تلقيت رسالة من د.محمد مصطفي حسن عضو الاتحاد العام لثورة 25 يناير ومنسق حركة "كلنا مصريون" يؤيد فيها كل كلمة ذكرتها أمس في مقال "إساءة بالغة للثورة". قال في رسالته إنه في آخر اجتماع عقده شباب الثورة في مجلس الوزراء وبحضور المستشار وزير العدل طلب البعض إنشاء "محكمة ثورية" لمحاكمة رموز النظام السابق وتكون مهمتها إصدار أحكام فورية دون تحقيقات ومعاملة المحبوسين احتياطياً علي ذمة القضايا من الوزراء والمسئولين الموجودين الآن في سجن طرة مثلما كان يعامل وزير الداخلية السابق المواطنين باعتقال زوجاتهم وأولادهم حتي تتم إعادة الأموال المنهوبة. أضاف.. أن ثورتنا بيضاء طالبت بالعدالة ولذا فإننا لا يمكن أن نرضي أبداً بأن تشوه صورة الثورة بنقاط سوداء أو بظلم.. ولذا رفضنا هذا الرأي بشدة كما رفضنا محاكمة المتهمين عسكرياً وأكدنا علي ضرورة أن ينالوا حقهم في التحقيقات وأن يحاكموا أمام قاضيهم الطبيعي.. وقلنا وكل هذا ثابت في مضبطة الاجتماع إن من ذاق طعم الظلم لن يقبل أبداً أن يظلم أحداً. أشار إلي أن الكثيرين ممن يركبون الآن موجة الثورة هدفهم تصفية حسابات قديمة مع أشخاص قد يكونون أكثر منهم وطنية. اختتم رسالته بقول الحق سبحانه وتعالي في الآية 15 من سورة الإسراء: "من اهتدي فإنما يهتدي لنفسه ومن ضل فإنما يضل عليها ولا تزر وازرة وزر أخري...". *** أشكر د.محمد مصطفي علي رسالته المفعمة بالصدق والصراحة ووضوح الرؤية والأخلاق الكريمة. وليت الإنسان يفكر كثيراً قبل أن يعلن رأياً أو يطرح فكرة أو اقتراحاً ويزن ما يقول بميزان "العدالة" حتي لا يظلم بريئاً. لقد عاني الكثيرون من الظلم قبل ثورة 25 يناير.. وكان ذلك مثار انتقاد علي مستوي واسع. بعد الثورة.. وصف من ارتكب هذه المظالم بأنهم فاسدون لم يراعوا الله في خلق الله وتجبروا في الأرض ونشروا فيها الفساد. بالتالي.. فلا يجوز أبداً بعد أن من الله علينا بثورة بيضاء قادها إصلاحيون من الشباب أن نطبق ما كنا نرفضه وننتقده ونطالب بتغييره. *** إن الظلم ظلمات.. وهناك عشرات الآيات القرآنية التي نهي فيها الحق سبحانه وتعالي عن الظلم ووعد الظالمين بنار جهنم وبعذاب أليم أو مقيم ونبههم إلي أن الله ليس بغافل عما يعملون وأنهم بلا ولي ولا نصير.. كما وصفهم بأنهم كافرون. إنني أتفهم جيداً هدف من يطالبون بتطبيق نفس المعايير السابقة الآن.. وهو أن يشعر الظالمون السابقون بمدي الجرم الذي كانوا يرتكبونه وفي نفس الوقت إعادة أموال الشعب لأصحابها. الهدف جميل ولكن تحقيقه بهذا الأسلوب المرفوض والمكروه به ظلم لأبرياء لا ذنب لهم من قريب أو بعيد.. مما يسئ للثورة البيضاء ويشوهها. ويشعر الناس بأن لا شيء جديداً قد حدث. بل ويحرضهم ضد الثورة لتغيير المساوئ والخطايا التي لحقت بها ومناهضة توريث الظلم.