بدءاً من اليوم وحتي نهاية مونديال السامبا تعيش جماهير الكرة حول العالم الاثارة والمتعة الاكبر في كأس العالم مع انطلاق دور الستة عشر وما يليه من ادوار اخري وهي المرحلة التي لن يوجد فيها مكان للخاسر او هي منطقة البقاء للاقوي والافضل والمحظوظ أيضا. وتنطلق مرحلة الاثارة والمتعة والاوراق المكشوفة بمباراتين اليوم في السادسة مساء البرازيل مع تشيلي علي ملعب جوفير تادور ويليها في العاشرة مساء كولومبيا مع اوروجواي علي ملعب ماراكانا الشهير. والمونديال اليوم تحديدا هو علي موعد خاص جدا مع نجوم امريكا الجنوبية فالمنتخبات الاربعة تمثل هذه القارة المجنونة بكرة القدم والتي لا تستطيع شعوبها ان تعيش بدون الساحرة المستديرة لانها تمثل الجانب الاكبر من حياتهم بالفعل. اليوم سيستمر منتخبان من منتخبات امريكا الجنوبية ويودع آخران من المؤكد ان البطولة سوف تخسرهما لاسيما بعد الاداء المتميز لهذه المنتخبات في الدور الاول والتفوق علي المنافسين الآخرين. ويترقب الجميع مواجهة البرازيل متصدرة المجموعة الاولي وصاحبة الارض والجمهور مع تشيلي وصيف المجموعة الثانية وهي المباراة التي يخشاها الكثير من جمهور السامبا بل والمدير الفني للفريق سكولاري. وإذا كان الكلام معروفا عن السامبا التي تبحث عن اللقب السادس والوصول إلي منصة التتويج فإن تشيلي تحمل هذه المرة آمالا وطموحات غير عادية لاسيما بعد عروضها القوية في الدور الاول وتغلبها علي اسبانيا حاملة اللقب ومن قبلها استراليا وخسارتها بصعوبة امام واحد من افضل فرق البطولة حتي الآن وهو المنتخب الهولندي. لذا المواجهة لن تكون سهلة او نزهة للبرازيليين بقيادة النجم نيمار ولكنها ستشهد صراعا يصعب توقع نتيجته النهائية رغم التفوق النظري للسامبا بسبب عوامل التاريخ والارض والجمهور. ويتركز محور اداء البرازيل حول النجم نيمار صانع الالعاب والهداف ومعه اوسكار دوس سانتوس وهالك والمهاجم الصريح فريد جويديس الذي لم يسجل سوي هدف واحد حتي الان ومن علي الجانبين يقود الهجمات ثنائي الدفاع داني الفيش ومارسيللو داسيلفا فيما يتمركز الدفاع الاول في الوسط عند الثنائي جوستافو وباوليتيو. وتمثل الانطلاقات التي يقوم بها نيمار من العمق الاخطر الاكبر علي الفريق المنافس خاصة وانه يتميز بالسرعة وايضا المهارة الفنية العالية جدا وان كان من المتوقع خضوعه لرقابة شديدة اليوم من مدافعي تشيلي. ولعل هذا قد يمنح الفرصة الاكبر لظهور اوسكار وهالك بقوة في هذه المباراة خاصة اوسكار ذلك اذا تركزت المراقبة علي نيمار وابرز ما يميز اوسكار اللياقة البدنية المرتفعة جدا وتسديداته المفاجئة علي المرمي. في المقابل يملك فريق تشيلي مجموعة متجانسة من اللاعبين خاصة الرباعي مارسيللو دياز وفيدال وفيليب جوتيريزوالكسيس سانشيز ابرز نجوم الفريق وفارجاس وهم يملثوا محور الاداء الهجومي. ولكن المهمة الاثقل ستقع علي عاتق الحارس كلاوديو برافو اليوم ومدافعيه جاري ميدل وفرانشيسكو سيلفا وخاراريس وايسلا ورانجيوز وهم عليهم مواجهة مهارة نجوم السامبا. ومن خارج الخط ستكون هناك المواجهة الفنية بين صاحب الخبرة سكولاري 66 عاما المدير الفني للسامبا ونظيره الارجنتيني سامباولي 54 عاما المدير الفني لمنتخب تشيلي والفارق بينهما 12 عاما يراهن بها سكولاري علي تخطيه هذه العقبة الصعبة والتي يزيد من صعوبتها الشد العصبي والانفعالات والحماس والحساسية الزائدة عن الحد في المواجهات الامريكية الامريكية بالمونديال وفي المباراة الأخري والمتوقع ان تكون اكثر شراسة كرويا لان بين فريقين تقريبا بينهما تكافؤ كبير في كل شئ وان كانت نتائج تصفيات امريكا الجنوبية المؤهلة للمونديال الحالي اثبتت افضلية المنتخب الكولومبي الذي صعد كصاحب المركز الثاني خلف الارجنتين بفارق نقطتين فقط بينما اضطرت اوورجواي للعب في الملحق الاسيوي الامريكي مع الاردن وتغلبت كولومبيا علي اوروجواي ذهابا في التصفيات برباعية نظيفة فيما عوضت اوروجواي الخسارة الكبيرة بفوز 2/0 في الإياب. وفي المونديال ايضا هناك افضلية للفريق الكولومبي فهو تصدر مجموعته بدون خسارة بثلاث انتصارات وحصد النقاط التسع وسجل تسعة اهداف واهتزت شباكه مرتين فقط رغم غياب مهاجمه الابرز والاقوي فالكاو بسبب الاصابة قبل انطلاق المونديال بينما لم يسجل اوروجواي سوي اربعة اهداف فقط ومنيت شباكه بمثلها وحقق ست نقاط . وتؤكد الأرقام اقتراب المنتخب الكولومبي من الصعود الي دور الثمانية ولكن الاوروجواي حتي الان هي الفريق صاحب المفاجأت ففي الدور الاول اطاحت باحلام الانجليز رغم انها لم تكن الفريق الافضل وامام ايطاليا استطاعت خطف هدف التأهل قبل دقائق من نهاية اللقاء بما يعني انه فريق يجيد البحث عن النهاية السعيدة لكنه لم يفعل امام كوستاريكا الذي باغته بالمفاجأة فاربكت كل حساباته في الملعب. ومباراة الليلة يمكن أيضا الاستمتتاع باداء العديد من النجوم ففي منتخب كولومبيا هناك جيمس رودريجيز وخوان كوينتيرو وجوتييريز واجويلار وكليهما لم يشارك في اخر مباراة امام اليابان حتي يكونا جاهزين لدور الستة عشر بينما منتخب اوروجواي في مقدمة نجومه بالطبع لويس سواريز وكافاني الثنائي الهجومي القوي ومعهما رودريجز واريفالو ولوديرو و وجونزاليس.