حكت لي والدتي – متعها الله بالصحة والعافية - أني في عمر حوالي سنة كنت مشاغباً جدا، وفي كل مرة بعد أن أشبع تماما من الرضاعة منها أنظر إليها نظرة ذات معنى ثم أقوم بِعَضّ حلمة الثدي عضة قوية، وكنت أكرر ذلك كثيرا، وقد تأَلَمَّت والدتي من هذا الأمر وطلبت من بعض صديقاتها المشورة فقالت إحداهن – سامحها الله – ضعي قطرات من عصير الليمون على حلمة الثدي قبل أن يرضع وسوف يتوقف عن هذا المزاح الثقيل، وفعلاً نفذت والدتي التجربة ووضعت عصير الليمون، ثم بدأت في إرضاعي فإذا بي أرفض الرضاعة حيث تأففت من طعم الليمون وقلت لها "مون ... أح"، ومنذ تلك اللحظة أمَتَنعْت تماما عن الرضاعة، وحاولت أمي أن تثبت لي أنها توقفت عن وضع ليمون لدرجة أنها غسلت ثدييها أمامي ولكني أصررت على موقفي وكلما عرَضَت عليَّ الرضاعة أقول "مون ... أح"، وأضطرت والدتي إلي فطامي فطاماً طارئاً، وطبعاً يجب أن يكون الفطام تدريجي حتى ينجح، وأصبت بضعف عام وهزال ولكني رغم كل هذا ثابت على المبدأ "مون ... أح"، وأنا الآن لا أقص عليك أيها القاريء الكريم هذا الموضوع للتسلية ولكن للعبرة حتى لا يتكرر هذا الأمر ويتسبب في مشاكل للطفل المشاغب، وصدق الله العظيم حيث قال في القرآن الكريم " وَالْوَالِدَاتُ يُرْضِعْنَ أَوْلَادَهُنَّ حَوْلَيْنِ كَامِلَيْنِ ۖ لِمَنْ أَرَادَ أَن يُتِمَّ الرَّضَاعَةَ ۚ...الآية" (سورة البقرة الآية 233)، كما قال عز وجل في محكم التنزيل "وَوَصَّيْنَا الْإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَىٰ وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ" (سورة لقمان – الآية 14).
عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.