الهواء والماء. طالبوا بوضع حلول بديلة في حالة فشل مشروع نقل الوزارات.. مؤكدين أهمية تفعيل اللامركزية ودمج الوزارات أو نقل الإدارات الخدمية في كل وزارة إلي خارج القاهرة لمواجهة تزايد أعداد الوافدين. التنفيذ صعب : قال د.حسن عبدالفضيل الخبير الاقتصادي إن مشروع نقل الوزارات إلي خارج القاهرة اقتراح غير واقعي وصعب تنفيذه لعدة أسباب في مقدمتها أن نقل الوزارات سيكون عبئاً اقتصادياً كبيراً لن تستطيع الدولة في ظروفها الحالية تحمله لما تتطلبه هذه العملية من توفير شبكة مواصلات كاملة من سكك حديد وخدمة بريدية بجانب توفير مساكن بديلة للموظفين بجوار المقرات الجديدة وتوفير المستشفيات. أضاف أن الوزراء رفضوا الذهاب إلي مدن أخري غير القاهرة وهذا ما حدث في مشروع مدينة السادات رغم بناء المقرات بالفعل. أشار إلي أن بعض الوزارات تحتاج إلي أموال طائلة لنقلها قبل وزارة الداخلية التي قد تكلف الدولة 500 مليون جنيه لبناء استراحات للموظفين ومساكن بديلة لهم وكذلك وزارة الصحة. قال إنه لابد من حلول بديلة عند فشل نقل الوزارات كأن يتم نقل الإدارات الخدمية بالوزارات.. خاصة أن ذلك لايحتاج إلي نقل أعداد كبيرة من الموظفين وبناء مدن سكنية جديدة.. كما يمكن نقل الجامعات والمنشآت الكبري مثل مجمع التحرير. أضاف أن الزحام في القاهرة يرجع إلي أن 5 ملايين مواطن يزورنها من المحافظات الأخري لقضاء مصالحهم في الوزارات الخدمية. قال د.طارق وفيق "أستاذ التخطيط بجامعة القاهرة" إن مشروع نقل الوزارات خارج العاصمة قديم طرحه وزير الإسكان الأسبق حسب الله الكفراوي الذي أقام مقرات ومباني للوزارات في مدينة السادات لتفريغ منطقة قصر العيني الذي يتجمع فيها أكثر من 15 وزارة وجهة حكومية ولكن المشروع لم يتم تنفيذه. مشيراً إلي أن الحكومة تصر علي الوقوع في نفس الخطأ بعد أن قررت تخصيص 2000 فدان لنقل الوزارات اليها وفي حالة نجاح المشروع سوف تعاني المنطقة الجديدة من نفس زحام القاهرة بعد أقل من عشر سنوات والحل الافضل هو تفكيك الوزارات وتوزيعها علي عدة مدن جديدة وليست مدينة واحدة لضمان عدم وجود زحام في أية منطقة مستقبلاً. أوضح أنه لابد من ايجاد آليات تنفيذ مشروع نقل القاهرة الذي قد يتكلف بين أربعة إلي خمسة مليارات جنيه ولكن العوائد ستكون أكثر من التكاليف خاصة في حالة استغلال المقرات القديمة للوزارات في إقامة مجموعة متاحف سياحية وجعل القاهرة مدينة ثقافية سياحية. مؤكداً ضرورة نقل 8 وزارات علي الأقل من قصر العيني لتخفيف الزحام الذي تسبب في التلوث والقصور في الخدمات والمرور مما يزيد من الخسائر الاقتصادية. أشار إلي أهمية وضع حلول بديلة مثل تفعيل اللامركزية واعطاء المحليات في المحافظات المختلفة دوراً أكبر لانهاء المصالح الجماهيرية دون الحاجة إلي اللجوء إلي الوزارات المختصة كما يمكن دمج الوزارات وإعادة الهيكلة لتخفيف اعداد الموظفين إضافة إلي اللجوء للخدمات الالكترونية التي تنهي مصالح المواطنين دون الذهاب للوزارة. خطر حقيقي : قال د.محمد عباس أستاذ التخطيط جامعة الأزهر إن القاهرة أصبحت في خطر حقيقي بسبب الزحام الشديد الذي يقتل العاصمة اقتصادياً وثقافياً واجتماعياً ولابد من نقل العاصمة إلي مدينة جديدة ولايتم الاكتفاء بنقل الوزارات فقط يجب نقل مجلس الوزراء ومجلسي الشعب والشوري.. موضحاً أن مشروع نقل الوزارات تم طرحه منذ عشر سنوات ولكن تم وقف تنفيذه. أشار إلي أن نقل الوزارات لن يحل مشكلة الزحام في القاهرة بعد أن وصلت الكثافة السكانية في أحياء القاهرة إلي درجة لايمكن أن تستوعبها العاصمة في حالة استمرار الوضع في السنوات القادمة وهذا أثر علي سلوكيات المجمع وأحدث العديد من المشكلات مؤكداً أن القاهرة مركز اقتصادي وسياسي وإداري ولابد من ايجاد عاصمة جديدة للبلاد في مدينة جديدة. قال د.عبدالله عبدالعزيز رئيس قسم التخطيط جامعة عين شمس إنه رغم صعوبة مشروع نقل الوزارات إلا أنه أصبح واجباً لتخفيف العبء عن القاهرة. أضاف أنه يجب توزيع الوزارات حتي لايتكرر الزحام مرة أخري علي المدن الجديدة.. حتي لاتحدث مشكلة. أوضحت د.علا سليمان مستشارة الاقتصاد الاقليمي بمعهد التخطيط أنه لابد من دراسة المشروع قبل البدء في التنفيذ لمعرفة السلبيات والايجابيات وعدم اتخاذ قرارات سريعة حتي لايتم اقامة مقرات ثم ترفض الوزارات النقل. أكد الموظفون موافقتهم علي نقل الوزارات والعمل خارج القاهرة في حالة توفير الخدمات وشبكة مواصلات جيدة إلي المدن الجديدة مشيرين إلي أن الزحام أصبح مشكلة خطيرة في العاصمة. عبدالنبي محفوظ "موظف": نقل الوزارات والهيئات الحكومية خارج القاهرة يجب أن يرتبط بتوفير الخدمات خاصة شبكة المواصلات حتي يتمكن الموظف من الذهاب والعودة بدون تعب أو إرهاق. ماجدة محمد إسماعيل "موظفة": المشروع جيد ويساهم في تقليل الزحام بالقاهرة لوجود الوزارات والمصالح الحكومية بها. محمد علاء موظف بوزارة التعاون الدولي: يجب أن يرتبط نقل الوزارات خارج القاهرة بتوفير الخدمات مثل المواصلات.