عندما أنظر حولي بنظرة بسيطة أشعر بأسي شديد وأشفق علي نفسي وعلي أمة العرب والإسلام من الحالة التي وصلت إليها من التفكك والإنقسام والتشرذم .. والأسوأ حالة العداء الشديدة بين أبناء هذا الدين العظيم الذي أنزل من رب العباد علي رسولنا الأعظم ليكون هدي ورحمة للعالمين علي اختلاف ألسنتهم وألوانهم ودياناتهم. للأسف الشديد لم تصل أمة العرب والإسلام إلي ما وصلت إليه من حالة يرثي لها ويندي لها الجبين حتي وهم تحت نير الاحتلال الأوروبي بمختلف دوله الاستعمارية والتي لم تترك أرض الإسلام إلا بعد أن شعرت أن تكلفة بقائهم علي هذه الأرض مكلف للغاية .. إلا أنهم استطاعوا قبل الجلاء عن هذه الأرض الطاهرة أن يضعوا بذور الشقاق بين هذه الدول بطريقة شيطانية مدروسة وأن يجعلوهم "توابع" لهم!! وللأسف فقد ابتلانا الله سبحانه وتعالي بزعماء من ورق تولوا أمور المسلمين في مختلف العصور وأصبح كل همهم الحفاظ علي كراسيهم فقط دون أن يشغلهم أمر الإسلام أو المسلمين وأصبحت ثرواتنا الفريدة والتي لا تتوافر لأي أمة أو دولة أخري التي وهبها الله إيانا في أيدي أعدائنا ينهبون منا ما يشاءون علي مرأي ومسمع من قياداتنا.. بل وبمشاركتهم في هذا النهب دون النظر إلي تنمية أو البحث عن توفير قوت يوم شعبهم.. أصبح مصيرهم مربوطا بأيدي اعدائنا ومجرد ألعوبة ودمية يحركونها أنا وكيف ومتي شاءوا..!! والأدهي من ذلك أن الدول الاستعمارية استطاعت أن تشغل العرب والمسلمين بأنفسهم بالخلافات الواهية والحروب الدامية والعداء السافر بين قياداتهم ومقرر يومي في معظم البلاد الإسلامية مثل باكستان وأفغانستان والعراق واليمن وليبيا وتونس وسوريا وحتي مصر ابتلاها الله بهذا الداء اللعين.. وأصبح المسلمون مضطهدين ومستضعفين في الأرض حتي البلاد التي أغلب سكانها مسلمون بعد أن هانت علينا أنفسنا.. ونسينا تعاليم وقيم ديننا السامية السمحة التي تحرم قتل المسلم للمسلم .. وأتذكر المقولة الشهيرة للإمام محمد عبده عند عودته من أوروبا .. رأيت إسلاما بلا مسلمين .. ومسلمين بلا إسلام.. وأصبح الإسلام في أرضه غريبا .. ومفتري عليه. أعتقد أن أعداءنا يعيشون أسعد أيامهم وأزهي عصورهم بعد أن تمكنوا من بث الفرقة والقتل بين المسلمين وربطوا الإسلام بالإرهاب بأيدي جماعات لا تعرف عن الإسلام إلا الاسم فقط .. ونجحوا في تحقيق أطماعهم وسياستهم بأيدي زعماء حمقي واستطاعوا تحقيق مالم يستطيعوا تحقيقه طوال عصور احتلالهم لأرضنا.. وأصبح الإسلام مفتري عليه من أهله.. ولا أملك. لا أن أقول اللهم لا تؤاخذنا بما فعل السفهاء منا .. أمين أمين..!!