في شهر رمضان المبارك يلجأ المسلمون إلي الاستفسار عن أمور الدين بعض الاسئلة عرضناها علي الدكتور محمد محمود أبو هاشم نائب رئيس جامعة الأزهر فأجاب بالآتي. * تسأل انعام. م أنا شابة تقدم لخطبتي شاب ويريد أن يراني بلا حجاب فهل يجوز له أن يراني بلا حجاب بوجود محرم؟ ** يجيب د. محمد أبو هاشم إذا طلب الخاطب أن يري وجهك فلا بأس وهذا حقه والدليل هو عموم حديث آبي هريرة قال: كنت عند النبي صلي الله عليه وسلم فأتاه رجل فأخبره أنه تزوج امرأة من الانصار فقال له رسول الله صلي الله عليه وسلم "انظرت إليها" قال لا قال "فاذهب فانظر إليها فان في أعين الانصار شيئا" رواه مسلم وحديث جابر بن عبدالله قال قال رسول الله صلي الله عليه وسلم "إذا خطب أحدكم المرأة فإن استطاع أن ينظر إلي ما يدعوه إلي نكاحها فليفعل" قال فخطبت جارية فكنت أتخبأ لها حتي رأيت منها ما دعاني إلي نكاحها وتزوجها فتزوجتها رواه أبو داود وكل هذا مشروط بعدم الخلوة وقد اجتمع الفقهاء علي ان جميع بدن المرأة عورة ماعدا الوجه والكفين والنظر إلي الوجه يعبر عن درجة الجمال والنظر إلي الكفين يعبر عن ملامح الجسم. * يسأل تامر رفاعي إذا صلي المأموم التراويح مع الإمام وأحب أن يجعل الوتر في آخر الليل هل بهذا يكتب له قيام ليلة أم لا؟ ** يجيب د. محمد أبو هاشم: الأفضل في حق المأموم متابعة الإمام حتي ينصرف من التراويح والوتر ليصدق عليه أنه صلي مع الإمام حتي انصرف فيكتب له قيام ليلة لقول النبي صلي الله عليه وسلم من قام مع الإمام حتي ينصرف كتب له قيام ليلة "أخرجه أحمد وأهل السنن بسند صحيح من حديث ابي ذر رضي الله عنه وكما فعله الإمام أحمد وغيره من العلماء وعلي هذا فإن أوتر المصلي مع الإمام وانصرف معه فلا حاجة للوتر آخر الليل فإن استيقظ آخر الليل صلي ما كتب له شفعاً ولا يعيد الوتر فإنه "لا وتران" في ليلة فإن حب نقض الوتر فقد فعله بعض السلف بأن يصلي أول ذلك ركعة تشفع وتره مع الإمام ثم يوتر آخر تهجده لكن كثيراً من العلماء كرهوا ذلك فإنه لم يشرع التطوع بركعة واحدة سوي الوتر وفضل بعض العلماء أن يشفع الوتر مع الإمام بأن يقوم بعد سلام الإمام فيصلي ركعة ثم يسلم ويجعل وتره آخر تهجده لحديث ابن عمر رضي الله عنه أن رجلا سأل رسول الله صلي الله عليه وسلم عن صلاة الليل فقال رسول الله عليه السلام "صلاة الليل مثني مثني فإذا خشي أحدكم الصبح صلي ركعة واحدة توتر له ما قد صلي" أخرجه البخاري ومسلم من حديث ابن عمر رضي الله عنهما وكذا قوله صلي الله عليه وسلم أخرجه البخاري ومسلم اجعلوا آخر صلاتكم من الليل وترا حديث ابن عمر رضي الله عنهما والله تعالي أعلم. * يسال نجدي أحمد هل لقيام رمضان عدد معين أم لا؟ يجيب د. محمد أبو هاشم ليس لقيام رمضان عدد معين علي سبيل الوجوب فلو أن الإنسان قام الليل كله فلا حرج ولو قام بعشرين ركعة أو خمسين ركعة فلا حرج ولكن العدد الأفضل ما كان النبي صلي الله عليه وسلم يفعله وهو إحدي عشرة ركعة أو ثلاث عشرة ركعة أو ثلاثة وعشرون ركعة بالوتر فإن أم المؤمنين عائشة سئلت كيف كان النبي يصلي في رمضان؟ فقالت لا يزيد في رمضان ولا في غيره علي إحدي عشرة ركعة ولكن يجب أن تكون هذه الركعات علي الوجه المشروع وينبغي أن يطيل فيها القراءة والركوع والسجود والقيام بعد الركوع والجلوس بين السجدتين خلاف ما يفعله الناس اليوم يصليها بسرعة تمنع المأمومين أن يفعلوا ما ينبغي أن يفعلوه والإمامة ولاية والوالي يجب عليه أن يفعل ما هو أنفع وأصلح وكون الأمام لا يهتم إلا أن يخرج مبكراً هذا خطأ بل الذي ينبغي والركوع والسجود والقعود حسب الوارد ونكثر من الدعاء والقراءة والتسبيح وغير ذلك وهي تسمي صلاة القيام لكثرة القيام اي الوقوف فيها وقراءة القرآن. * يسأل السيد محمد ما هو حكم الشرع في زوج يخفي بعض الأمور عن زوجته؟ يجيب د. محمد أبو هاشم لا حرج علي الرجل في إخفاء بعض الأمور عن زوجته ما لم يترتب علي ذلك تضييع لشئ من حقوقها بل الأصل أن الحياة الزوجية لا تستقيم إلا بالمداراة مع النساء قال البخاري رحمه الله في صحيحه باب المداراة مع النساء وقول النبي صلي الله عليه وسلم إنما المرأة كالضلع. ورخص الشرع في الكذب بين الزوجين فيما يجلب المودة فعن أم كلثوم بنت عقبة قالت ما سمعت رسول الله صلي الله عليه وسلم يرخص في شيء في الكذب إلا في ثلاث كان رسول الله صلي الله عليه وسلم يقول لا أعده كاذباً الرجل يصلح بين الناس يقول القول ولا يريد به إلا الإصلاح والرجل يقول في الحرب والرجل يحدث امرأته والمرأة تحدث زوجها رواه أبو داود. قال النووي رحمه الله وأما كذبه لزوجته وكذبها له فالمراد به في إظهار الود والوعد بما لا يلزم ونحو ذلك فأما المخادعة في منع ما عليه أو عليها أو أخذ ما ليس له أو لها فهو حرام بإجماع المسلمين. يسأل محمد علي ما حكم الشرع في تحدث الرجل بما يدور بينه وبين زوجته. يجيب د. محمد أبو هاشم تحدث الرجل بما يدور بينه وبين أهله حرام وكذلك تحدث المرأة بما يحصل من زوجها معها حرام ايضا وقد ورد التشديد كثيرا ففي صحيح مسلم عن ابي سعيد الخدري ان رسول الله صلي الله عليه وسلم قال إن من اشر الناس منزلة عند الله يوم القيامة الرجل يفضي إلي امرأته وتفضي إليه ثم ينشر احدهما سر صاحبه وفي مسند أحمد باسناد حسن عن اسماء بنت يزيد انها كانت عند النبي صلي الله عليه وسلم والرجل والنساء عنده قعود فقال لعل رجلا يحدث بما فعل بأهله ولعل امرأة تحدث بما فعلت مع زوجها فارم القوم اي سكتوا عن خوف فقالت اسماء اي والله انهم ليفعلون وانهم ليفعلون قال لا تفعلوا فان مثل ذلك مثل شيطان لقي شيطانه فغشيها والناس ينظرون وفي حديث اخر حسن ايضا عن ابي سعيد الخدري عن النبي صلي الله عليه وسلم قال السباع حرام وهو الافتخار بالجماع وبما يحصل فيه من افعال واقوال والاحاديث في هذا المعني كثيرة تبين قبح هذه العادة الخبيثة التي تستوجب مقت الله.