بعد ثورتين علي الظلم والفساد والإهمال لاتزال المشكلات والهموم تحاصر صيادي البرلس الذين يعيشون في حالة من البؤس والشقاء وارتفاع معدلات الفقر والبطالة فالمشاكل بالجملة والصيادون ضحايا مافيا وأباطرة البحيرة التي تحولت إلي جسد منهك مترهل أصابه الهزال بسبب التلوث والإطماء وتجفيف الزريعة. "المساء" ذهبت إليهم ترصد حالهم وتنقل نبضهم. أحمد الجزايرلي رئيس جمعية رعاية الصيادين قال: المشاكل كثيرة ومتراكمة حول بحيرة البرلس منذ عدة سنوات وحتي الآن لم نجد لها حلا.. أهمها غياب الرقابة فبعض أباطرة البحيرة يسيطرون عليها فهناك حالة فساد وتخريب للبحيرة منها الصيد المخالف للأسماك وانتشار الحشائش والبوص وورد النيل وتقلص المساحات المتاحة للصيد وهناك تعديات واسعة النطاق علي البحيرة الأمر الذي أدي إلي تقلص المساحة المائية وإعاقة أعمال الصيد وحرمان صغار الصيادين من البحث عن رزقهم. وأكد حمدي شرابي رئيس جمعية الصيادين أن البحيرة بدأ تطهيرها منذ سنوات بسيطة بشكل غير منتظم منذ أن تولي اللواء أحمد عابدين محافظ كفرالشيخ وتم اعتماد 50 مليون جنيه مرحلة أولي وتم تطهير 2000 فدان وهذا أسعد الصيادين رغم أن مساحة البحيرة 120 ألف فدان ويعمل بها 100 ألف صياد ومن أهم المشاكل الخطيرة مشكلة اللنشات التي تجرف الزريعة وطحنها لعمل العلف بواسطة العديد من البلطجية الذين يقومون بعمل تحويطة لكل منهم مساحتها 50 فدانا. أما محمد بكري نقيب الصيادين بالبحيرة فيقول: إن المشاكل بالجملة تواجه أكثر من 100 ألف صياد و50 ألف مركب صيد مرخص وغير مرخص ومن أهم مشاكلنا سيطرة مهربي الزريعة علي مرأي ومسمع من المسئولين ولا أحد يتحرك رغم وجود أماكن معروفة مخصصة لصيدها. مشكلة التلوث التي تحاصر البحيرة كما يوجد مراكب غير مرخصة وتستخدم شباكا غير مطابقة للمواصفات مما أدي إلي اختفاء بعض أنواع الأسماك الفاخرة. طالب بتدخل هيئة الثروة السمكية لتنظيم عملية الصيد بعد أن زادت سرقات شباك الصيادين الصغار واحتكار البلطجية لمساحات كبيرة من البحيرة ولا يستطيع أحد الاقتراب منهم واقتصر دور المسئولين علي إعداد التقارير للرد علي المشاكل ويتضمن التقرير "كله تمام" والبحيرة في ازدهار وتقدم وهذا مخالف للواقع!! أحمد نصار نقيب الصيادين بالمحافظة قال إن البحيرة تحولت إلي جسد منهك هزيل بسبب التلوث من ناحية والإطماء من ناحية أخري وغاب القانون وأصبح البقاء للأقوي والصياد الصغير عليه أن يبحث عن مهنة أخري فلا مكان وسط البلطجية. أضاف: هناك تقرير أعدته إدارة محمية البرلس تضمن انقراض أنواع كثيرة من الأسماك الفاخرة والنادرة حيث كان يتواجد بها 33 نوعا من هذه الأسماك وصلت إلي 25 نوعا عام 2001 وانخفض إلي 17 نوعا ثم انخفض إلي 16 نوعا حاليا. أرجع التقرير ذلك إلي زيادة نسبة المياه العذبة من المصارف إلي البحيرة وتسرب مياه الصرف الصحي والانخفاض الشديد لملوحة البحيرة حيث تبلغ هذه المياه 3.9 بليون متر مكعب من مياه الصرف الصحي تصب في البحيرة من خلال 8 مصارف زراعية كما تمثل مياه الصرف الزراعي 97% من المياه الوافدة للبحيرة بالإضافة إلي 32 مليون متر مكعب مياه جوفية و77 مليون متر مكعب مياه أمطار و9.8 مليون متر صرف صحي وكل هذه العوامل أدت إلي انقراض أنواع كثيرة من الأسماك وتوقف نمو الأسماك عند حجم معين. طالب نقيب الصيادين بتعاون الجميع لضبط المخالفات في البحيرة وعودة الانضباط وتنفيذ القانون وتطوير المعدات الخاصة بقوات المسطحات المائية وإيقاف عملية التأجير علي شواطيء البحيرة لاستقطاع مساحات من المسطح المائي للبحيرة. أكد المستشار محمد عزت عجوة محافظ كفرالشيخ أنه بالتعاون مع هيئة الثروة السمكية والاستعانة بقوات الأمن والجيش بتنفيذ عدة حملات موسعة لإزالة التعديات التي قام بها بعض المواطنين والاستيلاء واستقطاع مساحات كبيرة من البحيرة وتجفيفها وتحويلها إلي مزارع سمكية خاصة بالمخالفة للقانون الأمر الذي أدي إلي تقلص المساحة المائية للبحيرة وإعاقة أعمال الصيد المشروعة وحرمان صغار الصيادين من البحث عن رزقهم في البحيرة وخاصة بمراكز بلطيم والرياض وسيدي سالم ومطوبس كما تجري بصفة مستمرة إزالة التعديات وهدم الجسور والحوش والسدود.