لقد شهد مطار القاهرة الدولي في نهاية الأسبوع الماضي واقعة مشينة المفترض ان يخجل منها الجميع عندما تحرش شرطي بسائحة انجليزية قادمة من شرم الشيخ في طريقها للعودة إلي لندن علي الطائرة المصرية داخل بوابة الخروج بالدائرة الجمركية مما أدي إلي صراخ السائحة وطلب النجدة من رجال الشرطة وقد أثبتت ذلك وجاءت تحريات المباحث مطابقة لأقوال السائحة اضافة إلي كاميرات المراقبة فكان قرار اللواء علاء علي مدير أمن المطار تحرير محضر بالواقعة وإحالته للتحقيق.. ورغم الواقعة التي تزكم الأنوف ويرفضها الجميع إلا ان هذا القرار لم يعجب أقلية من أمناء الشرطة بمطار القاهرة بتحريض سافر من أحد الأمناء المنتمي إلي أحد الائتلافات ويتصور أنه الحاكم بأمره فنظموا وقفة احتجاجية بمني الركاب رقم "3" الذي شهد الواقعة المخزية للشرطي الذي تحرش بالسائحة الانجليزية وتم إدانته.. ورغم ذلك تدخل عدد من الضباط المسئولين لانهاء الوقفة الاحتجاجية وعودتهم إلي العمل إلا أنهم رفضوا الاستجابة تنفيذاً لرغبة أمين الشرطة عضو الائتلاف ويدعي عبدالحميد درويش الذي نصب نفسه مسئولاً فوق العادة.. ومرة أخري عاد إليهم أحد ضباط المباحث يتحدث معهم حديثاً ودياً وأخبرهم بحساسية العمل بالمطار وأن ما يفعلونه ليس له فائدة فهاجوا وثاروا عليه وطلبوا من المسئولين بشرطة المطار اعتذار الضابط لهم وهذا ما رفضه اللواء علاء علي لأنه أيقن ان الضابط لم يخطيء.. وهنا أدرك الأمناء ان ما يفعلونه لا يحرك ساكناً للمسئولين فانتقلوا إلي مبني الركاب "1" في محاولة جديدة للاثارة لكن سرعان ما تم إفشال مخططهم وتم تحرير العديد من المحاضر لعدد من أمناء الشرطة من مثيري الشغب وإحالة المحاضر إلي النيابة العامة التي أمرت بضبط وإحضار المتهمين. ورغم الخسائر المادية التي تكبدتها شركة ميناء القاهرة الجوي نتيجة لدخول المودعين دون تسديد قيمة رسوم الدخول إلا أن الأمن كان يقظاً وحريصاً علي تأمين المطار سواء في الداخل أو الخارج واستدعاء جميع الضباط من الراحات لسد الفراغ الذي وقع نتيجة عدم وجود أمناء الشرطة المتظاهرين بسبب الشرطي الذي تحرش بالسائحة الانجليزية. ولكن ما يثير الخجل والدهشة معاً ان المتظاهرين يتعاطفون مع المتحرش الجنسي ويرغبون في عودته مرة أخري للعمل بالمطار وإغلاق ملف التحقيق ورغم الحقائق التي تدينه.. الأمر الثاني ان الوقفة الاحتجاجية لأمناء الشرطة جاءت متزامنة مع دعوة جماعة الإخوان الإرهابية للتظاهر يوم 25 ابريل في ذكري الاحتفال بأعياد تحرير سيناء وهو ما يثير أكثر من علامة استفهام وعلي المسئولين بالجهات الأمنية المعنية ان تبحث ذلك وتصل إلي نتيجة مجدية في شأن أمين الشرطة عبدالحميد درويش الذي كسر كافة الحواجز وتعدي الخطوط الحمراء بالقول والفعل واصطحب معه فردين من غير العاملين بمطار القاهرة بحجة أنهم من أعضاء الائتلاف الذي ينتمي إليه وقد جاءوا لنصرة أمناء الشرطة في تحقيق مطالبهم. يوم الثلاثاء الماضي حضر عبدالحميد درويش إلي مبني الركاب رقم "1" بمطار القاهرة الدولي لاثارة الفوضي مرة أخري لكن قوات الأمن نجحت في القبض عليه وإحالته للنيابة حيث انه من بين الأفراد الذين صدر ضدهم قرارات بالضبط والإحضار من النيابة العامة. علي أي حال لم تتأثر حركة التشغيل بمطار القاهرة بالوقفة الاحتجاجية وشاهدنا تعاوناً ايجابياً من كافة المسئولين بالطيران المدني وعلي رأسهم الطيار حسام كمال وزير الطيران المدني الذي كان يتابع عن كثب كافة التطورات. وأيضاً تواجد الدكتور مهندس محمود عصمت رئيس الشركة القابضة للمطارات والملاحة الجوية واللواء محمد كامل رئيس شركة ميناء القاهرة الجوي لتقديم كافة المساعدات والتيسيرات للركاب.. وقد اقلعت الطائرات لجميع شركات الطيران في مواعيدها المقرر لها حسب جداول التشغيل دون تأخير وأيضاً تقديم كافة التيسيرات والمساعدات للرحلات القادمة وهذا يؤكد ان منظومة العمل تسير بشكل علمي مدروس وكافة المسئولين كانوا مع شرطة الميناء علي قلب رجل واحد من أجل سمعة الوطن ومطار القاهرة الدولي الذي يحتل مكانة عالمية بين المطارات الدولية. في النهاية لابد ان نشيد ونحيي موقف اللواء علاء علي مدير أمن مطار القاهرة الدولي في إدارة الأزمة بشجاعة فائقة وعدم الاستجابة لطلب المتظاهرين من منطلق سيادة القانون وبخاصة ان مصر تمر بمرحلة تحتاج لوقفات شجاعة لا تقبل المهادنة إضافة إلي ان الرجل رفض سياسة لي الذراع مما جعله محل احترام وتقدير من الجميع. وإنصافاً للحق شرطة مطار القاهرة استطاعت ان تكون سداً منيعاً أمام الخارجين عن القانون وحققت نجاحات يشار لها بالبنان وليس مقبولاً ان تسمح لأحد بتجاوز القانون أو فرض سطوتهم بالباطل لا بالحق فلهم منا التحية والتقدير فهم حقاً حماة الوطن ويضحون بأرواحهم من أجل الوطن. أيضاً اللواء محمد إبراهيم وزير الداخلية لم يكن بعيداً عن المشهد حيث تابع كافة التطورات عن كثب وأثني علي أداء شرطة مطار القاهرة في إدارة الأزمة وهذا في حد ذاته وساماً علي صدر الجميع من أبناء الشرطة الذين أداروا الأزمة ونجحوا في تسيير العمل بشكل طبيعي بإخلاص وتفان في الأداء.. المهم في النهاية ان نبحث عن مصدر السوس الذي ينخر في أعمدة البنيان ونقضي عليه لأن مصر تغيرت الآن وتستعد لاستقبال رئيس جديد وان نوقن ان عصر الفوضي قد انتهي ولا وجود لمن يرغب في تعطيل مسيرة العمل والإصلاح وتقدم الوطن.