تتعدد وسائل الاتصال الاجتماعي علي الشبكة العنكبوتية. ما بين إنترنت وفيس بوك وتويتر. وإذا كان مما يؤخذ علي وسائل الاتصال الاجتماعي خروجها - أحيانا - عن الموضوعية وآداب الحوار. فإن هذه الوسائل - بتحولها إلي الأنشطة الثقافية - تضيف إلي الرصيد المعرفي والثقافي للمستفيدين من ثمار الإنجاز الأهم في عصرنا الحالي. وفي تقدير د. رمضان بسطاويسي إنها وسيلة أساسية لنقل الأخبار والتفاعل وفي الوقت نفسه تؤدي إلي نشر الكتب وبالتالي تنشر ردود أفعال القراء والتفاعل حولها. وأعتقد أنها صيغة تفاعلية للنصوص القصيرة ومجموعة تفاعلية خاصة بالكتاب ويتم الحوار حولها.. وإذا كانت هذه المجموعة ذات فكر متقدم تصنع خطة لنشر الأفكار والنصوص. في الحقيقة هذه الصيغة الجديدة نسميها هايبر تكست أو النص المتفرع. وهو يتيح تعدد الأصوات في التفاعل داخل النص الواحد. وهذا أتاحته تقنية شبكات التواصل الاجتماعي بينما الأجيال التي تتعامل مع الكتاب التقليدي والعلاقة الثنائية بين القارئ والنص موجودة لدي الأجيال القديمة التي لم تكن أدوات التواصل الاجتماعي جزءا من وعيهم الثقافي. تعزيز حرية التعبير ويري الناقد شوقي بدر يوسف أن مساهمة الفيسبوك في ربط وشائج العلاقات الاجتماعية والسياسية. وتعزيز حرية التعبير من خلال ثورة المعلومات التي يعتبر الفيسبوك إحدي أدواتها الفاعلة هي التي تأتي في المرتبة الأولي من الاهتمام في هذا المجال. إلا أن تأثير ذلك علي الحركة الثقافية بصفة عامة يبدو جد ضعيفا لأسباب عدة أهمها أن عددا كبيرا من المثقفين لا يستخدمون الفيسبوك إن لم يستخدموا الإنترنت علي الإطلاق. إضافة إلي أن التبادل الثقافي والإبداعي بين الكتاب في هذه الظاهرة تأتي أهميته في الدرجة الثانية إن لم تكن الثالثة حيث يعتبر التبادل الثقافي والمعرفي في حد ذاته من الأمور التي تحتاج رغبة قوية من المثقفين في التواصل وتبادل المعلومات والمدونات. وهو يحجب رغبتهم عن هذا التداول بين بعضهم البعض. إذ أن عرض منجزهم الثقافي علي الفيسبوك جد ضعيف لأسباب التداول مع أجهزة الإعلام المختلفة ونشر إنتاجهم وإبداعهم في الدوريات المختلفة مما يقلل فرصة نشره علي الفيسبوك أو تبادله مع زملائهم من المثقفين الآخرين. لذا يلجأ كثير من الكتاب والمثقفين إلي المواقع المتخصصة علي شبكة المعلومات للحصول علي حاجاتهم من المعلومات والمعارف التي تفيدهم في مجالهم الإبداعي والكتابي. دون اللجوء إلي قرنائهم إلا في النزر اليسير. لذا كان الفيسبوك له مجالاته المرتبطة بالحركة الاجتماعية والسياسية. وهو ما ظهر واضحا في الآونة الأخيرة من خلال ما يشهده العالم العربي من تأزمات وأمور لا تخفي علي الجميع. ويقول د. هشام قاسم إن الشبكة العنكبوتية تمثل وسيلة للمعرفة والتواصل بشكل سهل فهي تتيح للقارئ أن يقرأ جريدة قد يصعب الوصول إليها أو مقال معين يمكن الاطلاع عليه أو كتاب فاته شراؤه. فيمكن أن يحصل عليه كنسخة إلكترونية منه. كما يمكن أن يحصل الكاتب علي عدد كبير من القراء لأعماله المنشورة علي صفحات التواصل الاجتماعي. يفوق قراء المطبوع الورقي. هذا عالم مفتوح من المعرفة يصيبني كثيرا بالإحباط كيف يمكنني قراءة كل هذا الذي ينشر علي صفحات التواصل الاجتماعي. فاضطر أن أغلق الباب أمام هذا العالم الممتد اللانهائي. وأعود في ركن منعزل إلي الكتاب والصحيفة الورقية بين يدي أطالعها بهدوء مع كوب شاي أمامي. مقهي ثقافي يشير د. حاتم رضوان إلي استبدال المثقفين الفيس بوك بالمقهي الثقافي. يلتفون حوله ويروجون فيه لأعمالهم من شعر وقصة وغيرها. يستعرضونها بالكامل أو يقدمون مقتطفات منها يتبادلون الآراء فيها في صورة لمحات نقدية سريعة أقرب للمجاملة منها إلي النظرة العميقة المحللة. واستكمالا للدور الثقافي للفيس بوك نجد معظم الأصدقاء ينشرون كثيرا من المعلومات المفيد. واللوحات والأعمال الفنية سواء كانت من إبداعهم أو من إبداع الآخرين تلك التي ترتقي بالذوق والحس الفني وكذلك فإننا نجد الكثير من الصفحات لأدباء وفنانين ودور نشر وسلاسل أدبية تجعل التواصل معها سهلا. وفي المتناول دون عناء التنقل إليها. وكذلك فإنني أري أن الفيس بوك ليس أكثر من مقهي حديث ولكنه لحسن الحظ مقهي صحي بدون دخان أو شيشة تضر بالآخرين. وتري الأديبة حسنات الحكيم أن التكنولوجيا الحديثة لها دور في التواصل. فهي لغة العصر. وأي تقدم في أي دولة يدل علي مدي استخدام مواطنيها للوسائل الحديثة "الإيميل" و"التويتر" و"الفيس بوك" فهذه الوسائل الثلاثة من أهم وسائل التواصل الاجتماعي التي شهدها العقد الأخير. واستخدمها قطاعات وشرائح كبيرة من الناس وليس الشباب فقط كما يظن البعض. الإيميل يعمل الآن عمل الفاكس. وأنا شخصيا لا يمكن الاستغناء عنه في عملي. وكل ما أحتاجه أطبعه علي الطابعة وهذا يحقق لي سرعة كبيرة جدا تفوق الفاكس. وبالنسبة للفيس بوك فأنا أعرف منه بعض الأشياء لعل أهمها كلمات أو تعليقات لزعيم أو شاعر أو مفكر. ولدي عدد كبير جدا من الأصدقاء. أغلبهم من أساتذة الجامعة والشعراء والكتاب والإعلاميين. وعلي هذه الصفحات التي أتصفحها أعرف الأخبار والأحداث. سواء الشخصية أو الأحداث السياسية في مصر والعالم. وأبحث عن مصدر هذه الأخبار ومصداقيتها. لقد أصبحت صفحة الفيس جريدتي الخاصة أضع عليها أخباري وأخبار من العالم. وكل واحد يصبح رئيس تحرير لصفحته. لكن هناك عيبا كبيرا يعاني منه التواصل الثقافي هو سرقة الوقت عبر التصفح. علينا أن نحذر من التصفح. وأنا شخصيا أحب القراءة الورقية وأحب أن أشم رائحة الورق.