المفكر والمثقف والمبدع موقف لا تحصيل معلومات ولا حفظ بيانات . ولا استعراض معرفة .. وإلا لكان جهاز الكمبيوتر أعظم مفكر في تاريخ البشرية!! وصاحب الفكر هو قرن الاستشعار لأمته ووطنه وللإنسانية جميعاً.. ولم تحرم أوطاننا العربية الإسلامية من هذه القامات التي نظرت بعيداً. واستطلعت المستقبل. فعادت أوطاننا إلي الوعي والثورة ضد الظالمين طوال قرنين من الزمان. يتوقف الدكتور عثمان أمين عند أربعة من أعمدة الوعي والثورة والاستنارة في وطننا العربي والإسلامي. في كتابه "رواد الوعي الإنساني في الشرق الإسلامي" الذي أصدرته وزارة الثقافة والإرشاد القومي عام 1961 حينما كانت تعي دورها . وتعود المجتمع فعلا . وتتصدي للتطرف والإرهاب والاختراقات ضد الوطن. هؤلاء القامات الأربعة هم جمال الدين الافغاني. ومحمد عبده . وعبد الرحمن الكواكبي. ومحمد إقبال. وكل منهم ينتمي لقطر ودولة: مصر . وأفغانستان وسوريا والهند أو باكستان.. وجمعهم هم واحد وهدف واحد هو الثورة علي القهر والظلم من أعداء الداخل والخارج. في حديثه عن الأستاذ الإمام الشيخ محمد عبده . واستنكاره لكل من يبيع وطنه للأعداء. ويتواطأ معهم. سواء أكان حاكما في سدة السلطة أو كان مواطناً. وضرورة مواجهة هؤلاء الخونة حتي بالقتل. يقول المؤلف في صفحة 62: "هذه الروح نفسها هي التي حملت الشيخ المصري علي أن يتفق مع أستاذه الأفغاني علي قتل الخديو إسماعيل ودفعته إلي الانضمام إلي الحركة العرابية. والمساهمة في وضع برنامج "الحزب الوطني" الأول. وكان ينادي بالجمهورية . كما جعلته وهو في منفاه يندد بالاحتلال البريطاني تنديداً علنياً في جريدة "العروة الوثقي" وفي أحاديث مع ساسة الإنجليز: كتب الشيخ في "العروة الوثقي" سنة 1884 مندداًً بأعوان الاستعمار الغربي وأذنابه من الخائنين لأوطانهم يقول "لاعار علي أمة قليلة العدد ضعيفة القوة إذا تغلبت عليها أمة أشد قوة وقهرتها بقوة السلاح. وإنما العار الذي لا يمحوه كر الدهر هو أن تسعي الأمة أو أحد رجالها أو طائفة منهم لتمكين أيدي العدو من نواحيهم. إما غفلة عن شئونهم أو رغبة في نفع وقتي". فكأن الشيخ الجليل يعيش معنا الآن. ويري بعيني رأسه هذه الفئة التي تبيع وطنها. وتتواطأ ضده مع الأعداء. رغبة في نفع وقتي!!! وقد أصدر عليهم حكمه منذ ذلك الزمن البعيد!!