العلماء الكبار الذين خدموا مصر وقدموا بحثهم خدمة للبشرية لا يجب بحال من الأحوال أن يتم تصنيفهم علي فصيل سياسي أو حقبه زمنية خدموا بها تحت نظام ما.. مهما كان هذا النظام ظالماً أو استبدادياً العلماء هم الذين أناورا للبشرية طريقها فلولاهم ما تقدمنا قيد أنملة.. هذه المقدمة أردت أن استشهد ببعض العلماء الذين أثروا البحث العلمي في مجال الزراعة واستصلاح الأراضي.. أول هؤلاء د.يوسف والي استاذ البساتين في جامعة عين شمس والذي استعان به نظام الرئيس الأسبق حسني مبارك وزيراً للزراعة واستصلاح الأراضي ونائباً لرئيس الوزراء.. أنا عندما اتحدث أقيم الرجل بعيداً عن ا لسياسية.. اشد بما علمت وشاهدت.. رجل بسيط كبير في علمه وبحثه اجتهد اصاب وأخطأ ولكني أقولها في حقبه عشرين عاماً تولاها أو أكثر استطاع أن يستصلح 2.7 مليون فدان في الأراضي الصحراوية.. أما حكاية المبيدات التي قتلت بحثاً في الصحف فقد أدلي العلماء بدلوهم واكدوا أنه لم يتم استيراد مبيد واحد مسرطن في كل عصور مصر سواء في عهد والي أو عهد أي وزير زراعة.. استطاع ايضا وفريق بحث علي مستوي عال أن ينهض ب"غلة" الفدان في القمح من 6 أرادب إلي 22 أردباً وسبقنا العالم كله في انتاج الأرز.. تقابلت خلال تلك الحقبه مع اساتذة كبار استفدت من علمهم وحسن خلقهم ونقلت عنهم للقاريء تجاربهم في الزراعة والارشاد.. تقابلت مع الدكتور كمال الجنزوري وقت أن كان نائباً لرئيس الوزراء ويحمل ملف سيناء وهو استاذ اقتصاد كبير المرحوم الدكتور أحمد مستجير رحمه الله العالم الكبير والموسوعة الزراعية د.سعد نصار متعه الله بالصحة والعافية والذي طور مفهوم الزراعة الحديثة وأثري المكينة الزراعية بآلاف الأبحاث والمؤلفات وتتلمذ علي يديه عشرات الباحثين والاساتذة ومازال يعطي خدمة لمصر ووطنه العزيز.. الدكتور أحمد جويلي استاذ الاقتصاد ووزير التموين الأسبق د.حسن خضر ود.عبدالغني الجندي الاستاذ بجامعة عين شمس ود.مجدي مدكور أبوالهندسة الوراثية في مصر وأكبر العلماء علي مستوي العالم.. ود.صلاح يوسف ود.صلاح عبدالمؤمن والمهندس رضا إسماعيل ود.أيمن فريد أبوحديد هؤلاء جميعاً أخلصوا وقدموا لمصركل ما لديهم ومازالوا يقدمون.. اما د.عادل البلتاجي الوزير الحالي فعندما نتكلم عنه وعن تاريخه وابحاثه نحتاج لمجلدات كي نستعرض السيرة الذاتية له.. تعرفت عليه عام 1992 عندما كان رئيساً لمركز البحوث الزراعية وكنت وقتها في طريقي للسفر إلي جامعة "الينوي" بالولايات المتحدةالامريكية في دورة تدريبية. استمرت اللقاءات مع د.البلتاجي حتي سافر إلي حلب مدير "للايكاروا" عام 1998 وتعاملت هناك معه وكان فخراً لكل مصري سفيراً فوق العادة للزراعة المصرية والعربية سابقاً لعصره في الأبحاث اعتزاز دون كبرياء لديه عزة نفس أنه مصري أفاد الجميع بعلمه الفياض عاد إلي مصر مرة أخري وأشرف علي مركز البحوث الزراعية اكتسب الجميع منه الخبرة والتواضع . عندما تمت استدعاؤه كوزير للزراعة لم يفكر لحظة أراد أن يكتب قصيدة جديدة في الصفحة البيضاء.. صفحة مصر.. قدم استراتيجية زراعية من أول يوم لقيت استحسان الجميع المواطن البسيط قبل المسئول الكبير.. متفائل بالعالم الكبير بما أعرف عنه وعن علمه وسعة صدره.. هذا الكلام اكتبه حباً لبلدي وحباً للعلماء وأنصح نفس وزملائي في كل مجالات الإعلام لا تصنفوا العلماء علي عهد سياسي معين العالم عالم حتي في عهد الاستعمار فهو يبدع ويغرد بعيداً عن السياسية فلا تصنفوهم.. وكل عام وانتم بخير بمناسبة حلول شهر رمضان المبارك اعاده الله علي الأمة الإسلامية بالخير والبر والبركات.