استمرت التهدئة في أسوان عقب أحداث العنف التي شهدتها المدينة بين قبيلتي الهلايل والدابودية قبل أيام. قالت الشخصيات التي تدخلت للصلح بين الطرفين إن حمائم السلام تحلق في الأجواء وأنه تم الاتفاق علي استمرار الالتزام من الجانبين بالتهدئة حتي الإقرار النهائي للصلح خلال أيام. ألقت الأحداث بظلالها علي حالة الأسواق في المدينة السياحية الهادئة حيث اختفت كثير من السلع الأساسية. صرح السيد الأدريسي رئيس الرابطة العالمية للسادة الأشراف الأدارسة أن لجان الصلح بمحافظة أسوان تبذل جهودا مكثفة لإنهاء الأزمة بين أبناء قبيلتي الدابودية وبني هلال في أسرع وقت وأنه من المنتظر إجراء صلح بين الطرفين في مطلع الأسبوع القادم. قال إنه تم الاتفاق علي الالتزام الكامل بالتهدئة من الطرفين خلال الفترة الحالية وأن أي خروج عن هذا الالتزام من أي طرف سوف يقابل بمنتهي الحسم والحزم وهناك عقوبات صارمة في هذا الشأن. أشاد الأدريسي بالمعالجة الأمنية للأحداث وأعرب عن تطلعه لاستمرار هذه الجهود. قال إن لجنة الصلح فوضت رجال الأمن في اتخاذ كل ما يراه مناسبا لوأد الفتنة بين أبناء الدابودية وبني هلال موضحا أن أصحاب الدم من إخواننا النوبيين وبني هلال أقروا بأنهم ملتزمون بحقوقهم وواجباتهم كما تراها لجنة الصلح وذلك وفقا للشريعة الإسلامية والأعراف العربية حيث يرغب كل طرف في إبراز حقه أولا ثم التفاوض في الصلح بعد ذلك وبالفعل بدأت لجنة الصلح في معرفة وتحديد حقوق وواجبات كل قبيلة تجاه الأخري عن طريق تقصي الحقائق ومعرفة أسباب الفتنة وبيان الأحداث بوقائعها وليس بصداها الإعلامي. انتقد السيد الأدريسي بعض وسائل الإعلام التي أظهرت هذه الأزمة في أسوأ صورها بدون النظر إلي الأبعاد الاجتماعية الأخري.. وطالب بتحري الدقة فيما تنقله وسائل الإعلام من أخبار بين الطرفين وتسهيلا للعاملين في هذا المجال فقد تم تفويض خمسة متحدثين رسميين من كل قبيلة لإظهار حقائق الأمور وما اتفق عليه العقلاء والحكماء من الطرفين حسب الشريعة الإسلامية والأعراف العربية. أوضح أن مباحثات حل الأزمة بين النوبيين وبني هلال بدأت بالتعاون مع أعضاء المجلس الأعلي للقبائل العربية من مطروح والسلوم وسيناء والجيزة وقيادات القبائل والعمدوالمشايخ بأسوان والتقينا أبناء القبيلتين ووجدنا قبولا في قلوبهم من أجل سرعة حل الأزمة لأن استمرارها بمثابة النار التي لا تنطفيء والتي من الممكن أن تأتي علي الأخضر واليابس. أشار إلي أنه لو حدثت سيطرة علي الأزمة في مهدها ما تفاقمت الأمور بهذا الشكل السريع في مشهد غابت منه الحكمة والعقل فوقعت كثير من التجاوزات بين الطرفين. قال إن حرمة الدم أعظم حرمة عند الله عز وجل لذلك تم اجراء عدة لقاءات من أصحاب الدم أسر القتلي ووجدنا أن عندهم في سكينة من الإيمان وسماحة الفضل. والتزم الجميع بالهدوء وعدم اللجوء الي اسالة دماء جديدة وذلك بعد أن ايقنوا أن كل شخص سوف يحصل علي حقه وفقاً لما قضت به الشريعة والعرف العربي الذي يعتبر فطرة إنسانية هذبتها الأديان من أجل اعطاء كل صاحب حق حقه.. مؤكداً علي أهمية التعايش السلمي بين أبناء محافظة أسوان التي تتسع لكل القبائل بلا استثناء. ناشد الإدريسي جميع شباب العائلتين باستمرار التهدئة التي وافق عليها كبار القبيلتين وعدم الخروج عن شريعة العرف حتي لا يصبح أي طرف محل نبذ أو قطع من كل الناس. من ناحية أخري.. نجحت لجنة المصالحة بقيادة مشايخ قبائل العبابدة والبشارية في تمديد الهدنة التي كانت تنتهي أمس.. وتبذل جهوداً مستمرة للتوصل الي حلول سريعة بين طرفي النزاع حتي لا تتجدد الأحداث والاشتباكات خاصة مع رفض بعض شباب القبيلتين للمصالحة وعلي الرغم من عودة الحياة الي طبيعتها لكن يشوبها الحذر والتحفظ الشديد وحتي وصل الأمر لتوخي الأهالي الحذر في التحدث عن مشكل الدابودية وبني هلال في المواصلات العامة خوفاً من التعرض للتعدي. وافق كبار العقلاء علي تفويض قبيلة العبابدة والبشارية للقيام بالتفاوض بين الطرفين وتحديد موعد المصالحة كما تأثرت بشكل كبير حركة الأسواق وارتفعت الأسعار بصورة مبالغ فيها واختفت الخضروات والفاكهة وظهرت أزمة في اسطوانات البوتاجاز بينما اختفت الألبان الطازجة تماماً من أسواق الأحياء الشعبية. أكد الدكتور منصور كباش رئيس جامعة أسوان والمنسق العام للجنة المصالحة بين قبيلتي بني هلال والدابودية الالتزام باستمرار الهدنة حتي التوصل الي حلول نهائية مع التزام الطرفين بعدم اختراق الاتفاق حتي يتم موعد لاجراء مصالحة بشكل رسمي وكامل وتحديد المسئولية والعقاب الذي سوف تقرره لجنة المصالحات. رفض الشيخ عبدالمجيد عثمان شيخ مشايخ العبابدة ورئيس ائتلاف القبائل العربية بالصعيد استخدم كلمة هدنة وقال نحن لسنا في حرب لكي تكون هناك هدنة بل هناك التزام علي طرفي النزاع.. وأنه من المعروف أن قرارات مجلس العرب تلزم أصحاب النزاع بالتنفيذ ومن يخالف توقع عليه عقوبات صارمة وهذه من اندفاع الشباب باختراق الالتزام وحتي يقعوا تحت طائلة القانون. أضاف الشيخ عوض هدل رئيس جمعية العبابدة والبشارية نعلم أن الحدث جلل ولكن هذا قضاء الله وقدره وعلي الطرفين الالتزام بقرارات المجلس الأعلي للقبائل وما تنتهي اليه لجنة المصالحة التي تتكون من أكبر رؤساء القبائل والمشايخ. أشار "عادل أبو بكر" عضو لجنة المتابعة والاتحاد النوبي: نحن نطمئن الأهالي بأن المفاوضات وصلت الي نقاط آمنة. يقول "محمد توفيق" من أبناء بني هلال وتاجر ألبان حرام كفاية وقف حال الشباب منذ اندلاع الأحداث والبلد تشكو من نقص الألبان الطازجة واسطوانات الغاز. أضاف أن حركة البلد تأثرت فعلا بعدم ممارسة قبائل ببني هلال لأعمالهم.