يجلس في أحد أركان مكان يجهل معالمه. يرتعش خوفاً والمكان شبه مظلم.. يسمع ضجيجاً يزلزل قلبه رعباً فيضع يديه علي أذنه عسي أن يمنعه لكن.. يخترق الصوت يديه.. يأخذ ركبتيه علي وجهه بشدة هارباً من ذلك الخوف الذي يمكث في قلبه. ثم ينظر حوله محاولاً إيجاد أي يد بشرية تساعده فلا يجد سوي الحائط الذي يحمي ظهره ويكتشف أن المكان بلا أركان أخري. وبعدها تمطر فينظر إلي فوق فيكتشف أيضاً أن المكان بلا سقف. ثم يحاول الوقوف باحثاً عن أنفاس إنسانية تنتشله مما هو فيه. فيجد شيئاً علي الأرض يمسك به فيبدو له كيد.. ينظر جيداً بعد أن أضاء له القمر المكان قليلاً. فإذا هي جثة أمه مغطاة بادماء فيتركها صارخاً. باكياً. راكضاً بعيداً ثم يسقط ويصرخ قائلاً: "أنا جائع.. أنا سأموت عطشاً".. يسمع صوتاً يناديه ولاي علم مصدره: "أيها الطفل من أنت؟.. ماذا تفعل عندك؟" يصرح قائلاً: "أنا طفل فلسطيني.. أجهل اسمي وأجهل عنواني". وتسقط قنبلة أخري علي المكان تأخذه إلي أمه. تصرخ الأرض من تحته "أيها العالم العربي..... صمتك يقتلني". مي فتحي سلامة