سيدتي: ربما أرسل إليك لأول مرة في حياتي فلم أعتد الشكوي لغير الله.. ربما لأنني صعيدي من أسوان تعودت ألا أبكي وألا أشكو وألا أبوح إلا الله عز وجل .. لكنني احتاج للمشورة وأثق في رأيك.. لذا قررت كسر كل قاعدة عندي لتجدي لي الحل فقد تعبت. أنا رجل عمري 30 عاما تزوجت منذ عامين بسيدة من أسوان جارتنا عمرها 20 عاماً تعرف هي وأسرتها كل شيء عنا .. تعرف أنني يتيما وعمري ثلاثة أعوام وليس لي في الدنيا غير أمي وأخي الذي يصغرني بعام تعرف أن أمي ترملت ولم تتزوج وعملت خادمة بالبيوت لتعلمنا هذا التعليم المتوسط وتكبرنا وتستدين كي أتزوج حتي إنها مازالت تسدد هذا الدين حتي الآن .. تعرف أنني تركت أسوان لاعمل حارساً في عقار لأنهم سيوفرون مع المرتب سكناً يضمني أنا وزوجتي وأمي.. تعرف كل هذا ووافقت عليه وجئنا للقاهرة وعشنا فيها بحي راق رحب بنا السكان وأحبونا وشعرنا بالألفة بينهم سريعاً ولأنهم يعرفون قدر الإنسان فقد عاملونا كأننا جيران لهم. ومع مرور الأيام طلبت بعض السيدات أن تساعد زوجتي وأمي معهن في البيوت وافقت أمي ورفضت زوجتي .. فلم أجبرها علي ذلك ولكنها بدأت تتعامل بتعال مع الجيران إلا جارة واحدة نعلم جميعا أنها الاسوأ فقد أهانت أمي لأنها طرقت بابها لتأخذ كيس مخدة سقط في بلكونها من عند الجيران الذين تعمل عندهم أمي. وعندما بكت أمي للسيدة التي تعمل عندها طيبت خاطرها وقالت لها سأخذ لك حقك ولكن أمي خافت أن يحدث مشكلة بسببها فرفضت ولكن زوجتي تعرف هذا الأمر أن أمي أهينت ويبدو لي أنها عمقت علاقتها بهذه السيدة لهذا الغرض. والحكاية يا سيدتي تبدأ بأن زوجتي رفضت أن تقيم أمي معنا فأين أذهب بها وأين تقيم هذه المسكينة التي باعت عمرها لأجلي وأخي وعندما ترك أخي عمله ووجد له رئيس اتحاد ملاك عمارتنا شغلاً طبيعي أن يقيم معي ولو بشكل مؤقت والسكن عبارة عن غرفتين أمي وأخي أخذوا واحدة وأنا وزوجتي واحدة.. لكن لا تريدهما ولا تعبر علي وجودهما لحين يجد أخي شغلاً ويأخذ أمي وفجأة أصبحت متنمرة خاصة بعد أن عرفت أنها حامل وفي العيد الماضي طلبت أن تذهب لأهلها لزيارتهم وافقت وعندما ذهبت رفضت أن تعود بحجة أنها تحتاج لرعاية وكلام لا يعقل تركها خاصة عندما وجدت الجارة التي تحبها زوجتي والتي أهانت أمي تقول لي لماذا تغضب زوجتك وقتها عرفت أنها تتصل بها وتخبرها كل شيء. ركبني العند واتصلت بها وأخبرتها أن تكف عن الكلام مع الجارة لكنها تحدتني وأخباري كلها لدي تلك السيدة. وذات يوم فوجئت بالسيدة تبارك لي أنني انجبت وأن زوجتي قامت بالسلامة .. فلم أكن أعلم .. اتصلنا بأهل زوجتي فأكدوا الخبر فقلت لهم وهل يصح أن أعرف ذلك من السكان .. فقالوا لي: ولن تعود زوجتك إليك ولا ابنك إلا بعد أن تجد لأمك مكان آخر تسكن فيه.. وعليك أن تختار بين زوجتك وأمك. أغلقت الهاتف وأرسلت من ينوب عني إليهم ولكن رد عقلاء العائلة جدها وعمها كان نفس الكلام. سيدتي أنا لست عاقاً ولن أضحي بأمي ولكن هل يربي ابني يتيماً وأنا علي ظهر الدنيا.. لقد جربت اليتم وأعرف مرارته .. وهي الأخري تعرفه فقد عاشت في حياة صعبة نتيجة انفصال أبيها عن أمها عاشته وهم أحياء. بعد شهر من عدم سؤالي وجدتها تقول لي لو لم تطرد أمك طلقني.. قلت لها لا مانع ولكن تتركي الولد قالت موافقة فماذا أفعل بالله عليك.. لا أحب الطلاق ولا أرغب في طرد أمي خاصة وأنها وأقسم لك علي ذلك تعاملها أحسن معاملة.. فهي تعمل مكانها في البيت وتعمل خارجه لتوفر المال لنسدد ديوننا وتخاف عليها.. كل مشكلتها أنها تريد أن أكون لها وحدي لأنها تكره حب أمي لي. ماذا أفعل مع ملاحظة أنني لست ابن أمي كما يقولون ولكني أحبها وأخاف عليها ولن أتركها وإن كان الحل الثاني هو الأخير أمامي "الطلاق". بدون توقيع 1⁄41⁄4 ياعزيزي دعنا نحييك أولاً علي برك بأمك واحترامك وتقديرك لدورها في حياتك.. ودعنا نقول لك إنك ابن أمك.. بسبب بسيط جداً أن تلك حقائق وإلا فابن من أنت؟! هذه الكلمة ليس سبة.. الأم التي حملت كرها ووضعت كرهاً وسهرت وهنا علي وهن .. ألا تستحق أن تكون ابنها تسمع وتطيع طالما لا تغضب الله!! يا صديقي الزوجة تعوض أما الأم.. فلا ولذا نقول لك ان زوجتك ليست السيدة التي تبكي عليها فهي منذ البداية تتمرد وتتنمر عليك .. فهي قاسية وربما السبب في ذلك أنها عاشت بعيدة عن أمها ومع زوجة أب فهي حرمت من الحنان وأثر ذلك بلا شك في تركيبتها النفسية فهي لا تدرك قيمة الأم.. وربما نذهب لأبعد من ذلك بأن يكون هناك إسقاط نفسي منها علي أمك فهي ترفضها وتلفظها بدلاً من أمها.. بل ترفض حنانها الذي يذكرها بالاهمال والقسوة التي عاشتها سنوات طفولتها. الأمر معقد يدخل فيه الظروف والنشأة والعوامل النفسية المترتبة علي طفولتها التعسة ونشأتها المرتكبة. لذا وجب عليك أن تتروي في الأمر وأن تتركها لفترة أخري ولا تتعجل الأمر وأن تذهب أنت بنفسك إليها وتتحدث إليها بهدوء ولاحظ معي أنها أيضا لم تتمسك بابنها لأن مسألة الأمومة أو منطقة الأمومة لديها منطقة ملغومة مليئة بالأمراض والعقد. حاول معها وليتك تذهب لخبراء صحة نفسية أو طبيب نفسي لأن الأمر يحتاج لجلسات وربما راحتها مع تلك الساكنة أنها استمعت إليها جيداً. قد تحاول أن تستقطب تلك السيدة لطرفك وتحاول أن تجعلها تقنع زوجتك بالعودة لتلقي الدعم النفسي ولم الشمل .. فإذا فشلت فهو إنذار أخير بأنك ستلبي طلب الطلاق بعد حصولك رسميا علي طفلك ولا تحزن ربما يكون من حظه الأفضل لو وجدت من تحنو عليه بلا عقد وبلا مشاكل وربما تكون زوجة الأب ملاذاً في بعض الأحيان إذا كانت الأم مريضة نفسيا. تكلم معها أولاً دون وساطة .. ثم تروي بعد الانذار الأخير.. فإن لم يكن هناك بد إلا الاختيار بينها وبين أمك .. فأمك ثم أمك ثم أمك.