انتهي مولد الانتخابات الرئاسية بحسناته الكثيرة. ومساوئه القليلة.. وبعد أسبوع تقريباً يؤدي المشير عبدالفتاح السيسي اليمين الدستورية ليبدأ مهامه رسمياً. هذه الانتخابات الأهم في تاريخ مصر الحديث أفرزت حقائق ومعاني لا يجوز إغفالها بأي حال. إذا كنا نريد الخير فعلاً لهذا الوطن.. وإذا كانت الانتخابات قد حررت شهادة وفاة لحقبة زمنية قصيرة هي الأسوأ فإنها أيضاً أصدرت شهادة ميلاد لمستقبل واعد بشرط التحديد الدقيق للتحديات التي يجب التعامل معها فور حلف اليمين. * أولاً.. الحقائق والمعاني: 1- قناعتي الشخصية أن حمدين صباحي لم يُهزم.. بل الإخوان وأذرعتهم القذرة هم الذين هُزموا. ومُسح بهم الأرض في هذه الانتخابات.. فالرهان أساساً كان علي مصر واستردادها ممن خطفوها بليل.. والشعب وجد في المشير السيسي "وحده" الفارس الوطني والقوي والشجاع. الذي يستطيع أن يسترد البلاد من بين أنياب الإخوان. فكلفه بالترشح والقيادة. وكان الرجل كالعادة علي مستوي المسئولية. 2- إن الإخوان إذا كانوا قد هُزموا في هذه الانتخابات بصفة عامة. فإنهم انسحقوا في محافظاتهم.. وخير مثال علي ذلك اكتساح السيسي في الدقهلية "محافظة خيرت الشاطر". وفي الشرقية "محمد مرسي" والغربية" المرشد "محمد بديع"" وأسيوط "سيد قطب" والبحيرة "حسن البنا" بخلاف الإسكندرية التي تكتظ بقيادات الصف الأول للإخوان. 3- إن نسبة المشاركة في الانتخابات تجاوزت 48% وهي نسبة تتعدي مثيلاتها في كثير من الدول العتيدة في الديمقراطية. مما ينسف تماماً التخاريف والأكاذيب الإخوانية بأن الشعب قاطع الانتخابات. 4- إن لهجة السيسي الصارمة في أنه ليس مديناً لأحد. ولن يعطي أحداً ما لا يستحق. وأن رجال الأعمال أخذوا الكثير من البلد. وحان الوقت ليسددوا لها جزءاً مما أخذوه هذا الكلام جعل هؤلاء ومعهم رموز الحزب الوطني الذين أرادوا التسلق علي حسابه. يبتعدون عن اللجان كنوع من الانتقام.. ورُبّ ضارة نافعة. حيث كان ابتعادهم سبباً رئيسياً في زيادة نسبة الإقبال. 5- أثبتت محافظة المنوفية أنها مقصلة الإخوان.. وكما ضربت المثل في صفع محمد مرسي خلال انتخابات 2012. كانت الأعلي تصويتاً للمشير السيسي بنسبة تعدت 70%. 6- إن المرأة كانت رمانة الميزان في هذه الانتخابات. مثلما كانت في ثورة 30 يونيه.. وكلكم شاهدتم لجانها في كل أنحاء مصر.. ولابد من إعادة النظر في وضع المرأة بالبرلمان. وكافة مؤسسات الدولة. وفي تشكيل الحكومة القادمة أيضاً. 7- إن الشباب الذين اعتمد عليهم صباحي في حملته خذلوه بقلة خبرتهم. وأخطائهم السياسية الفجة. مما جعل الكثيرين ينصرفون عنه. حتي أنه خسر في مسقط رأسه. 8- من المتوقع أن يفوز السيسي بأكثر من 96.5% وهي النسبة الأعلي في سباقات الانتخابات علي مستوي العالم. 9- هذا الفوز بهذا الاكتساح هو "صفعة" علي وجه الغرب عامة. وأمريكا خاصة. وكذلك تركيا وقطر.. بالمناسبة.. أين قناة الجزيرة من كل هذا؟!!.. خرجت ولم تعد!! 10- إذا كان السيسي قد أشاد بصباحي وقال عنه إنه قدَّم أداء محترماً يستحق عليه التقدير. وهي لفتة تحسب له.. فإن صباحي خانه الذكاء. أو الغرور. حين اعترف بالخسارة. ولم يهنئ السيسي بالفوز. وهي سقطة سياسية ما كان يجب أن يقع فيها.. ولكن إحقاقاً للحق. فقد كان شجاعاً عندم استمر حتي النهاية رغم يقينه بأنه خاسر وبفداحة. وأن المنافسة منعدمة وأشبه ما تكون بمباراة بين البرازيل وكفرالبطيخ!!! * ثانياً.. التحديات: 1- يجب علي "الرئيس" السيسي أن يختار فريقه الرئاسي بكل دقة. وأن يبتعد تماماً عن الوجوه القديمة التي ملَّها الشعب. والكثير من أفراد حملته. خاصة الذين أساءوا إليه بسبب عدم الخبرة والرعونة في الأداء. 2- عليه أن يرتب ملفات القضايا التي سيتعامل معها.. الأهم فالمهم.. وأري أن أول ملف يجب أن يفتحه فوراً هو "نسبة عدم المشاركة" التي تجاوزت 50% من عدد من لهم حق التصويت.. صحيح أن النسبة لا تعني أبداً أن نصف الشعب يرفضه. كما يصور ويكذب الإخوان.. لكنه يعني حتماً أن هناك مشكلة لابد من حلها.. والحل يجب أن يكون بإجراء حوار موسع يشارك فيه خبراء متميزون ومحايدون. 3- لا يعنيني أبداً عدد من أبطلوا أصواتهم. فكلنا يدرك تماماً أن غالبيتهم من التيار الإسلامي عامة. والإخوان خاصة. مهما كذبوا وزعموا بأنهم قاطعوا. والباقي ممن يرفضون المرشحين معاً لأسباب شخصية. أو لقصر نظر. أو لعدم فهم. أو لعنجهية فارغة. 4- هناك ملفات كثيرة ملحة.. وهي نوعان.. الأول: خاص بالبلد. مثل الأمن ومكافحة الإرهاب ومياه النيل. ودعم العلاقات الدولية.. والثاني: المشاكل والمطالب الجمعية للناس كالتعليم والصحة والكهرباء والإعلام والحريات بوجه عام. و"عودة الأخلاق". وإسكان الفقراء. والقمامة. والحدين الأدني والأقصي للمرتبات والدخول.. والتعديات علي أراضي الدولة والنيل.. وفساد المحليات. وغيرها من القضايا الشائكة. التي لابد أن يبدأ الرئيس في فتح ملفاتها عقب حلف اليمين. لأن القادم أهم وأخطر. إنها قراءة سريعة في الانتخابات الرئاسية. أوجزتها لضيق المساحة.. في حين أن كل بند فيها يحتاج إلي مجلد. ودراسة متأنية. حتي يكون طريقنا نحو المستقبل ممهداً وواضحاً ومحدداً. مبروك لمصر تولي ابنها المشير السيسي مقاليد الحكم.. وكل التوفيق لحمدين صباحي في صفوف المعارضة. كلام.. في الحب: * الإلحاح في طلب الحب.. تسول!! * لا تبحث عن شخص تحبه. فيجعلك عبداً.. بل ابحث عن شخص يحبك. فيجعلك ملكاً. * لا تشغل بالك كثيراً.. مهما كنت مثالياً ستجد من لا يحبك.. حتي الملائكة. تكرهها الشياطين. * لا تناقش "العاشق" ولا "المتعصب".. الأول قلبه "أعمي". والثاني عقله "مغلق". * للحب رسائل لا تُقرأ بالعين. ولا تُسمع بالأذن.. ولكن تُحَس بالقلوب.