إذا كان هناك بعض الزوجات يشكون بخل ازواجهن فإن هناك علي الجانب الآخر بعض الزوجات يغضبن من تبذير واسراف ازواجهن وانفاق ما في جيوبهم دون تخطيط أو حساب لما قد يخفيه القدر لهم في المستقبل وهو ما يتسبب في مشاكل عديدة داخل الأسرة قد تؤدي إلي الطلاق أو الخلع. كيف تواجه الزوجة تبذير واسراف زوجها وما هي النصائح التي يوجهها الخبراء للزوجة للتعامل مع الزوج المبذر؟! تقول الدكتورة سماح حمدان - رئيس قسم الأسرة والطفولة بجامعة حلوان: الزوج الذي اعتاد الصرف ببذخ وبدون أي مسئولية لأن والديه عوداه علي ذلك ولم يحاسباه علي هذا السلوك .. نجده يزهو ويفخر بين أصدقائه بأنه كريم وهو في الحقيقة مبذر ومسرف. أضافت أن تغيير سلوك هذا الرجل يحتاج وقتاً لذلك علي الزوجة ألا تيأس وأن تحرص علي مناقشته في ميزانية البيت وأن تدون في أجندة خاصة الايرادات والمصروفات وما يتبقي يتم ادخاره وأن تقنع زوجها بأهمية الادخار لتوفير احتياجات الأولاد في مستقبلهم وبذلك يكون لدي الزوج مساحة محدودة للانفاق. تتفق معها في الرأي الدكتورة هناء المرصفي - أستاذ علم الاجتماع بكلية البنات جامعة عين شمس: مؤكدة علي أن الزوجة الحكيمة هي التي تهتم بشئون زوجها فتبادر بالحديث معه حول ضرورة الاقتصاد وعدم التبذير. أكدت علي أن حل هذه المشكلة بالمشاركة والمصارحة لأنها أساس نجاح الحياة الزوجية وبدونها يشتعل البيت بالخلافات والمشاكل. أشارت أن الزوجات غير الحكيمات يلجأن إلي تشجيع أزواجهن لتبذير أموالهم في سفاسف الأمور حتي يقل مالهم وبالتالي يصرفون النظر عن إنفاق المال فيما يغضب الزوجة ولكن الزوجة حينما تفعل ذلك فإن لسان حالها يقول علي وعلي أعدائِي فهل يعتبر الزوج عدواً لها؟! أضافت أنه من المفيد أن تحرص الزوجة علي وضع ما يدخر من المال شهرياً في حساب علي شكل وديعة وأن تصرف بعد عام أو عامين أو أكثر من ادخارها وبالتالي لن يستطيع الزوج سحبها إلا بعد انقضاء الفترة المحددة والتي تحتاج الأسرة صرفها إلا عند الضرورة. شخصية أنانية تري الدكتورة راندا رزق - أستاذ مساعد بالاعلام التربوي بجامعة القاهرة ورئيس أكاديمية الدعم الفني للمجتمع المدني: أن مثل هذا الزوج يعتبر شخصيته أنانية حيث يعتبر التبذير نوعاً من الوجاهة الاجتماعية في حين أن البيت يكون في حاجة إلي كل قرش خاصة في ظل الظروف المتغيرة والتي تحياها واحتياجات الأولاد المتزايدة. أشارت أنه علي الزوجة عبء كبير في تغيير مسار هذا الزوج بأن تؤكد حرصها علي ادخار جزء من المال كل عام لمواجهة اعباء الحياة مستقبلا والتأكيد علي أن مثل هذه الأموال المدخرة تكون سنداً للأسرة كلها وداعمة لمسيرتها تحسبا لأي مفاجآت مستقبلية قد تلم بها فإذا حدث ومرض أحد أفراد الأسرة واحتاج لإجراء عملية دقيقة تتكلف مبالغ كبيرة من سيتدبر أمرها أن لم يكن للعائلة أموال مدخرة. أضافت أن علي الزوجة أن تبتكر أفكاراً جديدة بحيث تستطيع إنفاق الأموال علي أشياء مفيدة للأسرة كلها. أما الدكتورة عزيزة الحمامصي - رئيس جمعية خريجات الجامعة فتؤكد: علي الزوجة ألا تفرح باسرافه وبذخه.. لأن الأيام متقلبة وعليها أن تقنعه بأن الاحتفاظ بالمال يكون بمثابة تأمين للمستقبل. تري الدكتورة سامية خضر- أستاذ علم الاجتماع بجامعة عين شمس: أن الزوج غالبا ما يكون مبذراً خارج المنزل وبخيلاً داخل المنزل ومع أسرته ويرفع شعار "أنا وبعدي الطوفان". أشارت إلي أن مثل هذا الزوج تعود علي الانفاق ببذخ قبل الزواج لأنه لم يكن مسئولاً عن أحد وعلي الزوجة أن تقنعه بأنه أصبح مسئولاً عن أسرة وأن الأيام دوارة كما يقولون وعليه أن يتوقف عن التبذير وفي نفس الوقت لا يكون بخيلاً.. لأن خير الأمور الوسط. أشارت إلي أنه من الأفضل أن تتفق الفتاة قبل الزواج مع خطيبها علي عدد من القواعد الكفيلة بنجاح حياتها الزوجية علي رأسها عدم التبذير والحرص علي ادخار مبالغ مالية تكون سنداً قوياً لأسرة في المستقبل. تقول الدكتورة زينب شاهين - أستاذ علم الاجتماع بالجامعة الأمريكية: إن علي الزوجة أن تكون وزير مالية الأسرة فهي التي تضع الميزانية وتطلع عليها كل أفراد أسرتها حتي تسير الحياة بدون مطبات قاسية. تؤكد الدكتورة اجلال حلمي - أستاذ علم الاجتماع الأسري بجامعة عين شمس: من أهم أسباب حب الرجل للتبذير حب المظاهر والتباهي أمام الغير والانانية المفرطة دون تحسب للزوجة والابناء ومستقبلهم. أكدت أنه علي الزوجة ألا تفرح بزوجها المبذر بل يجب أن ترفض هذا السلوك حتي لا تدفع الثمن عند أي ضائقة مالية. مع السيدات تقول غادة أحمد - محاسبة بأحد البنوك الخاصة إنها تزوجت من زميل لها بالبنك ويتقاضي مرتباً يضاعف مرتبي مرتين وأكثر.. ولذلك هو من محبي الانفاق علي نفسه وعلي أصدقائه .. وتقريباً مرتبه لا يشارك به في المنزل إلا بجزء ضئيل.. فهو يهتم بالمظاهر جداً بين الأصدقاء من تغيير السيارة التي جددها أكثر من 3 مرات. وأنا أنفق عي المنزل وأدفع المصروفات الخاصة لابني في إحدي المدارس الدولية وهكذا .. وعندما اطالبه بالمشاركة معي في هذه المصروفات يترك المنزل. تؤكد رحمة عبدالله - مدرسة بإحدي المدارس الخاصة إنها تعاني من زوجها المبذر حيث يعمل مهندساً معمارياً وينفق ببذخ علي نفسه وعلي أسرته ووالده ووالدته وعندما واجهته بأن يدخر جزءاً من المال من أجل أفراد الأسرة وخاصة أن لدينا 3 أولاد في مراحل التعليم المختلفة الابتدائي والاعدادي والثانوي.. فغالبا أنا أتولي جميع نفقات المنزل ويساعد بجزء ضئيل من مرتبه .. ولذلك طالبت بتدخل أسرتي فإنه بدأ يختلق المشاكل وأصبح أكثر عنداً ولم يشارك في نفقات المنزل.. وعلي خصام دائم مع أسرتي لأنهم عاتبوه.. ونصحوه بأن يشارك في مصروفات المنزل من أجل أولاده أو لمواجهة أزمات الحياة ولكن دون جدوي!! تضيف فادية جودة - ربة منزل: أنا متزوجة منذ أكثر من 25 عاماً وزوجي بالمعاش وكان يعمل موظفاً بسيطاً .. لكن استطعت أن أغير منهجه في الحياة لأنه كان ينفق ببذخ إلي حد ما فأصررت علي أن نعمل ميزانية للأسرة وخاصة وأن لدينا 3 بنات استطعت زواجهن دون اللجوء لأحد حيث تفاهمت معه علي أن يشارك بكل قرش من أجل بناته وأصبح ينفق نفقات بسيطة في أضيق الحدود بعد أن كان ينفق ببذخ.