كأن السنوات التي قضاها أسيرا خلف القضبان والتي كان العمر ثمنا لها وضياع الشباب. والتي كان العذاب فيها للروح قبل الجسد لم تكن كافية له كعقوبة. بل كان المحزن والمؤلم عقوبته أيضا في مصدر رزقه. عطية عبدالرحيم علي فرغلي صورة من صور فساد النظام السابق واستخدام القسوة المفرطة ضد أبناء الشعب الذين لم يرتكبوا إثما ولا جريمة وكانت كل القضايا الوهمية التي زجوا به بها خلف القضبان من نسيج خيال الأجهزة الأمنية التي راحت تكيل الاتهامات دون وجه حق وتعتقل من تشاء بأي تهم تناسب ما يتراءي لها من تلفيق وغيرة. بطل قصتنا هذه دفع الثمن غاليا لتجاوزات هذه الأجهزة بسنوات من عمره خلف القضبان حيث اعتقل عام 1992 وكان عمره عشرين عاما وخرج من المعتقل 2004 وكان عمره 32 عاما. يقول عطية انني رغم كل هذه السنوات التي قضيتها خلف القضبان لم أعرف التهمة التي بسببها زج بي خلف القضبان ولم تحرر لي قضية. وخرجت من سنوات الاعتقال بالعديد من الأمراض حيث كانت أماكن الاعتقال كريهة ووحشية ورطبة تساعد علي نمو الحشرات والفطريات بالجسد فالكثير من المعتقلين قد أصيبوا بالأمراض الجلدية والصدرية وغيرها. أما اصابتي أنا كانت مرضا مزمنا ألم بجسدي خلال سنوات الاعتقال. حيث أصبت بخشونة بالركبتين اللتين لم تعودا تتحملان جسدي بصورة طبيعية فلم استطع الوقوف طويلا أو السير لمسافات حتي ولو كانت عادية مما أثر علي حياتي العملية فلم أعد أقوي علي العمل خاصة انني مازلت في ريعان الشباب بل انني رجل معيل متزوج ولدي أسرة مكونة من زوجتي وابنتي هاجر ومريم. بالاضافة الي والدتي المسنة وليس لي أي مصدر دخل أو باب رزق أقتات منه أنا وأسرتي مما جعلني دائم البحث عن عمل يناسب ظروفي الصحية التي تدهورت رغم انني في ريعان شبابي وهو ما أسكن في قلبي الألم وخيم علي الأسرة جو من الأحزان لأنني عاطل بل مريض يحتاج الي علاج وهو ما أصابني بالانكسار وتدهورت حالتي النفسية حتي زف الينا أحد الأخوة ان باب الفرج بات وشيكا وان معاناتي مع العمل سوف تنتهي لاسيما ان العمل سوف يكون في وزارة الأوقاف حيث أعلن عن مسابقة لتعيين مقيمي شعائر ومؤذنين وعمال للمساجد علي مستوي محافظة سوهاج علي الدرجة السادسة خدمات دينية وعليه تقدمت بأوراقي والمستندات المطلوبة لمديرية الأوقاف بسوهاج عام 2006 وتم عقد لجنة للامتحان للمتقدمين وقد وفقني الله انني اجتزت الاختبارات وكنت من الناجحين حيث تم اعتماد محضر لجنة شئون العاملين بمديرية أوقاف سوهاج من قبل وكيل الوزارة بتعيين 125 مؤذنا علي الدرجة السادسة خدمات دينية بمربوط "35" جنيها مضاف اليها العلاوات الخاصة لأعوام 87 وحتي 2002 وذلك من تاريخ اعتماد المحضر علي أن تصرف مستحقاتهم المالية اعتبارا من تاريخ مباشرة العمل وعلي قسم شئون العالمين بالمديرية تنفيذ هذا القرار واخطار الجهات المختصة بصورة منه. يقول عطية علي فرغلي صدر قرار تعييني بمديرية أوقاف سوهاج رقم 47 لسنة 2008 بتاريخ 4/2/2008 واجتزت الاختبارات التي أجرتها المديرية بنجاح وتم تسليمي خطاب مباشرة العمل الذي تم توجيهه الي مدير شئون العاملين أحمد برقي والموظف فرغلي عبدالحميد حسن اللذين رفضا قيامه بالعمل بحجة أمنية. تساءلت عن السبب فأكدا لي ان رئيس مباحث مكتب أمن الدولة بطما طلب عدم تسليمك العمل وعليه تم حرماني من التعيين بمكالمة من ضابط أمن الدولة.. علما بأنه صدر لي قرار التعيين وان قرارات التعيين كما هو معلوم لا تصدر الا بموافقات الجهات الأمنية الكبري فهل يعقل ان يتوقف مصير أسرة ومصدر رزقها علي مجرد مكالمة تليفونية وعليه قمت باللجوء الي جميع الجهات والاستغاثة بجميع المسئولين فلم أجد حلا لمشكلتي حتي الآن وهو ما دعاني الي رفع قضية في القضاء الاداري عام 2008 والتي لم يحكم فيها بعد وذلك للحصول علي حقي وحق أسرتي.. استغيث بالمجلس الأعلي للقوات المسلحة والدكتور عصام شرف رئيس مجلس الوزراء والدكتور محمد الحسيني وزير الأوقاف مساعدتي في استلام عملي!