كتب : مصطفى حمزة مع اقتراب الذكرى 91 لميلاد الموسيقار محمد الموجى جدد ورثته وعلى رأسهم الموسيقار يحيى الموجي رغبتها فى تحقيق محافظة القاهرة لحلم المبدع الراحل بإطلاق إسمه على الشارع الذى عاش فيه بالعباسية، وخاصة أن ذلك لايتعارض مع أي رمز تاريخي أو ثقافي، حيث يحمل الشارع اسم "براد الشاي" ولد الموجي في الرابع من مارس العام 1923 في احدى قرى مركز بيلا في محافظة كفر الشيخ، وكان والده من هواة الموسيقى ويعزف على العود ،اما عمه ابراهيم امين فقد كان يقتني مكتبة موسيقية ضخمة تضم تسجيلات لعمالقة الفن الاوائل امثال الشيخ يوسف المنيلاوي، عبدالحي حلمي ،أبو العلا محمد ،صالح عبدالحي ،سيد درويش ،سيد الصفطي ،أم كلثوم، وعبدالوهاب. وكان الموجي يميل الى الغناء وهو في سن مبكرة، ورغم حبه للموسيقى الا ان والده كان يؤهله للاشتغال في الزراعة، وألحقه بالفعل في مدرسة الزراعة المتوسطة، ومع ذلك لم تنقطع صلة الموجى بالعود الذي كان رفيقه في كل رحلاته، كما انه كان يغني على نغماته في سهرات زملائه واصدقائه خلال فترات اجازاته. وفي العام 1948 وصل الموجى الى القاهرة بناء على نصيحة الملحن فؤاد حلمي الذي تحمس لمواهبه الفنية، وفي العام 1949 تقدم إلى الإذاعة، ولم يوفق فى الغناء أو التلحين بأ ختبارات لجنة الاستماع ، وعمل عد ذلك في فرقة صفية حلمي الأستعراضية. حيث كان يغني بمصاحبة عوده ويقوم بتلحين بعض الإسكتشات ،وهناك تعرف على اثنين من شعراء الاغنية هما على بحيري وسمير محبوب الذي كان زميلاً له في مدرسة الاهرام، وشجعاه على انشاء ملهى خاص ينفذ من خلاله افكاره الموسيقية المتجددة، وامده والده بالمال وأنشأ ملهى البوسفور في ميدان باب الحديد، وتعرف في هذا الملهى على المؤلف الموسيقى فؤاد الظاهري الذي تولى تدريب صوته على آلة البيانو، وفي هذا الملهى غنت من ألحانه المطربة زينب عبده "صافيني مرة" التي غناها عبدالحليم حافظ فيما بعد و"باكتب على جوابات" التي غنتها ليلي مراد، ولكنه فيما بعد إضطر لإغلاق الملهى البوسفور ،و جرب حظه ثانية مع الاذعة فتقدم وادى الامتحان امام لجنة الاستماع ،وغنى بعض ألحانه، ثم بدأمشوارة مع الاذاعة ملحناً في الاركان الشعبية وغنى ألحانه كارم محمود ومحمد قنديل وفاطمة علي. الموجى وحليم و في عام 1951 تعرف الموجى على عبدالحليم حافظ ،وأبدى رغبته في أن يلحن له، و غنى حليم من ألحانة لأول مرة "يا تبر سايل بين شطين/ يا حلو يا اسمر"،من كلمات صديقه الشاعر سمير محبوب، ثم غنى بعدها حليم للموجي ألحاناً أخرى تأليف محبوب ايضاً منها "سلامات ازيكم" و"صافيني مرة"، و"بتقوللي بكرة قلبك هيعطف"، و"يا مواعدني بكره"، و"يا عنيي على اللي باحبه" و غناها ايضاً عبدالغني السيد وكانت الانطلاقة الاكبر في حياة حليم والموجي في 23 يوليو 1953 ،وهو موعد الذكرى الاولى للثورة في حفل اضواء المدينة حيث شارك فيه حليم وغنى "صافيني مرة" لمحمد الموجي واستقبلته جموع المشاهدين اروع استقبال وكان هذا الحفل إعلاناً بمولده الفني. ولقى الموجي تشجيعا قويا من المايسترو محمد حسن الشجاعي الذي كان مسؤولاً عن الموسيقى والغناء في الاذاعة ،واتسعت دائرة نشاطة،فغنت من ألحانة فتحية احمد ، ملك ،نجاة على ،لورد كاش ،محمد عبدالمطلب ،وعبده السروجي ، الموجى وثومة وكانت الانطلاقة الثانية في حياته في 18 من شهر يوليو العام 1956، حينما تعاون مع ام كلثوم،وغنت من ألحانة وكلمات احمد رامي "نشيد الجلاء" ،وتوالت بعدها أعمالهما، ومنها "محلاك يا مصري وانت على الدفة" و"حانة الاقدار" و"الرضا والنور" و"يا صوت بلدنا ياصوت جهادنا" و"للصبر حدود" ،حتى أخر أغنياتها "اسأل روحك" التي غنتها في أول يناير العام 1971. وحصل الموجى على الميدالية البرونزية عن لحن "الى المعركة" من الرئيس جمال عبدالناصر العام 1956، ووسام عيد العلم للفنون من الرئيس انور السادات العام ،1976 وشهادة الجدارة من الرئيس السادات في نفس العام ،وشهادة تقديرية لاعماله المتميزة وتأثيرها على الموسيقى العربية من الرئيس حسني مبارك العام 1986 وجوائز واوسمة عربية كثيرة. ورغم ان الموجى لم يدرس الموسيقى ،الا انه استطاع ان يلحن اكثر من الف وخمسمائة لحن ،وكان لها تأثير كبير في عالم الموسيقى والغناء، وقال عنه محمد عبدالوهاب "الموجي صانع النجوم وموسيقاه فيها ثراء فني كبير وفيها جديد يضاف الى مكتبتنا الموسيقية وتثريها ثراء عظيماً، وقالت عنه ام كلثوم "الموجي نهر لا يجف ولا يتوقف مليء بالموسيقى الجديدة الشرقية المتطورة.