كثيراً ما يضع الإنسان سيناريوهات عديدة لقضية تشغل باله، وينسى أن عقل الإنسان محدود، ويتصرف كما لو كان الأمر كله بين يديه، فإذا به يجد شيء مختلف تماماً عما تصوره، وسأقص عليكم قصة عجيبة فقد كانت هناك طالبة جامعية فى العشرين من عمرها جميلة وعاطفية، وكانت لها صديقه تحبها حباً شديداً ولهذه الصديقة أخ ليس عنده أى رصيد من الدين أو الخلق فاستطاع بمكره أن يستميل قلب تلك الفتاة وأخذ يداعبها بكلامه المعسول حتى بدأت تذوب من كلامه وبعد مراوغة وتخطيط ووعود كاذبة استطاع أن يوقعها وأن يسلبها أعز ما تملكه أى فتاة فى هذه الحياة، وظلت تتصل بهذا الذئب كى ينفذ وعوده لها بالزواج، لكنه كان يتهرب منها، وأخيراً قال لها أنا على استعداد للزواج منك ولكن بشرط موافقة والدتي، وعليك أن تاتى غداً الساعة الرابعة إلى الشاليه الذى امتلكه لمقابلتها، وفى نفس الوقت اتفق هذا الوغد مع مجموعه من الذئاب البشريه لكى يذهبوا الى الشاليه فى نفس الموعد ليغتصبوا تلك الفتاة ثم يدخل عليها بعد ذلك ليقول لها: أنا لا استطيع أن أتزوج من فتاة فُعِلَ بها كل هذا ووافقت الفتاة وهي لا تعلم بمخططه الشيطاني، وإذا بأخيها يصاب بألم شديد فى بطنه أضطرها للذهاب به الى المستشفى، فاتصلت بصديقتها (أخت الذئب) وقالت لها: إننى على موعد مع والدتك فى الشاليه فأرجو منك أن تذهبى الى الشاليه لتخبرى والدتك أننى سأتأخر ساعة واحدة حتى أطمئن على أخي، وذهبت أخته للشاليه وبمجرد أن دخلت حتى انقض عليها الذئاب وسلبوها أغلى ما تملكه الفتاة، وبعد ساعة من الزمن جاء هذا الذئب ليكمل خطته، وكانت فى انتظاره المفاجأة الكبرى، حيث وجد أخته ملقاة فى حالة يرثى لها فأحس بعقاب ربه وهُرِعَ إلى سيارته وتناول مسدسه من التابلوه وأطلق رصاصة على رأسه فمات على الفور. وكلنا نعرف قصة فرعون والحلم الذي رأه وقد اجتهد في قتل الأطفال حديثي الولادة ولكن أمر الله جاءه من حيث لا يحتسب فقد أخذ سيدنا موسى وطلبت زوجه أن يحتفظا به عسى أن ينفعهما أو يتخذاه ولداً، لذلك أتعجب أشد العجب ممن يقول "إن خيوط اللعبة كلها في يدي" والمسكين لا يدري شيئاً عن "السيناريو المفقود"، ويطيب لي أن أستشهد بقول الحق عز وجل "... وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ ۖ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ" (سورة الأنفال – من الآية 30)، وهناك ثلاثة أشياء ترتد على صاحبها، وهي المكر السيء حيث قال سبحانه وتعالى " ... وَلَا يَحِيقُ الْمَكْرُ السَّيِّئُ إِلَّا بِأَهْلِهِ .... الآية" (سورة فاطر – من الآية 43)، والبغي فقد قال الحق تبارك اسمه "...يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّمَا بَغْيُكُمْ عَلَىٰ أَنفُسِكُم .... الآية" (سورة يونس – من الآية 23)، وكذلك النكوث بالعهد فقد قال المولى عز وجل "... فَمَن نَّكَثَ فَإِنَّمَا يَنكُثُ عَلَىٰ نَفْسِهِ .... الآية " (سورة الفتح – من الآية 10)، فليضع الفرد منا سيناريوهات عديدة ولكن عليه أن يوقن أنه قد يأتيه سيناريو لم يكن في الحسبان حتى لا يندم الإنسان حين لا ينفع الندم. عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.