مازالت نقابة المهن الموسيقية.. تماما مثل مثيلاها بقية النقابات الفنية - التمثيلية والسينمائية والتشكيلية - في حالة الغيبوبة التي اصابتها منذ سنوات.. وبسببها لا تحتفي ذكري الرواد الذين ساهموا في ازدهار الفن.. ليس في مصر فقط ولكن في الوطن العربي.. ولذلك لم يشعر جهابذة نقابة الموسقيين بأن اليوم - الخامس من مايو - تحل ذكري أول مطرب غني في الاذاعة المصرية يوم افتتاحها عام 1934 وهو "صالح عبدالحي".. هذا المطرب الكبير الذي تمتليء مكتبة الإذاعة بحوالي 450 أغنية بصوته سجلها علي مدي 21 سنة قضاها في عالم الغناء.. والله أعلم.. هل مازالت هذه الأغنيات أو بعضها موجود.. أم اختفت مثل غيرها من "الكنوز" الإذاعية التي لم نعد نسمعها؟! اسمه الحقيقي صالح عبدالجواد خليل.. من مواليد 16 أغسطس عام 1896 في حي الحنفي بالقاهرة.. واطلق عليه اسمه الفني حبا في خاله.. المطرب عبدالحي حلمي.. شقيق والدته والذي ورث عنه حب الفن وحلاوة الصوت.. بدأ بتقديم فن الموال الذي جذب الجماهير إلي صوته مما حقق له شهرة واسعة ثم اتجه إلي الاغنيات ومن اشهرها: آن وقت الرحيل. ليه يا بنفسج. يا ريت في قدرتي وفي امكاني. بحر الصبابة بنار البعد عديته. اهجر وزيد في جفاك. تسلم أرضك يا فلسطين. واصل صالح عبدالحي مسيرته وأصبح منافساً لكبار المطربين في عصره أمثال: زكي مراد - والد ليل مراد - وعبداللطيف البنا ومحمد سالم وأحمد فريد والسيد الصفطي وأحمد جابر.. كما استطاع القيام بالبطولات في المسرحيات الغنائية مع فرقة سلطانة الطرب منيرة المهدية خلفاً لمحمد عبدالوهاب بعد ان ترك الفرقة وبمرور الأيام تعلم علي يديه العديد من المطربين الذين لمع نجمهم ومن بينهم: إبراهيم حمودة ومحمد عبدالمطلب.