أكد أساتذة القانون والقضاة وخبراء حقوق الانسان أن جرائم الاغتصاب وتكرارها في الفترة الأخيرة دليل علي انهيار القيم الاخلاقية لدي الشباب مما سبب شرخاً في المجتمع المصري بسبب غياب سمات ومفاهيم النخوة والشهامة وسلوكيات ولاد البلد الذين يحمون الفتيات بالشوارع من المضايقات والمعاكسات وطالبوا بضرورة تغليظ عقوبة الاغتصاب مع تخصيص دوائر لنظر قضايا التعرض للأنثي والتحرش والاغتصاب. طالب أساتذة الاجتماع والتربية بضرورة دراسة الظاهرة مجتمعياً وأسباب حدوثها مع تجديد الخطاب الديني وقيام المدارس والجامعات والأسرة بدورها في تعليم السلوكيات السوية للاطفال والقيم الاخلاقية والدينية وضرورة تدريس التحرش والاغتصاب في مادة بالمدارس لحماية الفتيات وتعليم الشباب عقوبة هذه الجرائم وضرورة قيام الشباب بحماية الفتيات في الشوارع من أي محاولات لهتك العرض أو التحرش وضرورة قيام الدولة بدورها في حماية المجتمع من خطر انتشار ظاهرة الاغتصاب والتحرش مع امكانية أن تحمل كل فتاة سبراي لرش مادة كاوية أو حارقة علي أي شاب يحاول اغتصابها أو التحرش بها كنوع من الدفاع عن النفس في حالة الخطر مع ضرورة صدور أحكام رادعة وسريعة لأن العدالة الناجزة تحقق الردع لمن تسول له نفسه أن يرتكب مثل هذه الجرائم الشنعاء. تؤكد المستشارة رشا محفوظ بمحكمة استئناف الاسماعيلية أن النيابات والمحاكم متخمة بآلاف القضايا منذ ثورة 25 يناير ولابد من تخصيص دوائر للنظر في قضايا التحرش وهتك العرض والاغتصاب حتي تصدر أحكام سريعة ورادعة علي الجناة في حوادث الاغتصاب التي تهز المجتمع كله. وقانون الاجراءات الجنائية ليس به لفظ التحرش ولكن الجريمة تقع تحت اسم التعرض لانثي أو هتك العرض لذلك لابد من إعادة النظر في القوانين التي تختص بجرائم الاغتصاب وهتك العرض حتي يكون هناك عقاب رادع للمجرمين وعلي المجتمع أن يواجه ظاهرة التحرش عن طريق الخطاب الديني والمدرسة والمنزل ونعلم الأطفال تقاليد الشعب المصري وننمي الشجاعة والنخوة وسمات الرجولة في الشباب لحماية الفتيات في الشوارع والمواصلات من أصحاب النفوس الضعيفة. وتضيف المستشارة رشا محفوظ ان كل فتاة تستطيع حماية نفسها بوضع بخاخة رش مخدر موضعي أو مادة تؤثر علي الأنف والعين ترش في حالة مهاجمة الفتاة أو محاولة خلع ملابسها بالقوة كنوع من الحماية الذاتية لأن حمل أي سلاح يوقع الفتاة تحت طائلة القانون وعقوبة الحبس. يؤكد الدكتور شريف كامل أستاذ القانون الجنائي بكلية الحقوق بجامعة القاهرة أن التحرش لفظ غير قانوني وليس له تعريف في قانون الاجراءات الجنائية وهو لفظ متداول إعلامياً فقط أما الحادثة البشعة التي حدثت بالتحرير هي جريمة اغتصاب وإذا تعدد الفاعلون تكون عقوبتها بالفقرة الثانية في المادة 267 والمعدلة بمرسوم بقانون رقم 11 لسنة 2011 وهي الإعدام شنقاً ومصر بحاجة لقانون جديد لمواجهة التعرض للانثي والاغتصاب وترقيع القوانين لن يفيد وقانون الاجراءات الجنائية الحالي ليس به لفظ التحرش ولكن توجد جريمة هتك عرض انثي بالقوة أو بغير القوة فهي جناية عقوبتها الحبس. وأوضح الدكتور شريف كامل أن حل مشكلة جرائم الاغتصاب ليس في تغليظ العقوبة فقط وسرعة القصاص من الجناة ولكن المشكلة أخلاقية ولها بعد اجتماعي يرجع لسلوكيات الجناة والمدرسة والمنزل والمؤسسات الدينية والاعلامية والنوادي ومراكز الشباب لابد ان يكون لها دور في مواجهة جرائم التحرش. يوضح عبدالغفار شكر نائب رئيس المجلس القومي لحقوق الانسان أن المجلس أعرب عن أسفه واستنكاره الشديد لجريمة الاغتصاب التي ارتكبت في ميدان التحرير حيث أصدر بيانا للرأي العام يطالب فيه بتقديم المتهمين لمحاكمة عاجلة ليكونوا عبرة لغيرهم وضرورة توقيع عقوبة رادعة عليهم. توضح الدكتورة سوسن فايد أستاذ علم النفس السياسي بالمركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية أن جريمة الاغتصاب أو التحرش هي جرائم أخلاقية واجتماعية قبل ان تكون جرائم جنائية وما حدث في ميدان التحرير من اغتصاب هو سلوك جماعي ممنهج مقصود به توصيل رسالة أن الأمن غير موجود وأيضا تخويف للمرأة حتي لا تنزل للشارع ولا تشارك في أي أحداث سياسية سواء التصويت في الانتخابات أو الاحتفال مع الرجال في الميادين مع تشويه الاحتفالات بتنصيب الرئيس السيسي. وهناك طرق لعلاج مشكلة حوادث الاغتصاب أهمها تجديد الخطاب الديني واتفاق المؤسسات التعليمية والمنزل والنوادي والمساجد علي تعليم القيم الدينية الرفيعة وحماية الفتيات والتعفف وعدم النظر للمرأة من الناحية الجنسية فقط واهتمام الرئيس بالحادث دليل علي أن المجتمع المصري يتألم من هول كارثة اغتصاب الفتيات ودليل علي أن القانون سيطبق علي الجناة بكل حزم وقوة لحماية المجتمع من أمثالهم. تؤكد الدكتورة محبات أبو عميرة أستاذ العلوم التربوية بكلية البنات جامعة عين شمس أن جرائم الاغتصاب تسبب شرخا في المجتمع وتؤثر علي سمعة مصر بالخارج ولها مردود سيئ علي السياحة ولابد من تغليظ عقوبة جرائم التحرش وجرائم الاغتصاب خاصة أنها لم تصل إلي حالة الظاهرة في مصر و عربات السيدات في مترو الأنفاق مهما كانت مزدحمة مع تكوين دوائر من السيدات في أماكن الاحتفالات أو الاعياد بالشوارع مع البعد عن أماكن تجمع الرجال بقدر الامكان .