إذا لم يكن الربيع الذي نعيشه الآن هو ربيع إسرائيلي بامتياز.. فماذا يكون إذن؟! خدعونا بقولهم: الربيع العربي.. وربيع السنة هو أفضل فصولها. ولم تر إسرائيل في عمرها القصير 66 عاماً ربيعاً كذلك ولا أفضل من ذلك الربيع الذي مر عليها في السنوات الثلاث الأخيرة. ولا يخفي علي أحد ان الجارة اللدودة منذ نشأتها وهي تتوجس من جيرانها شراً. ولا تأمن جانبهم. وتعقد معهم المعاهدات ولكنها تتوجس منهم خيفة! وإسرائيل منذ نشأتها وحتي انقشاعها ظلت وستظل في كامل عتادها وقوتها ومع ذلك فلم تذق طعم النوم.. تنام وعيناها "مفنجلتين" الغادر لا ينام يتوجس شراً من الآخرين. في سنوات الربيع العربي أعتقد ان إسرائيل ذاقت النوم ولا ننسي ان إسرائيل في السنوات التي سبقت الربيع كانت تشعر بغصة. مع كسرة نفس وذلة مقرونة بهوان بسبب ما جري لها في حربها الأخيرة مع حزب الله. وإذا كانت إسرائيل تعيش ربيعاً الآن. فإنها عاشت ربيعاً آخر من قبل.. حين فتح الله علي جيرانها لزعماء استحلوا ركوب شعوبهم ودلدلة أرجلهم في تونس ومصر وليبيا واليمن وسوريا بالطبع.. إلي أن حدثت واقعتا بو عزيزي في تونس وخالد سعيد في مصر فاكفهرت سماء الشعوب وأمطرت بثورات هرب فيها بن علي وتنحي مبارك.. والقذافي من فرط سذاجته واستعباده لنفسه لم يصدق! وبعض من يسمون عرباً كقطر يلعبون في الماء العكر.. والإسلام السياسي بدا متلمظاً من جوع قديم لالتهام فريسته التي جاءته علي استحياء وأصبح الربيع ربيع المتأسلمين.. سرقوه جهاراً نهاراً.. جاءوا ليقطعوا يد السارق فقطعوا أيدي المسروقين لا السارق! وفجأة والإسلام السياسي يعيش السكرة وينسي الفكرة وإذا به يتذكر ان سوريا لم تسقط ثمرتها بعد. فانقضوا عليها ذئاباً جائعة يتقدمهم التركي رافع الراية. وكل من يذهب ليحارب في سوريا يشهد أن لا إله إلا الله وان حزب الله عدو الله.. من المستحيل أن تكون إسرائيل خططت لذلك.. ولو فعلت لما كان ما كان أفضل مما كان! ومع ان الربيع ربيع إسرائيل.. ولأن اللعبة تتم بلا قواعد. فإن المفاجآت واردة. وقد ينقلب السحر علي الساحر وما كان ربيعاً اليوم.. خريف غداً هكذا الحياة! * هكذا مصر دورها رائد وقائد في محيط أمتها.. والعرب يعرفون ذلك.. إلا دويلة بعينها بلا تاريخ أو ثقافة حتي انها اختارت اسمها من اسم شاعر قديم يسمي القطري بن فجاءة.. هذا هو تاريخها كله لا تاريخ! أينما دارت مصر يدور العرب.. وما يحدث في ليبيا الآن خير مثال الشعب المصري رفض حكم الإخوان الظلام.. وليبيا بقيادة رجالها الأبرار ومنهم اللواء خليفة حفتر يرفضون الذل والإهانة أيضا. *الثقة كبيرة في هذا الشعب المصري العظيم. في انه سيعبر عن نفسه غداً وبعد غد بأحسن ما يكون التعبير... المصريون في الخارج الذين خرجوا في طوابير طويلة للإدلاء بأصواتهم هم أبناء هذا الشعب الطيب العريق.. وإن غداً لناظره قريب.. سوف يسجل الشعب مستقبله بأحرف من نور..