يتأكد من بطولة إلي أخري في مونديال الساحرة المستديرة أن الأرض لا تلعب مع اصحابها غالبا ولا يجب ان يكون المنتخب صاحب الأرض والجمهور والتنظيم هو الحائز علي اللقب في النهاية بالضرورة. وكأس العالم لا تعرف الرحمة ابدا ولا العواطف ايضا فالأرض والجمهور لا يشفعان ابدا من أجل الوصول إلي منصة التتويج بل ان السائد حتي هذه اللحظة ان المنتخب صاحب البلد المنظم يتأثر سلبا بالضغوط الرهيبة الجماهيرية والاعلامية اكثر من أي منتخب آخر. وعلي مدار تاريخ المونديال في20 بطولة بما في ذلك البرازيل 2014 حقق أصحاب الأرض ستة ألقاب فقط بينما خسر البلد المضيف 14 مرة آخرها البرازيل في البطولة الحالية. وبدأت حكاية تخلي الأرض عن اصحابها في المونديال الثالث 1938 في فرنسا التي خرجت من دور الثمانية علي يد الطليان الذي واصلوا المشوار وفازوا باللقب للمرة الثانية علي التوالي وكان الآزوري أول فريق يحقق الفوز بالمونديال مرتين متتاليتين. وبعد توقف المونديال 12 عاما بسبب الحرب العالمية الثانية وتوابعها عاد 1950 ليقام في بلاد سحرة كرة القدم البرازيل وتوقع الجميع ان يذهب اللقب إلي السامبا ولكن ذهب الي أول فريق يصل منصة التتويج في تاريخ البطولة أوروجواي بعد فوزه علي السامبا في النهائي الشهير الذي أقيم بملعب ماراكانا الذي يستضيف نهائي المونديال الحالي أيضا. وتكررت الحالة بعدها في ثلاث بطولات متتالية بعد مونديال البرازيل ففي سويسرا 1954 توجت ألمانيا ووقتها كانت المانياالغربية وفي السويد 1958 تفوقت البرازيل وحققت لقبها الاول في تاريخ البطولة واخيرا في تشيلي 1962 احتفظت السامبا باللقب الثاني علي التوالي. وودعت سويسرا البطولة وهي علي أرضها من دور الثمانية بعد خسارة امام النمسا 5/7 فيما وصلت السويد علي أرضها للنهائي للمرة الاولي والاخيرة في تاريخها وخسرت امام البرازيل بهزيمة قاسية 2/5 بينما ودعت تشيلي البطولة علي أرضها في المربع الذهبي امام البرازيل ايضا بالخسارة 2/4 وفي مونديال 1970 بالمكسيك طمح ابناء البلد في البطولة ولكن الحلم انتهي في دور الثمانية تحديدا وخسرت المكسيك امام ايطاليا وذهب اللقب إلي البرازيل للمرة الثالثة في تاريخها. وفي إسبانيا استضافت البطولة عام 1982 وكانت واحدة من امتع وأقوي البطولات ولكن الماتادور ودع من دوري المجموعات بالدور الثاني للمونديال حيث كان النظام وقتها دوري مجموعات في الدور الاول يتأهل منه أفضل 12 فريقا لدوري مجموعات اخر في الدور الثاني ووقتها احتل الاسبان المركز الثالث والاخير في المجموعة خلف المانيا وانجلترا فيما كان اللقب من نصيب الطليان. وعاشت المكسيك نفس الايام الصعبة مجددا في مونديال 1986 عندما استضافت البطولة الشهيرة التي كتب خلالها مارادونا اسمه كأسطورة كروية تاريخية لن تتكرر ومنح اللقب الثاني الي التانجو الارجنتينِي وودعت المكسيك كالعادة من دور الثمانية. وفي مونديال 1990 كان الازوري الايطالي علي موعد ليشرب من نفس الكأس المريرة وهو الذي سبق واذاق منها الآخرين مرتين خارج ملعبه 1938 و1982 فشل في الوصول لمنصة التتويج علي أرضه ووسط جماهيره وترك اللقب للالمان بعد الخسارة امام الارجنتين في المربع الذهبي بضربات الترجيح ولكنه حصل علي المركز الثالث. وفي مونديال 1994 كان متوقعا ان يخسر اصحاب الأرض الولاياتالمتحدةالامريكية باعتبارها غير متفوقة في اللعبة وانها أفضل في كرة السلة والطائرة والرجبي بمراحل عدة من كرة القدم وبالفعل ودع الامريكان البطولة من دور الستة عشر امام البرازيل التي اكملت مشوارها حتي حققت اللقب الرابع في تاريخها. وكسرت الديوك الفرنسية القاعدة التي استمرت سائدة 16 عاما متتالية وتمكنوا بمعاونة جماهيرهم من التتويج باللقب وهم يلعبون علي أرضهم وبعد ملحمة كروية بقيادة النجم الشهير زين الدين زيدان والتي قد لا تتكرر مرة أخري. ومنذ كأس العالم 2002 بكوريا واليابان وحتي الآن عاد المونديال للعمل بقاعدته الاساسية والمبدأ السائد بخسارة أصحاب الارض والفرح علي ملعبهم ليكتفوا باحترام وتقدير العالم لهم علي التنظيم والابهار في استضافة شعوب العالم بأسره. ففي مونديال 2002 بكوريا واليابان لم يصل أي من المنتخبين لمنصة التتويج وكان الفريق الكوري الأكثر ايجابية ولكن انتهي مشواره في المربع الذهبي امام الالمان الذين خسروا في النهائي بدورهم في مواجهة البرازيل. وفقدت ألمانيا اللقب علي أرضها ووسط جماهيرها بمونديال 2006 وخرجت ايضا من المربع الذهبي امام عقدتها التاريخية ايطاليا والتي واصلت المشوار بدورها وحققت اللقب للمرة الرابعة في تاريخها. وفي جنوب افريقيا 2010 كان من الصعب ان يصبح الاولاد من بين المرشحين رغم الدعم المعنوي والجماهيري والاعلامي ولكن المونديال له قواعد أخري أكثر اهمية فكان أن ودعت جنوب افريقيا من الدور الاول اساسا وحصل علي اللقب الماتادور الاسباني. والآن وقبل نهايته تذوق السامبا البرازيلية من كأس المر مجددا وتستعيد ذكريات 1950 وتخسر اللقب علي أرضها ووسط جماهيرها وبفضيحة مدوية في الدور قبل النهائي امام المانيا بسبعة أهداف مقابل هدف. ومقابل كل هذه الانكسارات لأصحاب الأرض نجحت ستة منتخبات في الفوز باللقب علي أرضها ووسط جماهيرها واستثناء نفسها من القاعدة الاساسية وهي أوروجواي 1934 وايطاليا 1938 وانجلترا 1966 والمانيا 1974 والارجنتين 1978 واخيرا فرنسا .1998