* يسأل إبراهيم الملواني رجل أعمال بالاسكندرية: هل تعتبر الأموال التي تعطي للعروسين في مناسبة الزواج "النقوط" دينا يجب رده.. أم لا؟.. وما حكم الشرع إذا لم يتمكن من ردها بسبب ضيق الحال؟! ** يجيب الشيخ إسماعيل نور الدين من علماء الأزهر الشريف: العرف والنية يتدخلان في الحكم علي الهدايا التي تعطي للعروسين وهي تسمي في عرف الفقهاء القدامي باسم "النقوط" فإذا كان من عادة أهل البلد مساعدة العروسين بالنقوط انتظار الرد في مناسبة مماثلة أو أي مناسبة لمن قدمه إليهما كان إعارة أو بمثابة القرض كما نص عليه فقهاء الشافعية.. ققد رأينا في أيامنا المعاصرة من يحرص من أهل العروسين علي دعوة الذين دفوا لهم من قبل نقوطاً بمناسبة أفراحهم ليستردوا هذه النقوط فكانت الدعوة لهم لموعد العرس إشارة تنبيه إلي رد هذه المبالغ في مناسبة مثلها.. هذا هو العرف أما النية فقد يكون المهدي إنسانا ميسور الحال وهو ليس في حاجة إلي من قدمه سابقا للعروسين ولا ينتظرون رده فيكون من باب التعاون أو الهدية أو الهبة التي لا ينتظر منها إلا الثواب أو توكيد المحبة بين الناس وفي هذا لا يجب رده مثل ما قدمه لكن من المستحب مجاملة صاحب العرس بقدر ما يستطاع قياسا علي قوله تعالي: "وإذا احييتم بتحية فحيوا بأحسن منها أو ردوها".. وقوله صلي الله عليه وسلم من أتي إليكم معروفا فكافئوا فإن لم تجدوا فأدعوا له حتي تعلموا أن قد كافأتموه. رواه أبو داوود والنسائي. وعليه فإذا لن يتمكن العروسان من رد النقود - النقطة - عند من دفعها لردها مقابلة كان في ذمتهما لا يبرءان منها إلا بالدفع أو المسامحة ممن له الحق علي اعتبار أن هذا النقوط قرضا.. أما إذا كان هبة فلا حرج ولا عقوبة في عدم الرد عند العجز والأفضل ردها لأن هذا هو الأكره للإنسان والأحوط لمكانته عند الناس. * يسأل محمد عبد الحيلم "تاجر مصوغات" : ما حكم الإسلام في أولئك الناس الذين يقومون بسب الدهر .. وهل يقع عليهم وزر هذا الفعل.. أم لا؟! ** يجيب الشيخ إسماعيل نور الدين من علماء الأزهر الشريف: كثير من الناس ينظرون إلي الدنيا نظرة قصيرة جيل يحيا وجيل يموت ويقع في يد الموت لا تمتد إليهم وإنما هي أيام تمضي والدهر ينطوي فالدهر هو الذي ينهي آجالهم ومن هنا كان من شأن هؤلاء ذم الدهر وسبه عند النوازل فهم يسبون ادهر عند نزول المصائب والابتلاءات لأنهم ينسبون المصائب والابتلاءات إلي الدهر فيقولون أصابتهم قوارع الدهر فإذا أصابهم من الشدائد ما أصابهم سبوا الزمن وسخطوا علي الدهر وهذا السب إنما يرجع إلي الفاعل الأول وهو الله تعالي إذ هو الفاعل في الحقيقة في الأمور كلها.. ومن أجل ذلك أن الإسلام نهي عن سب الدهر لهذا الاعتبار لأن الله سبحانه وتعالي هو صاحب الفعل في الكون كله من خير وشر.. فعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلي الله عليه وسلم عن ربه: يؤذيني ابن آدم يسب الدهر وأنا الدهر أقلب الليل والنهار.. وعلي ضوء هذا فإن الذي يشكو الزمان ويشتمه فليعلم أنه سب الله سبحانه وتعالي لأن هذا السب يؤول إلي الصانع الأول للكون وهو الله سبحانه وتعالي وفي هذا إساءة أدب مع الله عز وجل وعدم الإيمان بالقضاء والقدر وخيره وشره وحلوه ومره.. ولأن التمادي في سب الدهر- الزمن - وهو مخلوق من مخلوقات الله عز وجل يوصل إلي الكفر..وقد قيل من لم يرض بقضائي ولم يصبر علي بلائي فليخرج من تحت سمائي وليتخذ ربا سواي. فسب الدهر هو من الكبائر التي تعرض الإنسان إلي غضب الله عز وجل وسخطه قال الله تعالي: "إذا تلقونه بألسنتكم وتقولون بأفواهكم ما ليس لكم به علم وتحسبونه هيناً وهو عند الله عظيم".