الإسكندرية تكاد تكون وحدها المدينة التي مازال بعض أحيائها يحتفظ بمحلات قديمة جدا جدا.. يعمل بها أصحاب مهارات خاصة جدا جدا.. لكنها تقاوم الإنقراض.. وتصارع من أجل البقاء من هذه المحلات : الرفا .. وترقيع السجاجيد القديمة.. ومكوجي الرجل.. وتصليح بوابير الجاز.. ومبيض النحاس. دخلت "المساء" إلي هذه المحلات واقتربت من العاملين فيها: يقول عمرو محمد عبد اقادر صاحب محل "رفا" بمنطقة العطارين لدي ولدانت في المدارس يريدان العمل في هذه المهنة ومهنتنا لا تعترف بالمثل المصري القديم "اللي ينكسر عمره ما يتصلح" لأن مهارة من يمسكون بالابرة والخيط في أيديهم تحتاج لمهارات خاصة ونظر حاد وصبر أيوب ونظر حاد وحتي يدرك ما في يده ويخرجه كما يريد بدقة متناهية.. أشار إلي أن المهنة لا تجد أي اقبال من الشباب لأنهم يفضلون أعمالاً أخري مثل النجارة والحدادة والخراطة وقاطنو المناطق الراقية لا يعرفون معني الرفا ولا يتعاملون معها.. يقول كريم محمد صاحب محل إصلاح السجاد: اغلب الأنواع التي نقوم بترقيعها وتصليحها "العجمي والبلدي" تحتاج شهوراً لاصلاحها لأنه في حالة ترقيعه بالخطأ عليه العوض في السجادة التي غالبا ما يتراوح سعرها ما بين 2000 حتي 80 ألف جنيه حسب نوع ومقاس السجادة أشار إلي أن ترقيع وتلوين السجادة يحتاج لمهارة وتركيز وهو ما يتطلب الاستعانة باحد الصنايعية المتخصصين ويحصل وقتها علي 50% من ثمن التصليح. اضاف الحاج محمد مختار يعمل في محل رفا سجاد بمنطقة سبورتنج اعمل في هذه المهنة منذ 30 عاما ولدي ابنان متزوجان ونقوم بتصليح السجادة بدءا من 20 جنيه وحتي 1000 جنيه حسب مقاس القطعة. أما مهنة مكوجي الرجل فيقول أحمد الحرجاوي "57" سنة: أعمل في هذه المهنة منذ الصغر وورثتها عن والدي ولدي ابنتان في التعليم الجامعي وولد في الثانوي وابني لا يحب هذه المهنة لأنها في حالة انقراض نظرا لزيادة الاقبال علي المكواة البخار. المكواة قديما كانت أسعارها رخيصة .. الجلباب ب 75 قرشا والبنطلون بنفس السعر وتسخين المكواة علي الوابور لمدة ربع ساعة يمكنها كي 7 قطع. وفي محل صغير لإصلاح بوابير الجاز بأحد شوارع كرموز يقول عم دسوقي محمد أبو زيد 69 سنة أنه بدأ في هذه المهنة وعمره 6 سنوات وكان يتعلم من والده منذ الصغر وكان يعتمد في اصلاح الوابور علي الطربوش والطاسة والأرجل الأربع والمفتاح والكباس وكان يقوم بتصليح الوابور مقابل 10 قروش لكن ظهور البوتاجاز والغاز الطبيعي الذي وصل لمعظم مناطق الاسكندرية فقضي علي المهنة تماما. أما لبيب عبد الواحد 54 عاما "مبيض نحاس" فيقول: أعمل في هذه المهنة منذ أكثر من 40 عاما وكانت قديما الخامات المستخدمة في طلاء المعادن رخيصة الثمن مثل حامض الكبريتيك وحامض النتريك وماء النار ولأن المهنة في طريقها للانقراض وأصبحت التعاملات مقتصرة علي تجار التحف.