يبدو لافتاً أن ينظم مؤتمر للأدب الإسلامي إحدي دوراته للقصة القصيرة. لكن هذا الفن الجميل المراوغ كان موضوع المؤتمر الدولي السادس للأدب الإسلامي تحت عنوان: القصة القصيرة خلفيات نظرية وإشكاليات فنية. مكان المؤتمر تطوان المغربية. والمشاركون 28 باحثاً من أعضاء هيئة التدريس بالجامعات ومراكز الأبحاث في المغرب ومصر وسوريا والجزائر والأردن وفلسطين. وقد مثّل مصر فيه د.حلمي القاعود ود.سعد أبوالرضا. عن القصة القصيرة الإسلامية والمنهج. عرض المشاركون لمفهوم القصة القصيرة الإسلامية. وتوصلوا إلي أن هناك اتفاقاً علي الاتفاق داخل الوحدة. برغم تعدد المفهومات والأنواع والخصائص. وثمة اتفاق علي أهمية القرآن الكريم والحديث النبوي الشريف والمتغيرات. باعتبارها عوامل فاعلة في تشكيل القصة القصيرة الإسلامية. مع الالتزام بالتصور الإسلامي. وعدم مخالفة الشرع. وقال د.حلمي القاعود إن القصة القصيرة الإسلامية هي التي تستوحي الأخلاق الإسلامية في مضمونها. وإن كان من المهم أن تحافظ علي فنيتها كعمل إبداعي سردي. ينبئ عن المباشرة والوعظ والتقريرية. وأشار د.القاعود إلي أعمال نجيب الكيلاني التي زاوجت بين الروح الإسلامية والفنية العالية. ومثلت تياراً يصعب إغفاله في القصة القصيرة المعاصرة. الأمر نفسه بالنسبة لبعض أعمال نجيب محفوظ وعبدالحميد السحار وغيرهما من أدباء الوطن العربي. ومع تعدد النماذج التطبيقية التحليلية لقصص إسلامية من المغرب والجزائر ومصر وفلسطين وغيرها. فإن د.عبدالباسط بدر أكد علي الظواهر والاتجاهات القصصية والتحليلات الفنية. كوسيلة لإثراء القصة الإسلامية في المنهج والوظيفة والخصائص بما يستكمل نظرية الأدب الإسلامي في هذا الجنس الأدبي. وتحدث د.سعد أبوالرضا عن ظاهرة الأدب والنقد النسائي. معلقاًً علي آراء لست مشاركات أبرزن تحليلاتهن كثيراً من مظاهر قهر المرأة. وتناولن بعض قضايا الشباب كالهجرة وسلبياتها. قال أبوالرضا: إنه من المهم تنظيم هذا الملتقي لمناقشة أحدث الاتجاهات الأدبية والنقدية في حياتنا الفكرية. وهو الأدب والنقد النسائي. أضاف د.أبوالرضا إنه تخيل كأنه يستشعر حضور جوليا كريستيفا زعيمة النقد النسائي في فرنسا. وتخيل كأنها هي التي توزع أدوار الدفاع عن المرأة علي المتحدثات. كما دعا إلي الموازنة والاعتدال عند تناول المبدعات والناقدات قضية العلاقة بين لرجل والمرأة في القصة القصيرة. وغيرها من أجناس الأدب المختلفة. فلا جور لأحدهما علي الاخر. فالحياة لا تقوم لا بتعاونهما معاً دون ظلم لأحد الطرفين علي الاخر. كما ذكرهم بعدالة الإسلام منذ خمسة عشر قرناً وهو يقرر "كل امريء بما كسب رهين" كما أنصفت المرأة وأكدت حقوقها في الحياة الحرة الكريمة بجوار الرجل. كرّم المؤتمر في ختام جلساته المفكر المغربي ابن تاويت الذي مات في الربع الثالث من القرن العشرين. وكان عالماً جليلاً في علوم اللغة العربية والعلوم الإنسانية. وقد حقق كتاب عبدالقادر الجرجاني "دلائل الإعجاز". وكان يجيد العديد من اللغات الأجنبية. وقد ترجم منها.