«أيام سودة» مقولة انتشرت بين نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك» و«تويتر»؛ للتعبير عن تشاؤمهم من الفترة الراهنة، التي تمر بها مصر، واقتبسوها من فيديو لأحد المواطنين، حينما سأله أحد مذيعي القنوات الإخبارية عن رأيه في الأوضاع الراهنة، فأجابه «بقولك أيام سودة». وانتشر النقاش حول هل كلمة «أيام سودة» حرام؛أم لا ،وحكم قولها خاصة بعد انتشارها كثيراً في الفترة الماضية وهل هي سب للدهر ؛ استنادًا إلى الحديث القدسي: "يؤذيني ابن آدم يسبّ الدّهر، وأنا الدّهر أقلّب الليل والنهار". لا تسبّوا الدّهر عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "قال الله تعالى: يؤذيني ابن آدم يسبّ الدّهر وأنا الدّهر أقلّب الليل والنهار"، وفي رواية: "لا تسبّوا الدّهر فإنّ الله هو الدّهر". وقال البغوي رحمه الله تعالى في بيان معناه: "إن العرب كان من شأنها ذمّ الدّهر وسبّه عند النوازل؛ لأنهم كانوا ينسبون إليه ما يصيبهم من المصائب والمكاره، فيقولون: أصابتهم قوارع الدّهر، وأبادهم الدّهر، فإذا أضافوا إلى الدّهر ما نالهم من الشّدائد سبّوا فاعلها، فكان مرجع سبّها إلى الله عز وجل إذ هو الفاعل في الحقيقة للأمور التي يصفونها، فنهوا عن سبّ الدّهر حرام شرعاً وقال الدكتور مصطفي حسين أستاذ اللغة العربية بجامعة الأزهر أن النبي صلى الله علية وسلم نهى عن سب الدهر لأن اليوم لا ذنب له ولا شأن له وإنما الأمر لله عز وجل ،ومن يصف يومه بالسواد فهو مخالف للنهج الرباني الذي نهى فيه رب العزة عن سب الدهر . وأضاف "ما يحدث من تعليقات على الفيسبوك أو مواقع التواصل الإجتماعي على مكروه يحدث أو غيره بتعليق "أيام سوداا"مخالف للنهج الصحيح ،بنسب البلاء من أمور سيئة لليوم أو الليلة ،فالشدائد سنة من سنن الله سواء الأشخاص أو الأوطان،ولابد من بلاء وشدة ، ويأتي بعد البلاء الفرج ، وبعد العسر يسر ،موضحاً أن هذه طبيعة الدنيا وعلى الإنسان أن يرضى بقدره ،مستشهداً بقوله سبحانه وتعالى في كتابة –ما أصاب من مصيبة من قبل أن نبرأها إن ذلك على الله يسير-سورة الحشر بشروا ولا تنفروا وأوضح الدكتور خالد عبد السلام – مدير الإرشاد الديني بوزارة الأوقاف أنه لا أحد يضطلع على الغيب ويجب على كل فرد أن يسأل فرج الكرب وألا يكون عبوثاً قال "يسروا ولا تعسروا –بشروا ولا تنفروا ، وعلى الإنسان أن يكون أمله في الله عز وجل أن يزيح الغم . وأكد مدير الإرشاد الديني أن تعليقات "أيام سودا" التي ظهرت على الفيس بوك ومواقع التواصل الإجتماعي الفترة الماضية حرام شرعاً وإشاعة للفتن . كما طالب الشباب التثبت من الحقائق والمعلومة قبل الحديث ، ناصحاً إياهم بعدم اليأس ، وتخويف الناس منالأيام القادمة ،مؤكداً أن ترويع المواطن حرام . لا يجوز وأكد الشيخ محمد الحوت بأنه لا يجوز سب اليوم لأن اليوم هو الدهر ،وسببه أن العرب كان شأنها أن تسب الدهر عند النوازل والحوادث والمصائب النازلة بها من موت أو هرم أو تلف مال أو غير ذلك فيقولون يا خيبة الدهر ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم لا تسبوا الدهر فان الله هو الدهر أي لا تسبوا فاعل النوازل فإنكم إذا سببتم فاعلها وقع السب على الله تعالى؛ لأنه هو فاعلها ومنزلها. وأما الدهر الذي هو الزمان فلا فعل له بل هو مخلوق من جملة خلق الله تعالى. يجوز هذه الأيام أفتى الشيخ أبو إسحاق الحويني، عضو مجلس شورى العلماء السلفي، بجواز قول «أيام سودة» وأنه ليس سباً للدهر. وفي سؤال ل«حاتم»، نجل الشيخ «الحويني»، على «ask.fm»، من أحد القراء: «ما الفصل في مقولة "أيام سودة"؟»، فأجاب نجله: «سألت الشيخ فقال: أيامسودة هذه ليست من سب الدهر، مستشهدًا بقول الله: {أيام نحسات}».