من يحب يسامح.. من يعشق يغفر.. هذه كانت فكرتي عن الحب قبل أن اقع في شباكه واتحول من فتاة رومانسية تعيش حياتها وأوقاتها في سعادة وهدوء إلي البكاء والهم وعذاب الفراق والشوق إلي الحبيب. أنا فتاة عشرينية انهيت دراستي الجامعية.. بدأت حكايتي منذ عامين عندما تعرفت علي شاب أكبر مني بأربع سنوات وبكل سهولة اقتحم حياتي وأنا وكأنني كنت في انتظاره أو علي موعد معه ففتحت له الأبواب المغلقة. لم أفكر بدأت اغرف معه من نهر الحب ولما لا وأي فتاة كانت تتمني أن تكون مكاني مع شاب وسيم يختار كلماته بعناية يدقق في اختيار توقيت كل شيء حتي لو كان بسيطاً فالكلمة في وقتها والابتسامة بموعد والهدية علي غير انتظار. عشقته حد الجنون وتمنيت التحكم في آلة الزمن لأجعلها تتوقف أمام حبنا فلا تتحرك ولو دقيقة إلي المستقبل ورغم كل ذلك الحب.. خذلني.. اضاعني.. تركني وكأنه لم يقتحم حياتي يوماً أو كأنه كان حلماً استمر ليلة أو أكثر ثم توقف أو استيقظت أنا للأبد. ولا أعلم هل خطأي أنني احببته أم أنني لم التزم بأوامره فأزمة الرحيل المفاجئ بدأت بسبب أراه أنه "هايف" جداً جداً أما هو فيراه جريمة لا تسامح فيها ولا تهاون.. فما الذي حدث.. باختصار بسيط غير مخل ما حدث أنه كان لي صديقة يزورها شقيقها كثيراً في الجامعة فتعرفت عليه وعرفت حبيبي عليه في أحد اللقاءات. لم يعجب حبيبي بهذا الشاب وأمرني بعدم الكلام معه مرة أخري فتعجبت فليس بيني وبينه إلا كلمات المجاملة وقت أن اقابله بصحبة شقيقته لكني أيدت كلام حبيبي والتزمت به وفي يوم كانت صديقتي عندي بالمنزل ومر شقيقها ليأخذها للمنزل فتبادلت معه كلمات بسيطة وعندما علم حبيبي أخبرني بأن لحظة النهاية أتت وأنني لن أراه مرة ثانية.. وهكذا رحل!! اتصلت به لا يرد.. أرسلت له أكثر من رسالة تجاهلني.. ذهبت له وانتظرته أمام عمله تركني في وسط الشارع وكأنني نكرة لا وجود لها.. ماذا فعلت وأي ذنب جنيت لتكون هذه هي نهاية حبي وهل أنا فعلاً مخطئة أم أنه شاب معقد.. لا أعرف شيئاً ومازلت أحبه.. فأين الحل؟ س . غ . القاهرة نعم أخطأتي خطأ يقترب إلي الجريمة خطأ اصاب شخصيتك وتسبب في معاناة بدأت ومستمرة ويعلم الله متي تنتهي.. فرغم ما حدث تقولين أنك مازلت تحبينه وأنت لا تدرين أن أزمة حياتك بدأت مع حبك لهذا الشاب. قلت عنه ما قلت في بداية رسالتك فتهيأت لقصة حب ليس لها مثيل ولما لا وأنت لم تتركي ميزة إلا والصقتيها فيه ولم تذكري عيباً إلا وأبعدتيه عنه وكأنه مايسترو يقود اوركسترا تعزف أجمل ألحان الحب ثم نفاجئ أننا أمام شاب عادي جداً. ربما أحبك كما تقولين لكنه حباً لم يغادر عينيه لم يصل إلي قلبه لم يهز كيانه لم يدغدغ حواسه لنجد أنفسنا أمام علاقة أقل من الحب بكثير وأكثر من العلاقة العابرة بقليل فالوداع لأتفه الأسباب لا يقع أبداً بين حبيبين. فإن تدفعي ثمناً لكلمات مجاملة ضرورية بهذه الطريقة المتعسفة والمبالغ فيها فلا أجد تفسيراً إلا أن النية كانت مبيتة للرحيل وكان هذا الشاب ينتظر اللحظة المناسبة أو الحجة المفتعلة والدليل أنه رغم مرور عامين علي بداية هذه العلاقة لم يتقدم خطوة واحدة ولابد وأن تسألي نفسك لماذا لم يتقدم إليك هذا الشاب والظروف كانت مهيأة ليفعل!!!! هو اختار الابتعاد ولو مكانك لطرت فرحاً بهذا الاختيار ولأنهيت حالة الحداد التي تعيشينها كمن فقد عزيزاً عليه فالعكس هو الصحيح فقد أنهيتي علاقة خاسرة بمعني الكلمة علاقة جلبت معها الهم والحزن والحب بريء من هذه الأوصاف. اختار الرحيل فليرحل غير مأسوف عليه فوجوده خسارة كبيرة ورحيله مكسباً كبيراً لو تعلمين.. كفاك أحزاناً وتعلمي الدرس لتستفيدي وليس لتجلدين نفسك.. انسيه.. توقفي عن مراقبته.. أياكي ومحاولة العودة إليه ثانية فلن تزيدك محاولاتك إلا ذلة وانكسار. أنهي هذه العلاقة مرفوعة الرأس.. نعم أخطأتي ولكن حان موعد تصحيح الأخطاء وهذا لن يحدث إلا بعد أن تشفي من آثار هذا الحب فأنت أجريت العملية الجراحية الصعبة لكنك مازلتي في مرحلة الأفاقة فأياكي وأن تطول أكثر من اللازم.. المستقبل أمامك.. فقط استعيدي كبريائك وانتظري فربما فرصتك الحقيقية في اختيار شريك الحياة لم تأت بعد وتمنياتي لك بالتوفيق والاستقرار.