وسط حالة من الحزن الشديد والبكاء الهستيري وهتافات بالقصاص من عناصر الجماعة الإرهابية شيع عدة آلاف يتقدمهم اللواء محمد إبراهيم وزير الداخلية جثمان الشهيد النقيب مصطفي محسن نصار ضابط مباحث قسم شرطة 15 مايو إلي مثواه الأخير عقب جنازة عسكرية مهيبة خرجت من مسجد أكاديمية الشرطة بالعباسية وقد أصدر وزير الداخلية قراراً بترقية اسم النقيب الشهيد إلي رتبة الرائد وشمول أسرته بكامل الرعاية الاجتماعية والصحية. كان الجثمان الطاهر للضابط الشهيد قد وصل إلي مسجد الأكاديمية بالعباسية ملفوفاً بعلم مصر وكان اللواء محمد إبراهيم والدكتور جلال مصطفي سعيد محافظ القاهرة واللواء أسامة الصغير مساعد الوزير للأمن ولفيف من قيادات الوزارة متواجدين داخل مقر الأكاديمية وفور وصول الجثمان الطاهر للشهيد تم إدخاله المسجد وأقيمت عليه صلاة العصر ثم صلاة الجنازة ولم تتوقف دموع زملاء الشهيد وأفراد أسرته خلال الصلاة. عقب الصلاة تم إيداع الجثمان علي سيارة المطافي التي تقدمها حملة الورود وعزفت الموسيقات العسكرية والموسيقي الجنائزية ثم سلام الشهيد في موكب جنائزي مهيب لم تتوقف فيه صرخات الأم الثكلي والشقيقة التي ليس لها سواه والأب العاجز الذي كان تخرج الآهات من بين ضلوعه وهو يستشعر أن حلم العمر ضاع دون أن يفرح به وبدلاً من أن يقف إلي جواره في "الكوشة" يوم زفافه يسير خلف فلذة الكبد ليودعه إلي مثواه الأخير. الأم لم تقدر علي تحمل الصدمة وصرخاتها تخرج من القلب فقد رحل ابن عمرها كما تقول وتؤكد انها كانت تتمني أن تفرح به عريساً ليلة زفافه ولكنه فارقها ليكون عريساً في السماء مع حورية من الجنة وطالبت بضرورة القصاص لكل من تلوثت أيدي أعضاء الجماعة الإرهابية بالدماء الذكية لخير شباب الوطن من الضباط الذين لا عمل ولاهم لهم سوي تحقيق الأمن للمواطنين والحفاظ علي حياتهم وملاحقه كل العناصر الإجرامية والإرهابية. أكدت الأخت الوحيدة للضابط الشهيد أنها لا تعرف كيف ستكون للحياة طعم بدون مصطفي الذي كان يملؤها بهجة حولها وقال "حسبنا الله ونعم الوكيل في كل من تسبب في حرمانها من الشقيق الغالي" وقد تم نقل الجثمان الطاهر إلي مدافن الأسرة في مدينة 15 مايو بحلوان. صرح مصدر أمني مسئول بأن الأجهزة الأمنية كانت قد تلقت معلومات أكدتها التحريات عن وجود خمسة من عناصر الجماعة الإرهابية التابعين لإحدي اللجان النوعية للجماعة بمنطقة جنوبالقاهرة وأنهم من بين الذين شاركوا في ارتكاب العديد من الجرائم الإرهابية والعنف استهداف سيارات الشرطة وأبواج الضغط العالي والتخطيط لارتكاب أعمال عدائية ضد رجال الشرطة والجيش وصادر حقهم قرارات ضبط واحضار من النيابة العامة. قال المصدر إنه تم تشكيل فريق عمل من رجال الأمن العام والأمن المركزي ومباحث القاهرة وقسم شرطة التبين بعد أن تم التأكد من وجود تلك العناصر الإجرامية في السيارة رقم 5629 ماركة هيونداي بطريق الكريمات وفور اقتراب القوات من المجرمين قاموا بإطلاق النار علي القوات من بندقيتين آليتين كانتا بحوزتهم مما أسفر عن إصابة الضابط الشهيد بعدة طلقات نارية وتم نقله إلي المستشفي ولكنه استشهد متأثراً بالإصابة. أضاف المصدر أن الجناة حاولوا الفرار وتمكنت القوات من السيطرة علي الموقف وتم ضبط كل من عبدالرحمن عيسي عبدالخالق "21 سنة" دبلوم صناعي ومقيم في كفر العلو بحلوان وأصيب بطلق ناري في الصدر وآخر في اليد اليسري التي كانت تحمل البندقية الآلية وعبدالله نادر الشرقاوي "25 سنة" طالب بحقوق عين شمس يقيم في 15 مايو ومصاب بطلق ناري أسفل الرقبة وآخر في القدم واليمني ومحمود بكري عبدالكريم "29 سنة فني صيانة" يقيم بالتبين ومحمود زكريا عبدالرحيم عبدالمقصود "18 سنة" طالب بالمدرسة الفنية الصياعية بالحديد والصلب ومقيم بالتبين وعمر عبدالرءوف عبداللطيف "20 سنة" طالب بكلية التربية جامعة القاهرة ومقيم بالبساتين. قال المصدر إنه ضبط بحوزة المتهمين 23 بندقية آلية وبندقية خرطوش وكمية من الطلقات الآلية والخرطوش وقد تم نقل الإرهابيين المصابين إلي المستشفي وأودعا تحت الحراسة المشددة وترحيل باقي المتهمين إلي محبسهم وعرض الأمر علي النيابة العامة التي بدأت مباشرة تحقيقاتها بعد معاينة مكان الحادث وقررت حبس المتهمين علي ذمة التحقيقات.