شبرا بالاس وهوليود وحديقة النصر والشرق والكورسال وفانتزيو. وأخيرا سينما مصر تلك هي السينمات التي تحولت من دور عرض سينمائي إلي أنشطة تجارية أو سكنية خلال السنوات القليلة الماضية. في البداية يقول أديب فاروق مدير مجمع سينما روفلي: المسألة أصبحت الآن تجارية باحتة فقد بدأت فكرة تحويل دور العرض إلي أنشطة أخري قبل الثورة ثم زادت بعدها مثل "سينما مصر بشارع الجيش التي هدمت وتحولت إلي برج سكني وكذلك سينما هوليود التي حملت اسم الراحل فريد شوقي ثم تحولت ايضا إلي برج سكني وسينما الكورسال التي تحولت إلي محلات ملابس بوكالة البلح" مشيراً إلي أن معظم دور العرض التي انهارت في الفترة الأخيرة دور عرض الدرجة الثانية ومازالت الدرجة الأولي نوعاً ما بما كانت عليه منذ سنوات. واصل أديب قائلاً: مكسب المنتج الحقيقي لا يقتصر فقط علي دور العرض فعلي سبيل المثال فيلم "زهايمر" للفنان عادل إمام كانت تكلفته حوالي 30 مليون جنيه حصل منها الزعيم علي 15 مليوناً إلي جانب باقي فريق العمل وإيجار الأماكن والاستديوهات ومن المنطقي أن عرض الفيلم في السينما لم يتحصل علي هذا المبلغ لذلك يعتمد المنتج علي بيع الفيلم للفضائيات حصري أول وتاني وهكذا. أوضح أن قانون دور العرض ينص علي أن أي سينما لا يجوز أن تهدم أو تعمل في نشاط آخر ولكن للأسف هذا القانون لا يطبق بشكل فعلي. هاني جبر وكيل سينما أوديو قال: في الفترة الحالية لا يوجد سوق للسينما والسبب في ذلك أن الإنتاج السينمائي الضئيل لا يستطيع أن يغطي دور العرض الكبير وأدي ذلك إلي تقلص السيولة المادية لدي أصحاب تلك الدور مع الإبقاء علي مصارفهم التي تزداد يوماً بعد يوم في ظل غلاء الأسعار. أضاف جبر: من أكثر البنود التي ترهق أصحاب دور العرض مادياً فواتير المياه والكهرباء بالإضافة إلي العمالة وقد أدي إغلاق دور العرض إلي تغيير خارطة السينما في مصر التي كانت تراثاً حضارياً وله تاريخ خاصة سينمات وسط البلد التي كانت متنفساً لسكان القاهرة. يقول أسامة الرشيدي مدير عام شركة مصر للصوت والضوء والسينما: دور العرض بشكل عام تأثرت في السنوات الثلاث الأخيرة بسبب قلة إقبال الجماهير عليها وهو ما أدي إلي عزول المنتجين عن الإنتاج باستثناء السبكي. بعد ذلك واجهت دور العرض أزمة الخصخصة فحاول بعض المنتجين والموزعين شراء تلك الدور ولكنهم فشلوا في إدارتها لأنها خارج نطاق اختصاصاتهم . أضاف: سينما دولي كانت مؤجرة من شركة الصوت والضوء لمدة ثلاث سنوات ولكن من أجرها لم يستطع إدارتها بالشكل المناسب فقام بتخصيص جزء من مدخلها لعمل كافيه وابقي علي نشاطها الضئيل. وهذا بالطبع يخالف القانون. ولكن الظاهرة الغربية التي انتشرت في الفترة الأخيرة هو اختفاء دور عرض الدرجة الثانية. فبعد أن كان الفيلم يعرض في سينمات الدرجة الأولي لمدة أسبوعين ثم ينتقل إلي سينمات الدرجة الثانية اختفت الأخيرة وأعتقد أن السبب الرئيسي في ذلك هو قرصنة الإنترنت التي تسرق الأفلام.