* لاشك أن الرجل.. أي رجل.. يكون به عيوب ومساوئ مثله تماماً مثل المرأة.. فمن الممكن أن تكون "عينه زائغة" أو كذاباً أو بخيلاً وغيرها من العيوب ولكن ماذا لو كان الزوج طماعاً يسعي للاستيلاء علي أموال زوجته وخاصة إذا كانت الزوجة قد اكتشفت هذا العيب بعد أن وقعت "الفأس في الرأس" كما يقولون وأصبح البيت يعج بالأطفال وأصبح الانفصال من المستحيلات. * كيف تتعامل المرأة مع زوجها الطماع؟! طرحنا هذا السؤال علي عدد من الخبراء وعلماء النفس والاجتماع فماذا قالوا؟ في البداية تقول الدكتورة سامية الساعاتي - استاذ علم الاجتماع بجامعة عين شمس - وعضو المجلس الأعلي للثقافة: الطمع يكون في الرجل نتيجة التنشئة الاجتماعية وعندما تكون الزوجة عاملة وتحصل علي مرتب يبدأ الزوج في الحديث عن ضرورة أن تقوم بالصرف من مرتبها علي البيت والأولاد ومن هنا تحدث المشاكل عندما تتمسك الزوجة بمرتبها. أشارت إلي أن هناك نوعين من الزوجات الأول يسمح بذلك ويتحمل بهدف الحفاظ علي البيت ومنع تشرد الأطفال والثاني يرفض هذا الابتزاز ويصر علي أن يقوم الزوج وحده بتحمل نفقات ومصروفات كاملة بدون مساعدة من الزوجة. نصحت د. سامية الزوجات بأن تمسك العصا من المنتصف فلا تترك الحبل علي الغارب للزوج في الحصول علي أموالها أو ميراثها وفي نفس الوقت تشارك في نفقات أسرتها وأولادها حتي تسير الحياة في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة كما تنصح الفتيات المقبلات علي الزواج بأن تفكر جيداً قبل أن ترتبط بزوج طماع أو أناني وأن تتأكد خلال فترة الخطوبة بأن الشاب الذي ستتزوجه رجل بكل المقاييس ولا يقبل الاعتماد علي أموال زوجته. أما الدكتورة مديحة الصفتي - أستاذ علم الاجتماع بالجامعة الأمريكية فتري أنه من الصعب اكتشاف الزوج الطماع خلال فترة الخطوبة حيث يكون الخطيب كريماً خلال هذه الفترة لأنه يغدق بالهدايا علي خطيبته وهو يدرك أن هذه الهدايا ستعود إليه مرة أخري مؤكدة أن هذا النوع من الرجال يدمر نفسه بنفسه. تنصح كل امرأة أن ترضي بالأمر الواقع وأن تشارك بحساب في نفقات البيت حماية للأطفال حتي لا يدفعوا الثمن في النهاية. تؤكد الدكتورة سميحة نصر - استاذ علم النفس بالمركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية أن هذا النوع من الأزواج ظاهرة في المجتمع حيث يلجأون للاستيلاء علي ثروة الزوجة بأي وسيلة لتجريدها من كل أموالها بدعوي أن أموال زوجته هي أمواله لأنه رجل البيت!! تري د. سميحة ضرورة أن تضع الفتاة خلال فترة خطوبتها جميع النقاط علي الحروف منذ البداية وأن تكون حاسمة مع زوجها بخصوص حريتها في أن يكون لها حقوق مادية ولا يتدخل فيها.. وألا يسعي للاستيلاء علي أموالها تحت أي ظرف لأنه مسئول عن توفير احتياجات أسرته. تنصح الزوجة بأن تخفي ثروتها وأموالها بالبنوك عن زوجها حتي لا تكون مطمعاً له مشيرة إلي أنه إذا طلب الزوج أموالاً من زوجته عليها أن تتحجج بأن ظروفها المادية ليست علي مايرام وأن تساهم بجزء يسير حتي لا تحدث مشاكل تؤدي إلي انهيار الحياة الزوجية. تري أن المشاركة عامل أساسي في بناء الحياة الزوجية بشرط أن يكون هناك اتفاق علي اقتسام جميع الأعباء من أجل استقرار حياتهم ولا يكون الهدف تجريد الزوجة من كل أموالها. أضافت أن هناك ظاهرة جديدة في المجتمع هي ترك العديد من الأزواج لأعمالهم لأسباب مختلفة وأصبحت الزوجة هي التي تقوم بالانفاق علي البيت.. تنصح د. سميحة كل أم بالحرص علي اختيار زوج ابنتها علي أساس عقلي قبل أن يكون علي أساس عاطفي. تؤكد علي ضرورة تدريب الفتيات والسيدات علي كيفية التعامل مع الآخر والتعرف علي حقوقها وواجباتها في الحياة الزوجية. يقول الدكتور حسام حسن - مدير إدارة العلاقات العامة بالمجلس القومي للصحة النفسية إن الزوج الطماع هو الذي يجور علي حق الزوجة ويسعي للاستيلاء علي أموالها بزعم أنها من حقه كرب الأسرة. أضاف أن هذا الزوج يتسم باللامبالاة ويسعي لفرض هذا السلوك علي الزوجة لأنه يعتبر أن ذلك من حقوقه الشرعية وهو قول باطل لأن الإسلام لم يقل ذلك أبداً. أشار إلي ضرورة أن تكون الزوجة متيقظة وألا تنحني أمام ضغوط الزوج للحصول علي أموالها ويجب أن تدرك أنها تتعرض لعملية سطو وسرقة لثروتها وأموالها بهدف تجريدها من هذه الأموال.. مشيراً إلي ضرورة أن تلجأ إلي أسرتها لحمايتها من هذه السرقة. تؤكد المحامية هالة عبدالقادر - رئيس جمعية تنمية الأسرة أنه يجب علي كل زوج أن يدرك أن الزواج يقوم علي المودة والرحمة وليس علي المصلحة وتحقيق المآرب مشيرة إلي أن الزواج الذي يقوم علي المصالح محكوم عليه بالفشل. أوضحت أن هناك العديد من الأزواج يستولون علي أموال زوجاتهم ومرتباتهم تحت مسمي أنه رجل البيت وأن كل الأموال يجب أن تكون تحت سيطرته وسطوته مشيرة إلي أن ساحات المحاكم لديها العديد من النزاعات في هذا المجال بعد أن استولي الأزواج علي أموال الزوجات. أكدت أن من بين هذه الحالات زوجاً باع شقة الزوجية وهي تمليك ووضع ثمنها في البنك وحصل علي إيجار والزم زوجته بدفع قيمة الإيجار!! أضافت أن الرجل بطبيعته أناني ويسعي للسيطرة علي كل شيء حتي تكون له اليد الطولي وينظر إلي زوجته علي أنها ملكية خاصة له وهو لا يحب أن تكون لزوجته وضعها المالي المستقل ويصر علي أن يسيطر علي كل شيء. أكدت علي ضرورة أن تسعي الزوجة لتخصيص جزء من مالها لتوفير احتياجاتها الخاصة وأن تسعي لتكوين رصيد مالي يحميها من غدر الزمن! مع السيدات التقينا مع عدد من السيدات كشفن عن تجاربهن مع الزوج الطماع!! تقول نجوي. ي. ر - محاسبة بإحدي شركات السياحة إنها تزوجت منذ عشر سنوات بعد خطبة استمرت حوالي عامين من مهندس معماري.. يعمل بأحد الأحياء وأنجبت ولدين في المرحلة الإعدادية.. وأن مرتبها كبير إلي حد ما.. وأن زوجها يرصد جميع الأموال التي تضعها في البنك باسمها وباسم أولادها.. ولكنه منذ عامين خسر أمواله في مشروع تجاري وعليها أن تعوض هذه الخسارة.. فأمام توسلاته المتكررة سحبت المبلغ وكان يصل إلي أكثر من 100 ألف جنيه لكي ينفذ المشروع وبعد ذلك لم تسمع أي شيء عن هذا المشروع وكان يهرب منها إذا تحدثت عن هذا المشروع الوهمي ولم تجد إجابة مقنعة علي الإطلاق وعلمت مؤخراً أنه لا توجد أي مشروعات وكان كل همه الاستيلاء علي مالها!! تضيف مروة. م. م - بكالوريوس اقتصاد - أنها تزوجت عن طريق الأهل منذ عامين من محاسب بالضرائب العقارية.. ووالدي ساعده في تأثيث منزل الزوجية بحجة أنه في بداية حياته وليس لديه قدرة مالية لمواجهة أعباء الزواج!! أضافت أن والدي رصد لي مبلغاً باسمي في البنك أنا وأخواتي الثلاثة.. وأنه اكتشف هذا المبلغ وأصبح يجبرني علي سحب اجزاء منه بحجة أنه يواجه مديونيات خارجية يسدددها عن طريق مرتبه ولا يفصح لي عن سبب هذه المديونيات. وأصبح كل همه أن أسحب نصيبي من هذا المبلغ وبالفعل استولي عليه كاملاً وخسرت كل أموالي من أجل المحافظة علي حياتي. تضيف داليا. ع. أ - ليسانس آداب - أنها تعمل مدرسة بإحدي المدارس الخاصة وزوجها يعمل محاسباً وأنه بعد فترة قصيرة من الزواج أصبح يعتمد علي مرتبي كاملاً في الانفاق علي المنزل.. وأصبح يحتفظ بمرتبه لنفسه.. وبعد انجابي الابن الأول شارك بمبلغ ضئيل لا يكفي مستلزمات طفلي وكلما طلبت منه الانفاق علي المنزل يردد كلمة واحدة.. تركتك للعمل وتخرجي من أجل الانفاق علي البيت!!كما لو كان يعاقبني علي أنني أعمل.. وفكرت كثيراً في الانفصال أو الطلاق ولكنني تراجعت من أجل أولادي الثلاثة.. وهم في حاجة إلي وجودي بجانبهم في ظل الظروف التي تمر بها البلاد ايضا وعدم حرمانهم من والدهم.. حتي وإذا كان دوره هامشياً!!s