لم أتمالك دموعي وأنا أتابع عبر نافذتكم حال هذا الرجل في قصة "صديقي.. فقد عقله" وكيف أنه يرفض التصديق بأن أم أولاده قد فعلتها وخانته!!.. وأن.. وأن ما أصابها هو نتاج سحر أسود لجأ إليه بعض الكارهين ليفسدوا عليهما حياتهما بعد عشرة دامت 30 عاماً!!.. بكيت بشدة وتذكرت ما فعله بي أقرب الأصدقاء في بداية شبابي وقررت أن أبعث بقصتي إليكم لا من أجل إجترار الماضي إنما لكي أقول لكل من يعتمل في قلبه شر لأحد.. احذر فالجزاء لابد وأن يكون من جنس العمل.. كنا أربعة أصدقاء يكاد يجمعنا فصل دراسي واحد طوال الإعدادي والثانوي مازاد من مساحات التقارب والثقة بيننا فكنت أتزاور معهم وأروي لهم أدق أسراري وأشرح همومي.. فمنذ صباي وأنا لا أعرف معني الراحة أو الترف فقد توفي والدي مبكراً بعد أن أوصاني بالوقوف إلي جانب أمي حتي تنتهي من تعليم أشقائي الخمسة.. وتتزوج البنات. فخرجت إلي العمل بجانب دراستي لتتسع دائرة معارفي ويزاد حب الناس لي ليس فقط بحكم طبيعتي الهادئة إنما لسعييِ الدائم في إدخال السرور والبهجة عليهم حيث كنت ممثلاً هاوياً ومصوراً محترفاً ولا يقام حفل زفاف في مدينتنا الصغيرة إلا وكنت من المدعوين له. في كل هذا كان أصدقائي الثلاثة معي.. يرون محبة الناس لي ومحبتي لهم.. مثلما رأوا تعلقي الشديد بتلك الفتاة الجميلة التي قبل ان أسعي لطلب يدها شاورتهم في أمرها وظننت أنه سيحتفون باختياري خاصة انها إلي جانب الجمال من عائلة محافظة مشهود لها بالتدين والأخلاق لكن فوجئت بأحدهم ينصحني بصرف النظر عنها وأيده في ذلك الصديقان الآخران.. حاولت معرفة السبب قال "الثلاثة": لديها مرض يهدد حياتها خاصة في حال زواجها وصحتها لن تتحمل أعباء الحمل وبالتحديد ساعة الوضع "!!" وإمعاناً منهم في إقناعي بنسيان فكرة الزواج من تلك الفتاة جاءوا لي "الثلاثة" بتقارير طبية تحمل اسمها تفيد بمرضها. .. وما كان لي وإزاء ثقتي المفرطة في أصدقائي سوي نسيان الأمر برمته وكل شيء قسمة ونصيب. لكن لم يمض وقت طويل حتي جاءني أحدهم يطلب مني يد شقيقتي الصغري فلم أتردد لحظة فمن أعز من صديقي لأختاره زوجاً لشقيقتي.. وبقدر فرحتي بهذا الزواج بقدر الحزن الذي سكن قلبي من بعده.. وللأبد.. حيث توالت الأيام لاكتشف خداع أصدقائي لي.. حدثني الكثيرون عنه.. مثلما حدثتني النوائب التي بدأت تنزل بكل منهم الواحد تلو الآخر ليبقي الجزاء من جنس العمل.. ويبقي عذابي أنني لم احسن اختيار رفقاء الدرب.. أبدأ بزوج شقيقي وكان أول من حذرني من عواقب الزواج بمن اختارها قلبي ففي اليوم الذي كان يستقبل فيه قدوم مولوده الأول للدنيا ماتت زوجته أقصد شقيقتي أثناء الوضع"!!" أما الثاني فلم ينجب.. والثالث تورط في قضية أخلاقية.. وبوفاة أختي وافتضاح أمر زوجها وكل من ظننتهم أصدقائي أغلقت علي نفسي بابي خاصة بعد ان تبين لي ان التقارير الطبية التي اطلعوني عليها ذات يوم كانت مزورة وان فتاتي التي حرموني منها بصحة جيدة فقد تزوجت وأنجبت بدلاً من الولد ثلاثة!! ورغم كل ما فعلوه لا لشيء سوي لحب الناس لي.. تجنبت مواجهتهم وسجدت لله شكراً علي انه أعطاني قلباً عطوفاً لا غيوراً أو حسوداً.. وانه عوضني عن اختياري الأول بمن ملأت علي حياتي وصارت أماً لأولادي.. متعنا الله بنعمة الرضا ووقانا شرور المكر السييء الذي لابد وان يحيق بأهله مثلما حاق بمن كانوا يوماً أصحابي!! أ.ع كفر الشيخ * المحررة: خصك الله بمواهب عديدة كانت وراء تواصلك المستمر مع أهل مدينتك فمارست التمثيل والتصوير وصرت المدعو رقم "1" في كل الحفلات والمناسبات السعيدة.. أضف لذلك طبيعتك الهادئة التي تمثل حجر الزاوية في التفاف الناس حولك وحبهم لك.. كل هذا أثار غيرة "الثلاثة" ضدك فمكروا ما مكروا والله خير الماكرين.. أخذت في استرجاع الماضي ليس فقط بسبب خداع هؤلاء لك وإنما للحزن الذي يسكن قلبك علي شقيقتك الراحلة التي وافقت يوماً علي زواجها برجل لا يستحقها.. رجل لا يتورع عن خداع أقرب الناس اليه صديق عمره وينسي أن الله قادر علي ان يكشف أمره مهما طالت الأيام. لقد دفعتك قصة "صديقي فقد عقله" التي تناولتها في 24 مارس الماضي إلي الربط ودون ان تدري بين صديق يسعي لنجدة صاحبة من السقوط في هوة الخداع الكبير الذي تمارس عليه أم أولاده وبين "ثلاثة" اتفقوا علي تدمير حلمك في الزواج بمن اختارها قلبك.. لتبقي في النهاية العبرة والعظة لكل من يحاول خداع الآخرين فالجزاء دائماً من جنس العمل.. والمكر السييء لابد وأن يرتد لصاحبه. ** * تعليق عبر الإميل بعث "أحمد" بتعقيب ساخن علي رسالة صاحبة "ضرب وتشوهات" قال فيه: سكت دهراً ونطقت كفراً.. ما هذا الذي تفعلينه في نفسك؟.. اتركي له الأولاد يفعل بهم ما يشاء.. وحاولي ألا تخسري أهلك مقابل خوفك علي الأولاد.. فأبناؤنا لا ندري أيهم أنفع لنا ..؟ .. وادفعي عنك كل هذا الهراء مع استمرارك في العيش في ظل هذه الشخصية غير السوية.