مازالت أزمة فيلم "حلاوة روح" تسيطر علي الرأي العام حيث تساءل الجمهور: ما فائدة منع فيلم سينمائي بحجة وجود مشاهد خارجة. في حين تنهال علينا الافلام الاباحية عبر الفضائيات!!"المساء" استطلعت آراء عدد من الفنانين والنقاد وخبراء الاعلام.. أكدوا أن الدولة تستأسد علي المبدعين وتعجز عن مواجهة أفلام البورنو ليل نهار.. أشاروا إلي أن التدخل الحكومي في السينما خطر فالجمهور لا يحتاج إلي وصاية من الدولة. وأن قرار "محلب" تجاهل الرقابة صاحبة الحق في إجازة أو منع الأعمال. كتبت أماني خالد: قال الناقد نادر عدلي: الدولة لا تمتلك الحق في وقف القنوات والمواقع التي تعرض الأعمال الاباحية ولكن السينما تحت سيطرتها لذلك فالحكومة استطاعت منع عرض فيلم "حلاوة روح" بسهولة لكنها لا تستطيع منع الوسائل الأخري التي تعرض محتويات غير لائقة. أضاف: اذا افترضنا امكانية منع هذه الوسائل كالانترنت فإننا بذلك سنقطع جميع وسائل اتصالنا بالعالم الخارجي وبجميع الدول الاجنبية التي نستطيع ان نتعايش معهم عبر الانترنت والاقمار الصناعية. أشار إلي أنه منذ فترة حاولت حكومة تركيا قطع الانترنت و"تويتر" عن شعبها نظرا للمعارضة الدائمة ولكنها فشلت وأعادته مرة أخري. أكدت الناقدة ماجدة خير الله أنها ضد أي نوع من أنواع المنع سواء القنوات أو الافلام أو أي شيء قائلة: كل انسان له اهتماماته المختلفة ويبحث عنها في كل مكان لذلك يجب أن يكون كل شيء متاحا وللشعب الاختيار. أضافت: منع هذه القنوات أو المواقع ليست حلا علي الاطلاق لأن اتجاه الجمهور وخاصة المراهقين لمشاهدة هذه النوعية في دور السينما أو الانترنت يكون في مرحلة عمرية معينة وبعدها ينضج الانسان مشيرة إلي أنه في السابق كانت هناك مجلات تعرض هذه المحتويات. اعترضت علي مقولة أن التحرش يزيد نظرا لوجود هذه الافلام التي تشبه "حلاوة روح" مؤكدة علي أهمية تطبيق وتفعيل جميع القوانين التي تجرم التحرش ليكون عبرة لغيره ولا نحمل كل شيء علي الفنون وحرياته. أوضح المخرج مجدي أحمد علي انه يمكن فرض رقابة علي التليفزيون والدراما ولكن السينما لا يجب ان يتم معاملتها بهذا الشكل لانها اختيارية بالنسبة للمشاهد كما ان الجمهور لا يحتاج وصاية من الدولة فهو يختار بما يناسب ذوقه. وصف قرار رئيس الوزراء ب "البشع" وانه غير مسبوق من قبل مؤكدا انه ضرب بالرقابة علي المصنفات الفنية عرض الحائط وهي من المفترض المسئول الاول والأخير عن الافلام سواء بالايجازة أو المنع. قالت الفنانة هالة صدقي: انا شخصيا ضد وقف الفيلم أو وقف أي قناة فضائية ايا كان محتواها وكنت أتمني ألا يتعجل رئيس الوزراء في قراره لاننا نعيش في عصر حريات للفن والابداع. أضافت: الجمهور يعرف ماذا يريد فلا يجب أن نظل نوجهه كل انسان حر وفقا لتوجهاته واهتماماته وذوقه مؤكدا أنه علي الأسرة المتابعة والتوجيه من بعيد وليس بالفرض موضحا ان دور الدولة التوعية فقط وليس فرض القرارات. أكد السيناريست مجدي صابر ان واقعة منع الفيلم تعتبر حدثا خاصا جدا من البداية قائلا كان يجب علي الرقابة ان تدقق قبل موافقتها علي الفيلم واذا كان سيخالف الآداب العامة كمجتمع شرقي وكان يجب عليها ألا تجيزه ولكن ان يتم عرضه في السينما وبعدها يتم وقفه ومنعه فهذا تصرف غير مقبول علي الاطلاق. اضاف صابر ما حدث يعتبر تعسفا حكوميا واستخداما للسلطة ضد الفن خاصة وأن الفيلم لا يستدعي كل هذه الضجة الذي اكسبته شهرة ومكانة اكبر مما يستحق. أشار إلي أن الدولة لا تستطيع منع القنوات والمواقع الاباحية لأنها ليست تحت تصرفها وانما استطاعت ان تمنع حلاوة روح لانه مقدم من جهة رسمية في البلد وتحت سيطرة الحكومة. أكد الخبير الإعلامي د. حسين مكاوي انه ضد فلسفة المنع قائلا: دائما الممنوع مرغوب لذلك يجب علينا التوعية واعادة الهيكلة في شرائح المجتمع المصري من خلال التربية الاعلامية الصحيحة ومعرفة ما يصح وما لا يصح حتي لا تحدث مثل هذه الامور مرة أخري. أضاف: اذا تعاملنا بهذا الاسلوب وعملنا علي توعية الجمهور سنجبر المنتجين ألا يقدموا افلاما هابطة تدعو للاسفاف والرذيلة ولن يكون لها جمهور مشيرا إلي أن الطريق لهذه الخطوات طويلا ولكن سنلاحظ الفرق علي مدار السنوات القادمة. اعترض مكاوي علي مقولة الجمهور عايز كده قائلا: نحن من نصدر للجمهور ما نريد لذلك فعلي النقاد والاعلام والتربية السليمة وتوعية الاطفال والمراهقين تقديم ثقافة لهم تفيدهم في حياتهم. علي الجانب الآخر أكدت دكتور سامية الجندي استاذ علم النفس الاجتماعي بجامعة عين شمس ان القرار الذي اتخذه رئيس الوزراء صائب جدا لأن الفيلم غير مناسب لاخلاقيات المجتمع المصري ولا بالعادات والتقاليد التي تربينا عليها. قالت الجندي: للأسف تلك الافلام قد تدفع الشباب إلي التحرشات الجماعية التي أصبحنا نشاهدها في هذه الفترة خاصة في مواسم الاعياد مؤكدة ان الفيلم يصنف كفيلم "اباحي" وليس فيلما سينمائيا سيعرض فيما بعد علي التليفزيونات. أضافت: اشتراك الاطفال في هذه الاعمال مرفوض تماما ويجب علينا جميعا رفض ذلك لأن الاطفال كالكبار لديهم غرائز بشرية مشيرا إلي أن استمرار الفيلم كان سيساهم في تدمير الاخلاق بشكل أكثر.