علمت "المصريون" أن خطة الدكتور أحمد نظيف رئيس الوزراء لنقل دواوين الوزارات من وسط القاهرة إلى خارج العاصمة مهددة بالتوقف والتراجع عنها، بعد أن عجزت الحكومة عن تدبير تكاليف نقل الوزارات والهيئات التابعة لها. أكدت مصادر مطلعة أن خطة الدكتور نظيف تواجه الفشل بسبب عدم وجود أموال تغطي إنشاء مباني جديدة للوزارات في مدينة 6 أكتوبر والتي يزمع نظيف نقل عدد من الوزارات إليها. وأشارت المصادر إلى أن الحكومة كانت تخطط لتمويل إنشاء وتجهيز المباني والأراضي التي تشغلها الوزارات حاليا في وسط القاهرة، إلا أن هذا الأمر صعب التنفيذ حاليا، خاصة وأن مشروع بيع مجمع التحرير والذي كان مقررًا تحويله لمجمع فندقي سياحي قد واجه عقبات لعدم وجود مشترى مصري قادر على الشراء في الوقت الذي تخشى الحكومة طرحه للبيع لمستثمرين أجانب حيث ستقابل هذه الخطوة بمعارضة شديدة وثورة عارمة من الرأي العام، وهو الأمر الذي جعل الحكومة تتراجع عن فكرة عرض أراضي ومباني الوزارات والهيئات الحكومية الأخرى للبيع. يأتي هذا في الوقت الذي لن تستطيع الحكومة تخصيص أية أموال في الموازنة الجديدة لعملية نقل الوزارات خاصة في ظل العجز الفاضح في الموازنة التي وصلت إلى درجة كبيرة جعلت الحكومة تفكر في زيادة أسعار السلع والوقود. وعلمت "المصريون" أن العاملين في دواوين الوزارات والهيئات الحكومية رفضوا أيضا مشروع نقل الوزارات لمدينة 6 أكتوبر وأكدوا ضرورة إسراع الحكومة في تنفيذ مشروع ربط القاهرة ب 6 أكتوبر بخط سكة حديد سريع مكهرب على غرار مترو أنفاق حلوان - المرج ليسهل عملية الذهاب والعودة، في إشارة إلى صعوبة المواصلات حاليا بين القاهرة و6 أكتوبر وعدم قدرة وسائل النقل الحالية على نقل المواطنين من وإلى 6 أكتوبر. وكانت وزارة الإسكان والتعمير قد أعلنت في عهد الوزير السابق محمد إبراهيم سليمان عزمها إنشاء خط سكة حديد مكهرب يربط القاهرة ب 6 أكتوبر والعاشر من رمضان وعددا آخر من المدن الجديدة خارج القاهرة، إلا أن المشروع لم ير النور بسبب عجز الحكومي عن توفير سيولة مالية لهذا المشروع وتم تحويل مبالغ كبيرة لاستكمال مشروعات مترو الأنفاق داخل القاهرة لتخفيف الاختناق والزحام المتزايد بالقاهرة. وأكدت المصادر أن الحكومة الجديدة بعد خروج إبراهيم سليمان ومجيء أحمد المغربي لوزارة الإسكان تعطي الأولوية حاليا لمشروع الخط الثالث لمترو الأنفاق والذي يربط منطقة إمبابة بالمطار مرورا بالزمالك والإسعاف والعتبة والعباسية. الجدير بالذكر أن فكرة نقل الوزارات خارج القاهرة قد تبناها الرئيس الراحل أنور السادات في السبعينات من القرن الماضي وقام المهندس حسب الله الكفراوي وزير الإسكان في هذا الوقت بإنشاء مجمع ضخم في مدنية السادات لنقل الوزارات إليه تهميدا لتكون مدينة السادات عاصمة مصر بدلا من القاهرة إلا أن المشروع توقف عقب اغتيال الرئيس السادات.